لقاء السيسي وأفورقي في القاهرة... تعميق للعلاقات ورسالة لإثيوبيا
الرأي الثالث - وكالات
أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال نظيره الإريتري، أسياسي أفورقي بالقاهرة، الخميس، دعم سيادة أسمرة وسلامة أراضيها، وبحث معه أمن البحر الأحمر وسبل إنهاء الحرب في السودان.
وتأتي المحادثات بعد يومين من مخاطبة رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد البلدين، مصر وإريتريا إلى جانب السودان، بالتعاون بشأن «سد النهضة» الإثيوبي والوصول لمنفذ بحري.
وأفادت الرئاسة المصرية، في بيان، الخميس، بأن السيسي رحّب بأفورقي الذي يزور مصر للمشاركة في مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير، السبت، وناقشا سبل تعزيز التعاون، مشيرة إلى أن الرئيس المصري أكّد التزام بلاده الثابت بدعم سيادة إريتريا وسلامة أراضيها.
وعن توقيت الزيارة، يرى نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الأفريقية» مساعد وزير الخارجية الأسبق، صلاح حليمة، أن له أهمية في «تأكيد المواقف المصرية - الإريترية المشتركة، والرافضة لتوجهات الهيمنة الإثيوبية، سواء في السد الإثيوبي أو المنفذ على البحر الأحمر».
وأكّد الجانبان، وفق بيان الرئاسة المصرية، على «توافق الرؤى بين البلدين بشأن سبل إنهاء الحرب في السودان»، مشددين في هذا السياق على «ضرورة دعم مؤسسات الدولة الوطنية، وفي مقدمتها القوات المسلحة السودانية، ورفض أي محاولات لإنشاء كيانات موازية».
وفي هذا الإطار، أشار السيسي إلى «الجهود التي تبذلها مصر في إطار الآلية الرباعية، سعياً لإنهاء الحرب ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني الشقيق»، مؤكداً التزام مصر بالعمل مع الشركاء لضمان وحدة السودان وسلامة أراضيه والحفاظ على سيادته الوطنية.
وتضمن اللقاء التأكيد على أهمية تعزيز التعاون لضمان أمن البحر الأحمر، وعدم التأثير على الملاحة في هذا المجرى الملاحي الحيوي.
وشدّد الرئيس المصري على ضرورة تكثيف التنسيق بين مصر وإريتريا، وكذلك مع الدول العربية والأفريقية المشاطئة، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
ويرى حليمة أن زيارة رئيس إريتريا مرتبطة بأمرين أساسيين، هما «رفض أي محاولات للوجود الإثيوبي على البحر الأحمر وضمان أمنه، بجانب رفض التدخلات في الشأن السوداني أو أي تقسيم للسودان».
وأضاف ، أن اللقاء «حمل رداً غير مباشر على مساعي إثيوبيا غير القانونية بشأن سد النهضة أو المنفذ البحري، وسط تأكيدات على أهمية أمن المنطقة، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية لدولها، والتوقف عن إثارة الأزمات».
 
وجاء لقاء السيسي وأفورقي بعد يومين من خطاب ألقاه آبي أحمد في البرلمان الإثيوبي، دعا فيه إلى التعاون بين دول حوض النيل، إثيوبيا والسودان ومصر، بشأن «سد النهضة»، وكذلك للتعاون مع إريتريا للوصول لمنفذ بحري لبلاده الحبيسة.
ويأتي هذا بعد انتقادات من الرئيس المصري في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، خلال الجلسة الافتتاحية لـ«أسبوع القاهرة الثامن للمياه»؛ محملاً أديس أبابا مسؤولية ما وصفه بـ«الإدارة غير المنضبطة» لسد النهضة، والإضرار بدولتي المصب مصر والسودان بعد غرق أراضٍ بالبلدين.
كما يتصاعد التوتر بين إثيوبيا وإريتريا وسط اتهامات متبادلة، الأشهر الماضية، للاستعداد لشنّ حرب، وسبق أن اتهمت أسمرة أديس أبابا، في مايو (أيار) الماضي، بـ«السعي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي تحت شعارات تتعلّق بمنفذ على البحر الأحمر».
