حرب مسيرات عنيفة بين موسكو وكييف وسقوط قتلى
الرأي الثالث - وكالات
قال ألكسندر بوغوماز حاكم منطقة بريانسك الروسية المتاخمة للحدود مع أوكرانيا، اليوم الإثنين، إن طائرة مسيرة أوكرانية أصابت حافلة صغيرة في المنطقة، ما أسفر عن مقتل السائق وإصابة خمسة أشخاص.
وأضاف حاكم المنطقة الواقعة في جنوب غربي روسيا على تطبيق "تيليغرام" أن جميع المصابين نقلوا إلى مستشفى محلي.
هجمات متكررة
وقالت السلطات الروسية اليوم الإثنين إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تصدت خلال الليل لهجمات متكررة استهدفت العاصمة موسكو، مما أدى إلى إغلاق اثنين من مطارات المدينة الأربعة.
وقال سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو على تطبيق "تيليغرام" إن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت 28 طائرة مسيرة خلال خمس ساعات، بدءاً من الساعة الـ10 مساء بتوقيت موسكو (19:00 بتوقيت غرينتش) أمس الأحد.
وقالت هيئة مراقبة الطيران الروسية (روسافياتسيا) إن مطار دوموديدوفو الدولي ومطار جوكوفسكي الأصغر أغلقا لضمان سلامة الطيران، بدءاً من الساعة 22:40 بتوقيت غرينتش.
ولم تصدر أوكرانيا أي تعليق حتى الآن، وذكرت كييف أن هجماتها تهدف إلى تدمير البنية التحتية الأساسية التي تستخدمها روسيا في إدارة حربها في أوكرانيا.
ثلاثة قتلى في كييف
وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من 30 بجروح بينهم سبعة أطفال في كييف في هجوم روسي بمسيرات، على ما أفاد به مسؤولون أوكرانيون الأحد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته اليومية إنه ليل السبت الأحد "قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 31 آخرون في الهجوم الروسي على كييف وحدها، بينهم سبعة أطفال".
وأضاف "في غضون أسبوع واحد نفذ الروس نحو ألف ضربة بواسطة مسيرات وأطلقوا 50 صاروخاً من أنواع مختلفة على أوكرانيا كانت بغالبيتها باليستية"،
وأكد "الوقاية من تهديد مماثل تكون فقط من خلال جهد مشترك، فلا أمة في العالم يجب أن تترك بمفردها في مواجهة هذا الوضع".
وكان رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو قال في وقت سابق إن شظايا مسيرة وقعت على مبنى سكني مؤلف من تسع طبقات في حي ديسنيانسكي في شمال شرقي كييف، مما أدى إلى اندلاع حرائق في شقق في طوابق عدة.
تقويض الحوار مع واشنطن
نددت روسيا الأحد بمحاولات تقويض حوارها "البناء" مع الولايات المتحدة والهادف إلى إيجاد تسوية للنزاع في أوكرانيا، بعد بضعة أيام من إرجاء مشروع لقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب حتى إشعار آخر.
وقال موفد الكرملين للشؤون الاقتصادية كيريل دميترييف في رسالة مصورة "نشهد محاولات هائلة لتقويض أي حوار بين روسيا والولايات المتحدة"، ويواصل دميترييف منذ الجمعة لقاءاته مع مسؤولين في إدارة ترمب في واشنطن.
وأكد "نحن مستعدون لإجراء حوار بناء وتواصل واضح، حول موقف روسيا في شأن عدد من القضايا".
وأضاف الموفد أن "روسيا تأمل في تسوية سلمية"، مشيراً إلى أن "احترام" المصالح الروسية و"القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية" ينبغي أن يشكلا الأساس "لحلول عادلة".
توقفت مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، على رغم جهود الوساطة التي بذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي وعد بإنهاء النزاع في أوكرانيا بسرعة بمجرد عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني).
وأرجأ ترمب الثلاثاء إلى أجل غير مسمى اجتماعاً كان مقرراً مع بوتين في بودابست، قائلاً إنه لا يريد مناقشات "بلا جدوى"، كما فرضت الولايات المتحدة في اليوم التالي عقوبات جديدة على قطاع النفط الروسي.
لكن ذلك لم يمنع أن يلتقي دميترييف الجمعة والسبت والأحد مسؤولين في إدارة ترمب، وكذلك "ممثلين للمجتمع الأميركي يريدون حواراً إيجابياً مع روسيا"، من بينهم عضو مجلس النواب الجمهورية عن ولاية فلوريدا آنا باولينا لونا.
ووصف دميترييف عبر منصة إكس باولينا لونا بأنها "صوت قوي للحوار والسلام"، مشيراً إلى أنها ستتولى تنظيم اجتماع بين نواب أميركيين وروس "لتشجيع حوار برلماني".
وأوردت وسائل الإعلام الأميركية أن الموفد التقى السبت في فلوريدا ستيف ويتكوف، أحد موفدي ترمب، على أن يواصل اللقاءات مع أعضاء في الإدارة الأميركية الأحد، وفق مصدر مطلع على المفاوضات.
وفي مقابلة مع قناة "أولتراهانغ" المجرية على "يوتيوب" بثت الأحد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن واشنطن لم تقترح "أي لقاء أو محادثة جديدة" بين وزيري الخارجية الأميركية والروسية منذ مكالمتهما الهاتفية الإثنين.
وأضاف متحدثاً بالإنجليزية "لم أتطرق إلى هذه المسألة منذ ذلك الحين، لأن المبادرة برمتها تعود للولايات المتحدة. سنكون على استعداد للمضي قدماً، إذا شعر الأميركيون بالارتياح مع أنفسهم". وعندما سئل عن القمة التي يجري الحديث عنها بين ترمب وبوتين، أجاب "الأمر يعتمد على من بدأوا العملية".