بن غفير يقتحم المسجد الأقصى على رأس مستوطنين "مصلياً للنصر"
الرأي الثالث - وكالات
اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى في القدس المحتلة، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، حيث قاد مجموعات المستوطنين خلال اقتحاماتهم المسجد في ثاني أيام "عيد العرش".
كما أدى مستوطنون رقصات وأغاني جماعية في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى خلال عملية الاقتحام. واقتحم المستوطنون البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وشوهدوا وهم يصطحبون معهم القرابين النباتية خلال مسيرهم في أزقة البلدة، ضمن طقوسهم الدينية.
وتزامناً، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على أبواب المسجد الأقصى، ونشرت تعزيزات كبيرة من عناصرها وشرطتها في محيطه، لتأمين اقتحامات المستوطنين في اليوم الثاني من "عيد العرش".
ويأتي اقتحام المسجد الأقصى هذه المرة، وفق بن غفير، "للصلاة من أجل النصر في الحرب، وتدمير حماس، وإعادة المختطفين".
ومنذ بداية ولاية الحكومة الحالية، يعمل بن غفير، إلى جانب وزراء آخرين وجهات استيطانية، على تغيير ما يُعرف بـ"الوضع القائم"، والذي كان يمنع اليهود من الصلاة في المسجد الأقصى، وحقق خطوات كبيرة في هذا المضمار،
حيث بات المسجد مستباحاً كلياً على مستوى عدد المستوطنين المتزايد الذين يقتحمونه، والطقوس اليهودية التي تُقام في داخله، وغير ذلك.
حماس عن اقتحام بن غفير: خطوة استفزازية تتزامن مع ذكرى مجزرة الأقصى
ووصفت حركة حماس اقتحام بن غفير اليوم، بأنه "خطوة استفزازية متعمدة، تتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لمجزرة المسجد الأقصى الأولى، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الثامن من أكتوبر عام 1990، بما يعكس العقلية الفاشية التي تحكم حكومة الاحتلال وتتعمد المسَّ بحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين في العالم".
وأكدت حماس في بيان أن هذا الاقتحام "ليس حدثًا عابرًا، بل رسالة عدوانية تسعى إلى تكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني، وفرض السيطرة الاحتلالية على المسجد الأقصى، في إطار مشروع تهويدي متكامل يستهدف الوجود العربي والإسلامي في القدس".
وشددت الحركة على أنّ القدس والمسجد الأقصى "خطٌّ أحمر، وأنّ استمرار الاعتداءات والاقتحامات لن يغيّر من حقيقة أنّ الأقصى مسجدٌ إسلامي خالص، وأنّ شعبنا سيبقى على العهد، متمسكًا بحقّه ومقدساته، ومدافعًا عنها بكل الوسائل المشروعة".
ودعت "جماهير شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتلّ إلى الرباط والتواجد المكثّف في باحات الأقصى حمايةً له من مخططات الاحتلال،
كما ندعو الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية في وقف هذا العدوان المتواصل".
الأردن يحذر من عواقب اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
عربياً، دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشدّ العبارات اقتحام بن غفير واقتحامات المتطرفين وممارساتهم الاستفزازية في المسجد الأقصى، تحت حماية شرطة الاحتلال؛
مشيرة إلى أن ذلك يمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتصعيدًا مُدانًا واستفزازًا غير مقبول.
وحذر الناطق الرسمي باسم الوزارة فؤاد المجالي في بيان اليوم الأربعاء، من عواقب استمرار الانتهاكات المستفزة واللاشرعية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس،
مُطالِبًا إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف هذه الانتهاكات وجميع الممارسات الاستفزازية لمتطرفي الحكومة الإسرائيلية التي تُعد استمرارًا لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الرامية إلى مواصلة التصعيد الخطير والإجراءات الأحادية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
والأسبوع الماضي، أصدرت جمعية "عير عميم" الإسرائيلية تقريراً جديداً، حمّلت فيه الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن خرق الوضع القائم في المسجد الأقصى وعن التصعيد فيه خلال العامين الماضيين.
وأشار التقرير، وفق بيان عممته الجمعية، إلى أنّ "ما يجري ليس مجرد خروقات محدودة، بل يمثّل عملية سيطرة إسرائيلية متواصلة على أجزاء من الأقصى، خاصة في فترة الأعياد اليهودية، حيث تستغل الحكومة وجماعات المعبد هذه المناسبات لفرض حضور يهودي متزايد".
وحذّر التقرير من أنّ "استمرار هذه السياسة يؤدي إلى انتهاك واسع لحقوق المسلمين وتقويض صلاحيات الأوقاف الإسلامية، إضافةً إلى تجاهل واضح لدور الأردن بصفته جهة وصاية"،
كما نبّه إلى أنّ "الأعياد اليهودية القريبة، وخاصة عيد العُرش (سوكوت) الذي يصادف في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قد تشكّل نقطة انفجار في القدس وتؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها".
ومن أبرز ما وثّقه التقرير "إظهار الطقوس اليهودية بشكل علني ومنتظم، من قبيل إقامة صلوات جماعية صاخبة، النفخ بالشوفار (البوق)، ارتداء التفلّين، رفع الأعلام الإسرائيلية وترديد النشيد الوطني (الإسرائيلي) داخل باحات الأقصى وبالقرب من المسجد، بحماية شرطة الاحتلال، وارتفاع غير مسبوق في أعداد المشاركين".
ولفت التقرير إلى تنسيق سياسي مباشر، إذ يقود وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "سياسة تكريس الطقوس اليهودية في الأقصى ويدعم جماعات المعبد، من دون أي اعتراض من رئيس الحكومة".
ومن بين توصيات التقرير "إعادة حرية الدخول الكاملة للمسلمين إلى الأقصى وإلغاء القيود العمرية في فترة الأعياد، وتقييد أعداد الزوار اليهود وتفتيشهم بدقة لمنع إدخال الأعلام والأدوات الدينية، ومنع الوزراء وأعضاء الكنيست من اقتحام الأقصى كما كان معمولاً به سابقاً".
كما أوصى "بإلزام الحكومة بنشر تعليمات واضحة تمنع إقامة صلوات يهودية أو إدخال أدوات طقوسية، والحفاظ على صلاحيات الأوقاف الإسلامية بصفتها جهة إدارة وحيدة للمكان وتعزيز التعاون معها".
وفي سياق متصل، تشير ملفات شرطة الاحتلال الإسرائيلي إلى أن أكثر من 60 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى في العام الحالي، وهو عدد ارتفع على نحو ملموس عاماً بعد عام، مقارنة بـ5792 مستوطناً خلال العام 2010.
مداهمات واعتقالات مستمرة في الضفة
إلى ذلك، وعلى صعيد آخر، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي في الرجل على حاجز ترقوميا العسكري المقام غرب الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، حيث جرى نقل المصاب إلى المستشفى.
وأوضحت مصادر محلية أنّ شاباً أصيب برصاص قوات الاحتلال قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي بلدة ترقوميا، غرب الخليل، ووصفت إصابته بالمتوسطة.
وتوازياً، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، من مخيم العروب، شمال الخليل، بعد ساعات من اقتحامه، حيث نفذت مداهمات للمنازل واعتقالات وتحقيقات ميدانية.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت العشرات من سكان مخيم العروب، وحققت معهم ميدانياً، قبل أن تفرج عنهم لاحقاً.
من جانب آخر، أكد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات ، أن قوات الاحتلال نفذت فجر اليوم، حملة واسعة في منطقة عرب الكعابنة الواقعة في أم الدرج، جنوب شرقي الخليل،
تخللتها اقتحامات وعمليات تفتيش واعتقالات جماعية، أسفرت عن اعتقال ما يقارب 50 شخصاً من سكان المنطقة، تعرضوا خلالها لمعاملة قاسية وتنكيل قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقاً.
قوات الاحتلال تنسحب من مخيم بلاطة
في غضون ذلك، انسحبت قوات الاحتلال ظهر اليوم الأربعاء، من مخيم بلاطة شرق نابلس شمال الضفة الغربية بعدما فشلت باعتقال أحد الشبان عقب محاصرة أحد المنازل. من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة طفل (14) عاماً بالرصاص الحي في القدم خلال مواجهات في المخيم.
وكانت قوات خاصة قد اقتحمت مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، تبع ذلك تعزيزات عسكرية مكثفة وإطلاق طائرة مسيّرة في سماء المخيم.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر محلية أن مستوطنين اقتحموا منذ الساعة الثالثة فجراً منطقة المسعودية شمال غرب نابلس، وما زالوا موجودين فيها حتى اللحظة، حيث قاموا بوضع مولدات كهرباء وإضاءة المكان، ونصبوا منصة ضخمة،
في حين أغلقت قوات الاحتلال المنطقة بشكل كامل ومنعت أهالي المسعودية من التحرك.
وفي أريحا، أكد المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية حسن مليحات ، أن قوات الاحتلال اقتحمت صباح اليوم الأربعاء، منطقة المرشحات الواقعة غرب المدينة، وهدمت عدداً من المنازل المأهولة دون سابق إنذار،
ما أدى إلى تشريد عدد من العائلات وتدمير ممتلكاتها ومصادر رزقها.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة أريحا صباح اليوم، ووضعت سواتر ترابية على مداخل مخيم عقبة جبر المحاذي لمنطقتي وادي القلط والمرشحات، وذلك لتسهيل اقتحام المستوطنين للمنطقة الأثرية هناك وإقامة الصلوات فيها بمناسبة "عيد العرش العبري".