Logo

في ذكرى أكتوبر.... فعالية بالضالع تتحول لتظاهرة غاضبة ضد "الزبيدي"

الرأي الثالث - متابعات

يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر التي اندلعت من جبال ردفان ضد المحتل البريطاني لجنوب اليمن، وهي الثورة التي توجت بجلاء آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967. 

ويأتي إحياء الذكرى في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بانفصال جنوب اليمن والعودة بالبلاد إلى ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو/أيار 1990.

وشهدت محافظة الضالع، صباح اليوم حشدًا جماهيريًا واسعًا وغير مسبوق، بمشاركة آلاف المواطنين من مختلف المحافظات الجنوبية، احتفاءً بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر.
 
ولم تخلُ الفعالية من انتقادات ناشطين جنوبيين، الذين وصفوا الحشد بأنه "مصطنع" ويعكس الحجم الحقيقي لجماهير الانتقالي، رغم المليارات التي أنفقها المجلس على تنظيم المهرجان.
 
وأشاروا إلى أن قيادات المجلس الانتقالي استخدمت جنودا لها بعد ان استقدمتهم من عدن بلباس مدني لملء الساحات، مؤكدين أن الصورة كانت كافية لتكشف حقيقة التأييد الشعبي للمجلس الانتقالي.
 
وتصاعدت التوترات والخلافات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، بالتزامن مع احتفالات ذكرى ثورة 14 أكتوبر الـ62، بين خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي في مهرجان الضالع ومقال نائبه اللواء أحمد سعيد بن بريك الذي انتقد أداء المجلس وحذر من استغلال الثورة لتلميع صورة قياداته، بينما أبدى ناشطون سخرية واسعة من الحشد الجماهيري الذي نظمته قيادة الانتقالي.

وجدد رئيس المجلس الانتقالي عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي تأكيد مساعي الانفصال وإقامة دولة "مستقلة" في جنوب اليمن، قائلاً إنها ستبنى على "أسس الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية". 
 
وفي كلمة ألقاها اليوم الاثنين خلال مهرجان جماهيري حاشد في محافظة الضالع بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول، قال الزبيدي إن الثورة "ستظل نبراساً يضيء درب النضال الجنوبي"، 

مضيفاً أنها "لم تكن حدثاً سياسياً عابراً، بل حالة وعي وطني عميق وإيمان بعدالة قضية شعب الجنوب".
 
وأكد الزبيدي في كلمته أمام أنصاره أن المجلس الانتقالي سيظل رأس حربة في مواجهة المشروع الحوثي، مشدداً على التمسك بحق الجنوب في الاستقلال وفق إرادة الشعب.
 
في المقابل، أصدر نائبه اللواء أحمد سعيد بن بريك بياناً حاد اللهجة أكد فيه أن الواقع الذي حلم به الشهداء لم يتحقق، وأن المواطن الجنوبي يعيش "دوامة من المعاناة والتردي"، متحدثاً عن فساد وانقسامات داخل المجلس واستغلال الثورة لمصالح ضيقة.
 
وقال بن بريك: "التحرر الحقيقي لا يكتمل برحيل المحتل فقط، بل يبدأ ببناء الإنسان الحر القادر على صون مكتسباته ومواجهة العابثين الذين يتسلّقون على أكتاف الثورة باسمها".
 
ولمّح بن بريك في مقاله إلى انتقادات مبطنة لقيادات الانتقالي ، قائلاً إن "من جعلوا من القضية سلّماً للوصول، ومن الثورة رداءً يتدثّرون به حين يشاؤون، هم من شوّهوا روح النضال واستبدلوا بظلم الأمس أشكالاً جديدة من الإقصاء والهيمنة والفساد".
 
في غضون ذلك، دعا القيادي الجنوبي صلاح الشنفرة إلى إقامة احتفال آخر، غداً الثلاثاء، بمناسبة الذكرى نفسها، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على اتساع الهوة داخل المجلس وغياب رؤية موحدة لإدارة الاحتفالات الوطنية في الجنوب، وهو ما يعكس حالة الانقسام بين قياداته وابتعادها عن معالجة أزمات المواطنين.
 
ويشير مراقبون إلى أن الاحتفالات الرسمية والخطابات الرنانة، رغم شعاراتها الوطنية، لم تستطع حتى الآن تلبية احتياجات الشعب الجنوبي المتعطش للخدمات الأساسية والرواتب، مما يعكس فجوة متزايدة بين وعود القيادات وواقع حياة الناس.
 
واختار المجلس الانتقالي الجنوبي مدينة الضالع للاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر كون أغلب قيادات الانتقالي تنتمي لهذه المحافظة على رأسهم عيدروس الزبيدي، على اعتبار أنها الحاضنة الشعبية له، الأمر الذي اعتبر مراقبون خروج اليوم ضد الزبيدي مؤشرا للفرض المتنامي ضد الانتقالي.
 
يشار إلى أن تنظيم الحفل بذكرى ثورة أكتوبر في الضالع بمشاركة الزبيدي يأتي لأول مرة منذ تأسيس الانتقالي في 2017.
 
وكان الزبيدي قد وصل الضالع، أمس الأحد، قادما من الإمارات.