Logo

الشرع يجتمع مع ترامب والخزانة الأميركية تعلق عقوبات قيصر

الرأي الثالث - وكالات

عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، في البيت الأبيض، اجتماعاً مغلقاً مع نظيره السوري أحمد الشرع في محادثات غير مسبوقة، بعد أيام من قيام واشنطن بشطب اسم الشرع من قائمة الإرهاب. 

وقال البيت الأبيض في بيان إن "الرئيس السوري وصل الى البيت الأبيض (...) كذلك، بدأ الاجتماع بين الرئيس ترامب والرئيس الشرع". وعقب الاجتماع، شوهد الشرع وهو يغادر البيت الأبيض وفق مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي. 

ترامب: سورية ستنجح والشرع قائد قوي 

وتحدث الرئيس ترامب خلال دردشته مع صحافيين، على هامش أداء سيرجيو غوز اليمين الدستورية سفيراً للولايات المتحدة في الهند، عن لقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع،

 وقال إن الشرع "قائد قوى، وقادم من بيئة صعبة. أنا معجب به وأتفق مع الرئيس الجديد في سورية وسنبذل قصارى جهدنا لإنجاحها لأنها جزء من الشرق الأوسط، ولدينا سلام الآن… سورية لسنوات كانت تضم الأطباء والمحامين والعديد من المثقفين العظماء، وهي مكان رائع يضم أشخاصاً رائعين ونريد أن نرى سورية ناجحة مثل بقية دول الشرق الأوسط، لذا أنا واثق من أنه سيتمكن من القيام بالمهمة".

وحول إمكانية توقع إعلان انضمام سورية إلى التحالف ضد داعش أو إبرام تحالف مع إسرائيل، قال ترامب: "نعم يمكنكم توقع إعلان بشأن سورية"، معتبراً أن الشرع قادر على تحقيق ذلك. 

 وقال: "إنه على وفاق تام مع تركيا ومع الرئيس أردوغان. إنه قائد عظيم. أردوغان قائد عظيم، ومؤيد بشدة لما يحدث في سورية. علينا أن نعمل على نجاح سورية، هي جزء كبير من الشرق الأوسط وأؤكد لكم أنها ستنجح بشكل كبير. 

ونحن نعمل أيضاً مع إسرائيل للوصول إلى وفاق مع سورية ومع الجميع، وهذا ينجح بشكل كبير". 

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع إن بلاده لن تتفاوض حالياً للانضمام لاتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في ما يعرف بـ"اتفاقات أبراهام" التي شملت دول الإمارات والمغرب والبحرين. 

وأضاف الشرع في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، بعد لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض أمس الاثنين: "الوضع لدينا مختلف عن الدول الموقعة، فسورية لها حدود مع إسرائيل التي تحتل هضبة الجولان منذ عام 1967. لن ندخل في مفاوضات حالياً، وربما تتوصل إدارة الرئيس ترامب إلى مثل هذا النوع من التفاهمات في المستقبل". 

وفي ما يخص انضمام بلاده إلى التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، قال "لقد شاركنا في العديد من المعارك ضد داعش على مدى عشر سنوات، وتكبدنا خسائر كبيرة، وخسرنا الكثير من قواتنا"، 

مشيراً إلى الحاجة لتنسيق الوجود الأميركي في سورية مع الحكومة السورية الحالية للتوصل إلى اتفاق بخصوص هذه القضايا. وأعلنت سورية، أمس الاثنين، انضمامها إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. 

ووصل الشرع يوم الأحد إلى واشنطن في زيارة تاريخية هي الأولى لرئيس سوري منذ الاستقلال في أربعينيات القرن الماضي. 

وقال الشرع لقناة "فوكس نيوز" إن بلاده دخلت عصراً جديداً تبدأ فيه استراتيجية جديدة وعلاقات تعاون مع الولايات المتحدة، بعد أن كانت معزولة عالمياً لنحو 60 عاماً. 

وأشار الشرع إلى أن لقاءه مع ترامب ناقش رفع العقوبات، وتناول الحاضر والمستقبل، مضيفاً أن سورية لم تعد تهديداً أمنياً، وإنما صارت حليفاً يمكن للولايات المتحدة الاستثمار بها.

وكتب وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى على منصة إكس أن سورية وقعت اتفاق تعاون سياسي مع التحالف الدولي، مؤكدا "دورها شريكة في مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار الإقليمي". 

وأضاف الوزير أن "الاتفاق ذو طابع سياسي، ولا يتضمن حتى الآن أي مكونات عسكرية".

إلى ذلك، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الاثنين، إن الشرع عقد "اجتماعاً بنّاءً" مع ترامب، جرى خلاله "التأكيد على دعم وحدة سورية وإعادة إعمارها". 

وأوضح الشيباني، في تغريدة على منصة إكس، أنه "بعد تحضيرات مكثفة استمرت لأشهر، عقد الرئيس أحمد الشرع اجتماعاً بنّاءً مع الرئيس دونالد ترامب، جرى خلاله بحث الملف السوري بجميع جوانبه". 

وأضاف أنه "تم التأكيد على دعم وحدة سورية، وإعادة إعمارها، وإزالة العقبات أمام نهضتها المستقبلية". وتابع: "الشعب السوري يستحق دائماً مستقبلاً أفضل".
 
وقالت وزارة الخارجية السورية، الاثنين، إن الولايات المتحدة أكدت مجدداً دعمها التوصل إلى اتفاق أمني ​​بين إسرائيل وسورية. جاء ذلك عقب اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيريه السوري أسعد الشيباني والتركي هاكان فيدان، وذلك على هامش زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن.

سورية ستنضم إلى التحالف ضد داعش

من جانبها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين، عقب اللقاء بين ترامب والشرع، أن سورية ستنضم إلى المهمة التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم "داعش"،

 بينما أوضح أحد المسؤولين أن الشروط المحددة للدور الرسمي لسورية في الائتلاف لا تزال قيد المناقشة، واصفاً الاجتماع بأنه "تاريخي". 

وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة انضمام سورية إلى تحالف ضد "داعش" يمثل تحولاً كبيراً في العلاقات الأميركية مع سورية، وأن الانضمام الرسمي سيمهد الطريق لتعاون أوسع نطاقاً. 

ويضم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش حلفاء مثل فرنسا والمملكة المتحدة، ويعملون في العمليات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخبارية وغيرها من المهام.

إعادة فتح السفارات

وذكر مسؤول آخر لـ"وول ستريت جورنال" أن "ترامب والشرع ناقشا أيضاً سبل إعادة فتح السفارات في عاصمتي البلدين"، مضيفاً أن الأمر قد يستغرق بضعة أشهر قبل أن تصبح البعثات الدبلوماسية جاهزة للعمل. 

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى للصحيفة إن "إدارة ترامب احتضنت الشرع لأنها تعتبره الخيار الأمثل لسورية مستقرة، في الوقت الذي يعمق فيه الرئيس الجديد تعاونه مع إدارة ترامب". 

وقال الخبير في الشؤون السورية بمعهد واشنطن للشرق الأدنى أندرو تابلر، الذي عمل في مجلس الأمن القومي خلال فترة ولاية ترامب الأولى: "لقد راهن ترامب بكل قوته على الشرع. إنهم يرونها فرصة لإعادة توجيه سورية بعيداً عن خصوم الولايات المتحدة، كإيران، ونحو واشنطن والخليج العربي وتركيا. هذا بالغ الأهمية"

أحمد الشرع يحيي السوريين أمام البيت الأبيض

وأثناء مغادرته البيت الأبيض عقب لقائه الرئيس ترامب، خرج الرئيس السوري من موكبه وترجل لتحية حشد من المؤيدين السوريين الأميركيين الذين تجمعوا أمام البيت الأبيض في حديقة لافييت، ووضع حول رقبته وشاحاً أعطاه له أحد المؤيدين.

وفي درجة حرارة 6 درجات مئوية، تجمع منذ الساعة العاشرة صباحاً أميركيون من أصول سورية للترحيب بزيارة الرئيس السوري للبيت الأبيض، مطالبين بإلغاء قانون قيصر، وعبروا عن أمنياتهم بأن تتحسن الأحوال في بلدهم الأم. ورفع المشاركون الأعلام السورية، كما ارتدى بعضهم قبعة عليها شعار "لنجعل سورية عظيمة مرة أخرى" بالإنكليزية. 

وفي الساعة الواحدة وعشرين دقيقة، وصلت سيارتان من موكب الرئيس السوري، قبل أن يهتف شخص مع فتح باب إحدى السيارتين "أبو محمد وصل يا شباب"، وتتعالى الهتافات ، 

قبل أن ينزل من سيارته مقترباً من السياج الحديدي الحاجز الذي يفصله عن التجمع سياج آخر على مسافة متر، ملوحاً بيده بالتحية والشكر، قبل أن يضعها على رأسه مع قول أحد المشاركين "نفديك بأرواحنا"، قبل أن يغادر بعد نحو دقيقتين.

وعلى مدار هذه الساعات بين العاشرة صباحاً والواحدة والنصف ظهراً، ردد التجمع أغاني وهتافات لدعم سورية، ودعت إحدى المشاركات وتدعى لون، في كلمة للتجمع، المواطنين للاتصال بأعضاء الكونغرس في دوائرهم للمطالبة بإلغاء قانون قيصر نهائياً، 

وقالت: "نحن هنا، لأننا نريد نريد مستقبل أفضل لسورية ونريدها حرة وديمقراطية تمثل كل واحد منا، ولذا نطالب بإلغاء قانون قيصر من أجل مستقبل أفضل لها، جمعينا نريد أن نخاطب ونتواصل ونكتب إلى أعضاء الكونغرس من أجل هذا. هذا ما يمكن أن نفعله من أجل أهلنا هناك".

من جانبه، أشار أحد المواطنين الأميركيين السوريين، ويدعى وسيم عنتابي، إلى أنه يتمنى وقف كل العقوبات على سورية، وفتح الطريق للاستثمار في البلاد وإعادة إعمارها،

 وقال إنه كان يخاف من ذكر اسمه خلال التظاهرات أمام البيت الأبيض خوفاً على عائلته في سورية، 

مضيفاً أنه سعيد بالحرية التي حصل عليها السوريون وأنهم يستطيعون التحدث والكشف عن أنفسهم وأسمائهم بحرية، معبراً عن أمنياته أن تكون البلد نموذجاً لنجاح الثورات.
 
ورفع المشاركون علم سورية ولافتات كتب عليها: "مرحبا بالرئيس أحمد الشرع"، و"فخر لكل سوري أول رئيس سوري في البيت الأبيض" و"من دمشق إلى واشنطن جسور من الحوار والأمل". 

ويعد الشرع، الذي قاد ومعه فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ الاستقلال عام 1946.
 
تعليق فرض العقوبات بموجب قانون قيصر

وبالتزامن مع الاجتماع بين الرئيسين، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الاثنين، تعليق فرض العقوبات بموجب قانون قيصر على سورية جزئيا مدة 180 يوما. وأضافت الوزارة أن هذه الخطوة تحل محل إعفاء سابق صدر في 23 مايو/أيار. 

وجاء في بيان لوزارتي الخارجية والتجارة الأميركيتين أن التعليق سيسمح بنقل معظم السلع أميركية المنشأ للاستخدام المدني، والبرمجيات والتكنولوجيا إلى سورية أو داخلها، دون الحاجة إلى ترخيص مسبق. 

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تؤكد التزامها بدعم سورية مستقرة وموحدة وسلمية، مشددا على أن رفع العقوبات عنها يهدف إلى دعم جهودها في إعادة بناء اقتصادها، وتحقيق الرخاء لجميع مواطنيها، ومكافحة الإرهاب.

ورأى مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية مايكل حنا أن زيارة الشرع إلى البيت الأبيض "تحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي يأخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي"، وفق وكالة "فرانس برس".
 
والتقى الشرع مع ترامب أول مرة في السعودية أثناء جولة إقليمية كان الرئيس الأميركي يقوم بها في المنطقة في مايو/أيار الماضي. وبعد وصوله إلى واشنطن، اجتمع الشرع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا لبحث إمكانية مساعدة سورية بعد سنوات من الحرب، ومع ممثلين عن منظمات سورية. 

وأعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس براك في وقت سابق هذا الشهر أن الشرع قد يوقّع اتفاقا الاثنين للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الذي تقوده واشنطن.

كما أفادت مصادر دبلوماسية في سورية، وفق وكالتي رويترز وفرانس برس، بأن الولايات المتحدة تعتزم في الوقت نفسه إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق "لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سورية وإسرائيل".