Logo

وقف إطلاق النار في غزة: تصعيد إسرائيلي يهدد الاتفاق

الرأي الثالث - وكالات

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مختلقا مزاعم واهية للتنصل منه والعودة إلى حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني المحاصر.

 وبعد غارات كثيفة على مناطق مختلفة في قطاع غزة أمس الثلاثاء، ما أسفر عن سقوط 11 شهيدا، شن الجيش ليل الثلاثاء - الأربعاء، غارات استهدفت عدة منازل في مدينة غزة، ومدرسة في بيت لاهيا شمالي القطاع.

ورغم الغارات الإسرائيلية، أكد جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة صامد. 

وقال فانس للصحافيين: "وقف إطلاق النار صامد. هذا لا يعني أنه لن تكون هناك مناوشات صغيرة هنا وهناك". 

وأضاف: "لدينا علم بأن حماس أو جهة أخرى داخل غزة هاجمت جنديا (إسرائيليا). نتوقع أن يرد الإسرائيليون، لكنني أعتقد أن السلام الذي أعلنه الرئيس سيصمد رغم ذلك".

وكانت "حماس" أكدت مساء اليوم الثلاثاء أن لا علاقة لها بحادث إطلاق النار على جندي إسرائيلي في رفح، مشددة على التزامها بوقف إطلاق النار وأنها تبذل قصارى جهدها لتحديد مكان رفات الأسرى، لكن نقص المعدات اللازمة للتعرف على الجثث يعوقها عن ذلك.

وقبل ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون، مساء الثلاثاء، إن أي خطوة إسرائيلية تُتخذ في قطاع غزة رداً على ما تعتبره دولة الاحتلال خروقاً من جانب حركة حماس، يجب أن تحصل على موافقة الولايات المتحدة. 

وبحسب التفاصيل التي أوردتها قناة كان 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، تم توضيح هذا الموقف خلال الاجتماعات التي عُقدت الثلاثاء لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،

 مشيرة في الوقت ذاته إلى قناعة إسرائيل بأن واشنطن ستوافق على بعض الخطوات التي يتم النظر فيها، لكنها لن توافق عليها جميعها.

 ونقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي، قوله: "لا يمكننا تنفيذ كل ما نريده، بسبب القيود التي تفرضها الولايات المتحدة".

وفي وقت سابق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن سلطات الاحتلال قررت توسيع المنطقة التي تخضع لسيطرة الجيش في غزة، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يجري مشاورات مع واشنطن بشأن القرار.

ونقلت شبكة "أكسيوس" الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو يسعى للتواصل مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للحصول على ضوء أخضر لتنفيذ ردٍ عسكري جديد، مضيفة أنه لا يوجد ما يدل على حدوث أي اتصال بين الطرفين قبل إعلان الغارات الجديدة.
 
بسياق متصل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، العثور على جثة أحد أسرى الاحتلال خلال عمليات البحث في أحد الأنفاق جنوب قطاع غزة.

وأوضحت في بيان أنها كانت تعتزم تسليم الجثة اليوم، لكنها قررت تأجيل العملية بسبب الخروقات المتكررة من قبل الاحتلال، محذرة من أن أي تصعيد جديد سيؤدي إلى تعطيل جهود البحث وانتشال الجثامين، ما سيؤخر استعادة الاحتلال لجثث قتلاه.

وفي وقت سابق من اليوم، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن فرق الصليب الأحمر الدولي تسلّمت، الليلة الماضية، رفات أسير إسرائيلي، وإنه جرى تسليم الرفات إلى قوات الاحتلال في قطاع غزة.

ومنذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، أفرجت حركة "حماس" عن 20 أسيراً إسرائيلياً حياً، ورفات 17 أسيراً من أصل 28، أغلبهم إسرائيليون، في حين أكدت الحركة أنها تسعى لإغلاق الملف، لكنها بحاجة لآليات متطورة لإخراج بقية الجثامين.

ويشهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا واسعا، تخلله قصف جوي ومدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال.

ففي مدينة رفح جنوبي القطاع، شن طيران الإسرائيلي غارات عدة، تزامنت مع إطلاق قذائف من البوارج الحربية الإسرائيلية باتجاه الساحل الجنوبي لمواصي رفح، بالتزامن مع دخول شاحنات المساعدات من محور فيلادلفيا. 

كما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل إنارة في سماء المدينة.

وفي وسط القطاع، تعرضت مناطق دير البلح والنصيرات والزوايدة لقصف عنيف من الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين فلسطينيين من عائلة البنا في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، 

بالإضافة إلى استهداف خيمة تؤوي نازحين غرب بلدة الزوايدة، أسفر عن إصابتين على الأقل.

كما أفادت مصادر محلية بأن 5 أشخاص، بينهم طفلان وامرأة، قتلوا في قصف مركبة مدنية في شارع القسام بخان يونس، حيث أكدت طواقم الدفاع المدني أن من بين الضحايا سائق المركبة وزوجته وطفلهما.

وفي خان يونس أيضا، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلا لعائلة القدرة في حي الأمل، ما أدى إلى مقتل الطفل كريم حازم القدرة، وحاتم ماهر القدرة، فيما تواصل طواقم الدفاع المدني جهودها لانتشال العالقين تحت الأنقاض رغم نقص الإمكانات واستمرار القصف.

وفي مدينة غزة، تجددت الغارات الإسرائيلية على المناطق الشمالية والشرقية، خصوصا في حي الشجاعية وحي الصبرة، فيما وثق قصف مدفعي مكثف شرق المدينة.

من جهته، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن الطواقم الميدانية تعمل في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة بسبب كثافة القصف وقلة المعدات، مشيرا إلى استمرار عمليات الإنقاذ بحثا عن ناجين تحت الركام.

كما أفادت الأنباء بانسحاب طواقم اللجنة المصرية من مخيم النصيرات باتجاه مقرها في دير البلح عقب القصف، في ظل استمرار الغارات الجوية والمدفعية التي طالت مختلف مناطق القطاع حتى ساعات الليل المتأخرة.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد مساء الثلاثاء أن القيادة العسكرية تلقت تعليمات بشن ضربات قوية على غزة فورا، وذلك بعد استكمال المشاورات الأمنية.

وجاء ذلك بعد تأكيد نتنياهو أن إسرائيل سترد بعدما سلمتها حركة "حماس" رفاتا بشريا لا يعود لأسرى إسرائيليين مفقودين، وهو ما تعتبره إسرائيل انتهاكا لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال نتنياهو إن الرفات البشري الذي سلمته "حماس" خلال الليل يعود لرهينة استلمت القوات الإسرائيلية جثته في وقت سابق من الحرب وليس لأحد الرهائن الذين لم تتسلمهم بعد وعددهم 13.

وأوضح أنه سيجتمع مع قادة الدفاع في وقت لاحق من الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن "خطوات إسرائيل التالية" ردا على ذلك.