سورية نحو حكومة شاملة قبل نهاية العام
الرأي الثالث - وكالات
في ما يبدو أنها إحدى نتائج زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة، توقع المبعوث الأميركي إلى سورية، توم برّاك، "إعادة هندسة" الحكومة السورية الحالية لتكون "مركزية شاملة" قبل نهاية العام الحالي،
مؤكداً أن بلاده لا ترى في الفيدرالية حلاً مناسباً في سورية.
وقال برّاك في تصريحات لشبكة "روداو" الكردية، أول من أمس الخميس، إن الحكومة المقبلة ستضمن حقوق جميع المكونات والأقليات، مشدداً على أن الدعم الأميركي يشمل السوريين الأكراد وبقية المكونات من دون فرض أي إملاءات.
وأوضح أن الولايات المتحدة تساهم بالتوجيه والمساعدة، لكنها لا تفرض نموذجاً أميركياً أو أوروبياً على السوريين. ووصف برّاك أحداث السويداء بأنها "مؤسفة"، مشدداً على أن واشنطن تعمل على منع تكرارها.
كما قال برّاك إن الحكومة السورية ستعترف برغبة كل أقلية في احترام شعائرها الدينية وخصائصها الثقافية، إلا أن هذا الأمر يتطلب "هندسة سياسية" تفضي إلى "تصميم حكومة مركزية لا تتحوّل إلى فيدرالية وتمنح هذه المكونات حقها وفرصتها، وأعتقد أن ذلك يحدث بالفعل".
وتحدث برّاك عن كيفية دمج مختلف الفصائل والأقليات بطريقة آمنة وسليمة، قائلاً إن الحكومة السورية تسعى جاهدة لتحقيق ذلك "وأنا متفائل أنه بمساعدة ما، سيتمكنون من إنجازه".
لكن بالمقابل لم يتحدث بشكل مباشر عن تشكيل حكومة جديدة مع نهاية العام الحالي، بل عن نوع من "الهيكلية السياسية" التي تدمج جميع الفصائل والأقليات بطريقة سليمة.
وقال إن الحكومة السورية الجديدة "تعترف برغبة الأقليات في امتلاك نظام تعليمي ولغوي خاص بها واحترام شعائرها الدينية"، وإنه "لا أحد يريد لهذه المكونات أن يُنظر إليها كدرجة ثانية".
أما بشأن موقف الولايات المتحدة من مسألة الفيدرالية، فقال برّاك إن واشنطن لا تملي على السوريين شكل النظام السياسي، وإن الرئيس الأميركي دونالد "يريد السلام والازدهار للجميع ويرى أن الإملاءات الاستعمارية فشلت خلال 100 عام الماضية"،
مؤكداً أن الولايات المتحدة ستساعد فقط في إنجاز ذلك، وأهم مساعدة هي المضي في رفع العقوبات عن البلاد "كما قرر الرئيس الأميركي".
ووصف برّاك اجتماع ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في البيت الأبيض، بأنه "أفضل من رائع"، مشيراً إلى أنه تناول قضايا متعددة، من بينها "دعم جهود تشكيل حكومة سورية شاملة".
وأكد أن تركيا أبدت تفهماً لدور الولايات المتحدة في دعم عملية السلام وتشكيل حكومة سورية جديدة.
وترفض الحكومة السورية فكرة اللامركزية السياسية والدفاعية والاقتصادية، وتركز على "اللامركزية الإدارية" وفق ما عبر عنه سابقاً مدير الشؤون الأميركية في الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، في مقابلة صحافية، خلال يوليو/تموز الماضي.
وقال حينها: "لا أعتقد أن هناك نقاشاً أو نقاط خلاف حول موضوع اللامركزية الإدارية. مشكلة المركزية في سورية لم تكن مشكلة قانونية، بل كانت مشكلة سياسية".
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال اجتماع مع وزراء خارجية دول عربية وإسلامية مساء الأربعاء الماضي في نيويورك، إن الرئيس السوري التزم "بالعمل مع الشركاء الدوليين".
وقال إن ترامب ملتزم "ليس فقط من منظور أحادي للولايات المتحدة، بل بالشراكة مع العديد من الدول، بمنح سورية كل فرصة ممكنة لبناء دولة قوية وموحدة تُحترم فيها تنوعات المجتمع السوري، وتكون أيضاً مكاناً مستقراً"،
معتبراً أن استقرار سورية "يحدد، بطرق عديدة، استقرار المنطقة بأسرها". وكان تصدر موضوع استكمال رفع العقوبات الأميركية عن سورية،
إضافة إلى توقيع اتفاق أمني مع إسرائيل، محادثات الشرع في الولايات المتحدة خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.