تواصل حرب المسيرات واستهداف مواقع عسكرية في الخرطوم ونيالا
الرأي الثالث - وكالات
تصاعدت حرب المسيرات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، لتطول، الثلاثاء والأربعاء، أجزاء من العاصمة الخرطوم وأم درمان، ونيالا التي تتخذ منها «قوات الدعم السريع» عاصمة لحكومتها الموازية.
وفجر الأربعاء شنت «قوات الدعم السريع»، هجمات بسرب من الطائرات المسّيرة على مقرات عسكرية في مدينة أم درمان، كبرى مدن العاصمة الخرطوم، رداً فيما يبدو على هجمات نفذها الجيش على عاصمتها نيالا، في غرب البلاد، ما يجعلها من بين أكبر الهجمات الجوية في الحرب.
وقالت مصادر عسكرية في الجيش إن المضادات الأرضية تصدت لهجوم بالمسيَّرات الانتحارية على عدد من المواقع في شمال أم درمان، لم تكشف عنها،
بينما تتحدث مواقع غير رسمية، مؤيدة لـ«الدعم السريع»، عن أن الغارات التي شنتها طائرات مُسيّرة انتحارية، استهدفت قاعدة وادي سيدنا الجوية ومنطقة سركاب العسكرية في الجزء الشمالي من المدينة.
الجيش يسقط 8 مسيرات
واستيقظ سكان المدينة صباح الأربعاء، على سماع دوي انفجارات قوية وأصوات المضادات الأرضية. وشوهد الدخان المتصاعد من مسافات بعيدة.
ووفقاً لشهود عيان، اعترضت منظومة دفاعات الجيش المسّيرات فوق سماء المدينة. وأضافوا أن «الهجوم بدأ حوالي الساعة الخامسة صباحاً (بالتوقيت المحلي)، واستمر قرابة ساعة من الزمن، وأن الجيش أسقط 8 طائرات مّسيرة من أصل 10 كانت تحلق في سماء المدينة».
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات تحليق المسّيرات على علو منخفض، وانطلاق قذائف الدفاعات الأرضية التابعة للجيش، للتصدي لها.
وفي حين لم يعلن الجيش السوداني رسمياً عن هجومه على مدينة نيالا، لكن منصاتٍ إعلامية موالية له، أفادت بأن الطيران المُسيّر التابع للجيش استهدف، عصر الثلاثاء، مواقع تابعة لـ«قوات الدعم السريع» في المدينة، وأن إحدى المسيرات من طراز «بيرقدار» نفذت غارات دقيقة على تجمعات عسكرية في وسط المدينة.
وصباح الثلاثاء شنت مسيّرات انتحارية هجمات متزامنة على مقرات عسكرية في مناطق سيطرة الجيش، أسفرت عن سقوط أكثر من 7 قتلى وعدد من الجرحى في كل من «عد بابكر» شرق الخرطوم، ومدينة «الدبة» بالولاية الشمالية، وكادوقلي بجنوب كردفان.
وأصابت المسيّرات التي استهدفت مدينة «الدبة»، مقر كلية الهندسة، وهو موقع تتمركز فيه القوة المشتركة، وأسفر الهجوم الذي وقع في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وإصابة عدد من المدنيين،
بينما استهدفت مسيّرات أخرى مواقع داخل المدينة نفسها.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، تبنت قوات تحالف «تأسيس» الموالية للحكومة الموازية، بقيادة «الدعم السريع» في دارفور، هجمات بالمسّيرات، كانت قد استهدفت مطار وقاعدة وادي سيدنا الجوية شمال أم درمان،
إضافة إلى مصفاة الجيلي للنفط، ومصنع اليرموك الحربي، ومحطة كهرباء المرخيات، ومواقع أخرى بالخرطوم.
وقتها أكدت أن هذه الهجمات تأتي رداً على غارات جوية للجيش السوداني، طالت منشآت مدنية في دارفور وكردفان، بما في ذلك عاصمة الحكومة الموازية، نيالا بجنوب دارفور.
وتفيد أنباء متداولة بأن المسّيرات التي استهدفت أم درمان صباح الأربعاء، انطلقت من منصة تابعة لــ«الدعم السريع» في كردفان. وتسيطر الأخيرة على مناطق واسعة في غرب وجنوب الإقليم.
ودرجت «قوات الدعم السريع» على التكتم الشديد على الهجمات التي تتعرض مدينة نيالا، وفي الوقت نفسه تفرض إجراءات أمنية مشددة على استخدام شبكات الاتصالات، وتضيق على مصادر تدفق المعلومات من هناك.
وسبق أن استهدفت مسيرات استراتيجية تابعة لــ«قوات الدعم السريع» لمرات متتالية مواقع عسكرية ومنشآت مدنية في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للجيش السوداني، التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن إقليم دارفور.
وعلى الرغم مما يتردد من نشر «قوات الدعم السريع» أنظمة حديثة ومتطورة لتعزيز قدراتها الدفاعية في مدن دارفور ضد الطيران الحربي والطائرات المسّيرة، واصلت مسيَّرات الجيش في الأيام القليلة الماضية شن هجمات على مدينتي نيالا والفاشر ومناطق أخرى في الإقليم.
وكشفت تقارير إعلامية ومراكز أبحاث دولية عن بناء «الدعم السريع» منصات لإطلاق المسّيرات في محيط مدينة نيالا، من بينها مسّيرات صينية حديثة من طراز«FH-95» و«CH-95»، وأخرى هجومية انتحارية،
كانت قد استخدمتها في هجمات سابقة على مناطق سيطرة الجيش، شملت المقار العسكرية والمطارات إلى جانب محطات كهرباء ومنشآت مدنية، ألحقت بها خسائر كبيرة في «الخرطوم وكسلا والقضارف بشرق البلاد، وكوستي بالنيل الأبيض، وعطبرة ومدن عدّة بشمال البلاد».