السعودية تدعو المجتمع الدولي إلى وقف "مأساة" غزة ومحاسبة إسرائيل
الرأي الثالث - وكالات
دعت السعودية المجتمع الدولي إلى وقف المأساة في غزة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية والحصار المفروض على القطاع، مطالبة "بإجراءات دولية لوقف إجرام إسرائيل وردعها"، وذلك في كلمة المملكة التي ألقاها وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، السبت، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال وزير الخارجية إنّ "على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته لوقف المأساة في قطاع غزة"، محذراً من أنّ "تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لن يسهم إلا في زعزعة الأمن والاستقرار إقليمياً وعالمياً".
ولفت بن فرحان إلى أن "ما يحدث في قطاع غزة تم تصنيفه رسمياً بالمجاعة في ظل ممارسات وحشية تمارسها إسرائيل دون رادع"،
موضحاً أن "المعاناة التي يشهدها الشعب الفلسطيني والأزمة في غزة وممارسات إسرائيل تتنافى مع الميثاق والمبادئ والقانون الدولي الإنساني".
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحياناً بدخول مساعدات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المُجوعين ولا تنهي المجاعة، ولا سيما مع تعرّض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة بدعم أميركي مطلق، خلفت 65 ألفاً و926 شهيداً و167 ألفاً و783 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً، بينهم 147 طفلاً.
وشدد وزير خارجية السعودية على أنه "آن الأوان لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية"، مؤكداً أن "المملكة ستواصل جهودها الحثيثة للوصول إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة".
ودعا مجلس الأمن إلى دعم مسار حل الدولتين، مجدداً إدانة السعودية "للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على قطر (في 9 سبتمبر/أيلول الجاري)". وقال: "نطالب بإجراءات دولية لوقف إجرام إسرائيل وردعها".
كذلك دعا إلى انسحاب إسرائيلي من لبنان، مؤكداً دعم المملكة لبيروت في مسألة حصر السلاح بيد الدولة.
وحثت السعودية المجتمع الدولي على دعم جهود استقرار سورية، رافضة الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي الدولة السورية وسيادتها.
وشدد على أن "المملكة تؤكد أهمية حماية أمن الملاحة في البحر الأحمر، وضرورة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة".
وبشأن جهود المملكة لدعم حل الدولتين، قال وزير خارجية السعودية: "بادرنا بالتعاون مع النرويج والاتحاد الأوروبي بإطلاق التحالف الدولي لحل الدولتين، بما يشكل مساراً تنفيذياً واضحاً لتنفيذ حل الدولتين".
وأعلن ترحيب المملكة بالعدد المتزايد من الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أنها خطوة مهمة نحو تكريس حل الدولتين وترسيخ السلام.
وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعترف 11 بلداً بدولة فلسطين، وهي: بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليرتفع بذلك الإجمالي إلى 159 من أصل 193 دولة عضواً بالأمم المتحدة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".