Logo

المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون يعلن تقديم استقالته

الرأي الثالث - وكالات

 أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون، الخميس، تقديم استقالته بعدما أمضى سبع سنوات تقريباً في هذا المنصب، حسب ما أفادت وكالة فرانس برس. 

وقال بيدرسون في اجتماع لمجلس الأمن حول سورية "أود أن أبلغ المجلس بأني أطلعت الأمين العام على نيتي التنحي بعد أكثر من ست سنوات ونصف السنة في منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، وقد وافق على طلبي"، موضحاً أنه اتخذ قراره "لأسباب شخصية".

واليوم الخميس، قال بيدرسون، خلال اجتماع دوري لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول سورية، إن سورية تحتاج وبشكل عاجل إلى مساعدات مادية دولية تتناسب مع احتياجاتها وطموحاتها، 

محذراً من استمرار التدخل الأجنبي وتبعاته على البلاد. واستهل بيدرسون إحاطته بالتذكير بأن "السلطات المؤقتة في دمشق تصارع إرثاً كبيراً من الحرب والاستبداد. لم يرثوا فقط أنقاض المباني المُهدَّمة، بل ورثوا أيضاً حطاماً أعمق لنسيج اجتماعي ومؤسسات متهالكة واقتصاداً مُنهكاً".

وتوقف عند حاجة سورية وبشكل عاجل إلى مساعدات مادية دولية وعودة القطاع الخاص، بما فيها رعاية القطاع الخاص المحلي. 

وأضاف أن تحقيق ذلك "يتطلب مزيداً من الدعم من المنطقة والمجتمع الدولي الأوسع، وتخفيفاً مستداماً للعقوبات وضوابط التصدير، وطمأنة البنوك والشركات، وتسريع وتيرة الإصلاحات المحلية.  كما يتطلب، بالطبع، استقراراً سياسياً".
 
ضرورة إنهاء "التدخل الأجنبي" في سورية

وأيّد بيدرسون دعوة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في تأكيده على "أهمية الدعم الدولي لسورية لإنهاء التدخل الأجنبي". 

وأضاف بيدرسون في هذا السياق "للأسف، لا يزال شبح التدخل الخارجي يلوح في الأفق. 

شهد هذا الشهر مزيداً من التدخل الإسرائيلي، بما في ذلك تقارير إعلامية سورية رسمية عن مقتل عدد من الجنود السوريين، وإنزال قوات كوماندوز إسرائيلية جنوب دمشق،

 بالإضافة إلى ضربات أخرى في أوائل سبتمبر/ أيلول. هذا النوع من التدخل الخارجي غير مقبول ويجب أن يتوقف". وعبّر عن أمله أن "تُفضي الاجتماعات بين سورية وإسرائيل إلى نتائج ملموسة، بما يُساهم في خفض التصعيد والاستقرار".

الوضع الداخلي

وحول أحداث السويداء، جنوبي سورية، رحّب بيدرسون بالجهود "المشتركة التي تبذلها الولايات المتحدة والأردن مع سورية لمعالجة الأزمة، والتي تجسدت أخيراً في بيان مشترك صدر في 16 سبتمبر، 

وتضمن خريطة طريق تشمل العديد من العناصر المهمة والإيجابية، بما في ذلك المساءلة، والوصول الإنساني والتجاري، واستعادة الخدمات، وإعادة الإعمار، والمعتقلين، والتدابير الأمنية، والتكامل، والمصالحة".
 
وأكد المسؤول الأممي أن "من الضروري للغاية إيجاد حلول تصون سيادة سورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وتعالج المخاوف المشروعة والمفهومة لدى الطائفة الدرزية بشأن سلامتهم وحقوقهم الإنسانية ومستقبلهم السياسي في سورية، وأن تكون الدولة حاميةً لهم لا مصدر تهديد. 

ونظراً لانعدام الثقة والاستقطاب العميقين، يتطلب هذا الوضع تدابير لبناء الثقة واستمرار الحوار والدعم الدبلوماسي".

الوضع الإنساني

من جهته، أشار مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشير، "إلى أنه وعلى الرغم من التغييرات الجذرية الجارية في سورية، والفرص التي أتاحتها، لا تزال سورية، بكل المقاييس، تشهد واحدة من أكبر حالات الطوارئ الإنسانية في العالم. 

يحتاج أكثر من 70% من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. 

ويعاني أكثر من تسعة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ولا يزال نحو سبعة ملايين شخص نازحين داخلياً، وأكثر من أربعة ملايين لاجئ في الدول المجاورة".

وبدأ بيدرسون مهمة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، في يناير (كانون الثاني) 2019، عقب انتهاء مهمة سَلَفه الإيطالي السويدي ستيفان دي ميستورا، الذي أمضى في المنصب 4 سنوات دون إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية.

يُذكر أن بيدرسون، المولود في أوسلو عام 1955، كان قبل تولّي مهمته مبعوثاً أممياً لسوريا سفيراً لبلاده لدى الصين منذ 9 يونيو (حزيران) 2017. وعمل مندوباً دائماً للنرويج لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين 2012 و2017،

 وشغل قبل ذلك منصب المدير العام لإدارة الأمم المتحدة والسلام والشؤون الإنسانية بوزارة الخارجية النرويجية.

وعمل بيدرسون أيضاً منسقاً خاصاً للبنان، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بين 2005 و2008. وشغل بين 1998 و2003، منصب ممثل النرويج لدى السلطة الفلسطينية.

وفي 1993، كان عضو الفريق النرويجي في مفاوضات أوسلو السرية التي أفضت إلى توقيع إعلان المبادئ والاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.