Logo

انطلاق المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. حسم القضايا المؤجلة

الرأي الثالث - وكالات

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، أن محادثات المرحلة الثانية بشأن اتفاق غزة بدأت بالفعل، معتبراً أن "المراحل متداخلة إلى حد كبير". 

وتابع ترامب قائلاً خلال قمة بمدينة شرم الشيخ المصرية حول غزة: "نمر بفترة متميزة جداً في الشرق الأوسط"، متوقعاً أن يشهد العالم "الكثير من التقدم".

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، غداة قمة في شرم الشيخ بمصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أنه سيقرر ما يراه "صائباً" لمستقبل الفلسطينيين والقطاع المحاصر والمدمّر. 

وقال ترامب في تصريحات لصحافيين في الطائرة التي أقلته إلى واشنطن إن "كثيرين يؤيّدون حلّ الدولة الواحدة، وبعضهم يفضّل حل الدولتين. سنرى"، مؤكداً: "لم أعلّق على ذلك بعد... سأقرّر ما أراه صائباً، لكن بالتنسيق مع دول أخرى"، 

وأضاف: "أنا لا أتحدث عن دولة واحدة أو دولتين. نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة".

 ومع تسليم حركة حماس والفصائل الفلسطينية المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الـ20 لديها بالإضافة إلى أربعة جثامين، من إجمالي 48 محتجزاً تحتفظ بهم المقاومة في غزة منذ انهيار اتفاق يناير/ كانون ثاني الماضي الموقع في الدوحة،

 تقترب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار من خط النهاية الذي تم رسمه لها.

 وتستعد الأطراف جميعها لانتهاء فعلي للمرحلة الأولى لوقف إطلاق النار بكامل تفاصيلها، والتي تستند إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وما تم التوصل إليه من تفاهمات في مدينة شرم الشيخ المصرية بوساطة قطرية ومصرية وتركية.
 
ويبدو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة صامداً حتى الآن، ويعتبر مستوى الاحتكاك الميداني والقصف الإسرائيلي محدوداً للغاية بالرغم من تسجيل حالتين لقصف إسرائيلي، استهدفت إحداهما حي الشجاعية شرقي مدينة غزة ما تسبب في استشهاد خمسة فلسطينيين خلال تفقدهم منازلهم، 

وفي الحالة الأخرى استشهد فلسطيني في استهداف مسيرة إسرائيلية تجمعاً للفلسطينيين في بلدة الفخاري شرق مدينة خانيونس، جنوبي القطاع. 

في المقابل، تشهد مراكز المدن انتشاراً أمنياً مكثفاً لعناصر حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في محاولة لضبط الحالة الأمنية بوتيرة متسارعة، والعمل على استغلال حالة الهدوء المتاحة حالياً لإنهاء الظواهر التي كانت متواجدة خلال الإبادة الإسرائيلية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد بدأت بالفعل، وستكون "صعبة"، 

مضيفاً: "الآن بدأت مناقشات صعبة بشأن أمن غزة وإدارتها وضمان عدم عودة الحرب". 

وبحسب حديث الأنصاري لقناة فوكس نيوز الأميركية، اليوم الاثنين، فإن مفاوضات المرحلة الثانية بدأت لتفادي أي فارق زمني مع المرحلة الأولى، حيث تم إرجاء "كثير" من مناقشات المرحلة الثانية لضمان إنجاز المرحلة الأولى.

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيتم عقد مؤتمر للمساعدات الإنسانية الخاصة في غزة خلال الأسابيع المقبلة في إطار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، 

مضيفاً أنه "في المرحلة الثانية، سيتم تعبئة الأموال لإطلاق عملية استقرار وإعادة إعمار غزة بسرعة". 

وبشأن عملية إدارة غزة أشار ماكرون إلى أن مجلس الأمن الدولي توصّل إلى توافق بين السلطة الفلسطينية ودول أخرى للمضي نحو حل، وأن العمل الفني على نزع سلاح "حماس" سيبدأ قريباً عبر فرق سيتم تشكيلها.

وتنص خطة ترامب في مرحلتها الثانية على إنشاء إدارة جديدة للحكم بالإضافة لمجلس سلام وإدارة دولية، يترأسها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، 

فضلاً عن تشكيل قوة متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، وهي ملفات تحتاج للحسم قبل استكمال الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. 

ورغم الحديث عن وجود خطوط صفراء وحمراء ضمن الخرائط التي تضمنتها صفقة التبادل وخطة الرئيس الأميركي، إلا أن حدود الانسحاب الإسرائيلي تجاوزت هذه الخطوط بعمق أكبر، ما قد يفهم ضمنياً بانتهاء الحرب في شكلها السابق.

وبموجب خطة ترامب، فإن المرحلة الأولى، التي تشمل إعادة تموضع القوات الإسرائيلية والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين وإدخال المساعدات، تضمن تلقائياً الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة التي ستناقش ملفات الانسحاب الإسرائيلي الكامل وسلاح المقاومة وإبعاد قادة حركة حماس ومصير الحركة، إلى جانب شكل الحكم في اليوم التالي لحرب الإبادة، وإعادة الإعمار، 

علماً أن قضية جوهرية أخرى، هي قيام دولة فلسطينية، غابت حتى عن خطة ترامب نفسها، إذ تكرر الدول العربية التي تدعم الخطة أنها يجب أن تؤدي في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية مستقلة في سياق حل الدولتين، وهو ما يقول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه لن يحدث أبداً.

وضمن الاتفاق، سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الاثنين، جثامين أربعة محتجزين إسرائيليين من أصل 28 جثة، كما أعلنت تل أبيب تسلمها الجثامين الأربعة وجميع المحتجزين الأحياء الـ20 من قطاع غزة. 

وأفرجت إسرائيل عن 250 أسيراً فلسطينياً محكومين بالسجن المؤبد وأحكام عالية، بينهم 154 مبعدون إلى الخارج، إضافة إلى 1718 أسيراً من قطاع غزة.
 
ومع أنّ ملامح انفراج جزئي بدأت تظهر في القطاع الفلسطيني مع بدء دخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية تطبيقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي،

 إلا أنّ المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن أن سلطات الاحتلال سمحت بإدخال 173 شاحنة مساعدات فقط إلى القطاع، أول من أمس الأحد، بينها ثلاث شاحنات مُحمَّلة بغاز الطهي وست شاحنات وقود (سولار) مخصصة لتشغيل المخابز والمولدات والمستشفيات.

 ولا تمثل هذه الكميات سوى نقطة في بحر الاحتياجات، إذ كان من المفترض إدخال 600 شاحنة على الأقل، غير أن الاحتلال لم يلتزم بهذا العدد.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إنه حان الوقت للسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى قطاع غزة. 

وأضاف لازاريني عبر منصة إكس: "حان الوقت لبناء مستقبل يسوده السلام من خلال التعافي والعدالة والاعتراف المتبادل"، مؤكداً أنه "حان الوقت للسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى غزة، بما في ذلك من خلال وكالة أونروا".