نجل صالح يشن أول هجوم علني ضد الحوثيين ويبشّر بقرب زوالهم
الرأي الثالث
في تطور سياسي لافت، خرج أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس اليمني الراحل، عن صمته الطويل موجّهاً أول هجوم علني ضد الحوثيين منذ مقتل والده عام 2017، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر،
الثورة التي أطاحت بالحكم الإمامي في شمال اليمن عام 1962.
الخطاب حمل رسائل سياسية واضحة وبلغة تصعيدية غير مسبوقة، وصف فيها الحوثيين بأنهم امتداد «للكهنوت الإمامي المتخلف»، متوعداً بزوالهم ومبشراً بقرب الخلاص منهم،
ومؤكداً أن الشعب اليمني الذي أسقط الإمامة قادر على إسقاط الجماعة مجدداً واستعادة حريته وكرامته.
وخلال الأسابيع الماضية، كان الحوثيون صعدوا من استهداف أحمد علي عبر إصدار حكم بإعدامه، ومصادرة ممتلكاته، وإجبار جناح حزب «المؤتمر الشعبي العام» الخاضع لهم في صنعاء على فصله من الحزب ومن منصبه كنائب لرئيس الحزب.
هذه الإجراءات، وفق مراقبين، عكست خشية الجماعة من حضوره الرمزي داخل الحزب الذي أسسه والده، لكنها في الوقت ذاته دفعت به لكسر صمته والخروج بموقف علني يضعه في مواجهة مباشرة مع الجماعة.
وركز نجل صالح في خطابه ، على استحضار ثورة «26 سبتمبر» باعتبارها محطةً فاصلةً في تاريخ اليمنيين، رابطاً بين الأئمة الذين أسقطتهم الثورة والجماعة الحوثية التي وصفها بأنها تكرار للمشروع السلالي الكهنوتي نفسه، وفق تعبيره.
وأكد أن دماء «شهداء ثورة 2 ديسمبر» التي قادها والده ضد الحوثيين عام 2017 امتدادٌ للثورة ذاتها، متعهّداً بمواصلة النضال على الدرب نفسه.
دعوة لمشروع وطني
تضمن خطاب نجل صالح دعوة صريحة إلى كل القوى الوطنية لبلورة «مشروع إنقاذ وطني» يهدف إلى إنهاء معاناة اليمنيين وتوحيد الصفوف لمواجهة الحوثيين،
وأكد أن هذا المشروع ينبغي أن يقوم على القواسم المشتركة والأهداف الوطنية الجامعة بعيداً عن الانقسامات السياسية التي ساهمت في تمكين الحوثيين.
ولم يخلُ الخطاب من رسائل خارجية، حيث وجّه الشكر للسعودية والإمارات ومصر وسلطنة عمان، مشيداً بدعمها لليمن في «أحلك الظروف»، ومؤكداً أن اليمن لا يمكن أن ينهض بمعزل عن أشقائه وأصدقائه.
ومنذ الفترة التي أعقبت تصفية الجماعة الحوثية الرئيس الراحل صالح ومؤسس حزب «المؤتمر الشعبي»، تمسَّك الحوثيون بصادق أبو راس، حيث صوروا لعناصر الحزب بأنهم يمنحون الشراكة للجميع،
بينما كان وجوده مجرد وجود شكلي وليست له أي أدوار، إلى جانب كونه غير قادر على اتخاذ أي قرار، وتتهمه الجماعة مع بقية قيادة وأعضاء الحزب بـ«حياكة المؤامرات ضدها».
وإثر جهود رئاسية يمنية ودعم سعودي وإماراتي، كانت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي قرَّرت قبل أكثر من عام إزالة اسمَي الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح ونجله أحمد من قائمة العقوبات التي كانت قد فُرضت عليهما مع قادة حوثيين منذ نحو 10 سنوات.
وكان والده صالح قد قُتل في 4 ديسمبر (كانون الأول) 2017 إثر انتفاضه ضد الحوثيين، في حين نجا ابن عمه طارق صالح وانخرط في صفوف الشرعية حتى أصبح عضواً في مجلس القيادة الرئاسي الحالي.
وقاد أحمد علي صالح قوات «الحرس الجمهوري» و«القوات الخاصة» اليمنية أيام حكم والده حتى إزاحته عن المنصب في 2013 وتعيينه سفيراً لليمن لدى الإمارات التي بقي فيها بعد عزله من منصب السفير.