باحثون و خبراء يجتمعون في إسطنبول لصياغة حلول مستدامة لأزمة اليمن
الرأي الثالث - متابعات
انطلقت في مدينة إسطنبول، اليوم السبت، أعمال مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين في نسخته الأولى، بمشاركة مجموعة أكاديميين وعلماء وباحثين من داخل اليمن وخارجه، بهدف صياغة حلول عملية ومستدامة للتحديات التي تواجه اليمن، ودعم مسارات التنمية وإعادة الإعمار.
ويسعى المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة "توكل كرمان" لبلورة رؤى استراتيجية تعزّز التكامل والتواصل بين الجهود البحثية والأكاديمية، وخلق فضاء معرفي مستقل يحدّ من الاستقطاب، وتقديم مادة مرجعية موثوقة يستفيد منها صانعو القرار والمهتمون بالشأن اليمني.
وعلى مدى يومين تقدم أكثر من 40 ورقة علمية وبحثية تغطي واقع اليمن ومستقبله في مجالات الصحة والتنمية والتعليم والهوية والبيئة والأمن الغذائي والاقتصاد، وذلك في حضور أكثر من 200 باحث وخبير وفاعل.
وقالت الناشطة توكل كرمان، إن "السياسة والحرب استأثرتا بالمشهد اليمني لعقد كامل، فيما جرى تهميش ملفات الاقتصاد والتنمية والتعليم والصحة ما أبعد الدولة أكثر عن الناس، علماً أنها ليست مجرد كيان سياسي، بل ركيزة تأمين الخدمات".
ودعت إلى إعادة بناء الدولة على أسس العدالة والشراكة، وإلى مصالحة حقيقية تبدأ من القرى والمدن، واعتبرت أن لا خلاص لليمن من دون تعليم ينهض بالعقول، وصحة تحفظ كرامة الإنسان، واقتصاد منتج يكسر معادلة الجوع والولاء".
وأكدت أن اليمن "ليس ضعيفاً وتابعاً لأحد، بل يملك ثروات طبيعية وبشرية تؤهله كي يكون من أعظم دول المنطقة، والإنسان اليمني ثروة حقيقية لا تُقدَّر بثمن".
بدورها، قالت مديرة مؤسسة "توكل كرمان" مسك الجنيد إن "المؤسسة تهتم باحتياجات الإنسان وأولوياته، خصوصاً في مناطق الصراع والأزمات. وخلق النموذج هو الطريقة الأكثر مثالية لإيجاد حراك مجتمعي يتجاوز آثار الماضي".
ولفتت إلى أن مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين "نتاج عمل دؤوب من قبل فريق بذل خلاصة وقته وجهده على مدى أشهر".
إلى ذلك، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر مروان الغفوري إن "اليمن يمر بأزمة معقّدة ووجودية بفعل التشظي الحاصل وغياب أي جهود حقيقية لوقف انهيار الدولة، في حين أن الشعب قادر على إيجاد حلول عملية وجديدة،
والمؤتمر يذكّر اليمنيين بأن العلوم والمعارف قادرة على تقديم رؤية مغايرة لما يتداول حالياً حول اليمن، وثمة تجارب دولية كثيرة كان فيها باحثون وخبراء أكاديميون فاعلون رئيسيون في تغيير بلدانهم التي عاشت ظروفاً مماثلة لليمن.
وتشمل جلسات اليوم الأول للمؤتمر محاور التعليم الأكاديمي والصحة والبنى التحتية الطبية وواقع الحياة السياسية ومستقبلها، فيما تناقش جلسات اليوم الثاني المسألة الاقتصادية، الطاقة، الغذاء، والهوية الوطنية وتحولاتها.