البرهان يبحث مع وزير الخارجية المصري تطورات الأوضاع في السودان
الرأي الثالث - وكالات
التقى رئيس مجلس «السيادة الانتقالي» القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، في بورتسودان، وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، وبحث معه العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في السودان.
ونقل وزير الخارجية المصري لرئيس المجلس السيادي «رسالة دعم وتضامن من شقيقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي»، مؤكداً موقف مصر المبدئي الداعم لوحدة وسيادة السودان، والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني الشقيق.
وأعرب البرهان عن شكره وتقديره لمصر، حكومةً وشعباً، لوقوفها مع السودان في كل المحافل الإقليمية والدولية، وحرصها على سلامة وأمن واستقرار السودان وسيادته.
كما أكد توفر الإرادة لدى البلدين لدفع مجالات التعاون المشتركة في المجالات كافة، وفق إعلام مجلس السيادة.
وقال وزير الخارجية المصري في تصريحات صحافية إن اللقاء تناول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية،
مضيفاً: «تحدثنا عن المصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، فيما يتعلق بالأمن المائي، بعدّهما دولتي مصب لنهر النيل».
وتابع: «هناك تطابق في مواقف البلدين فيما يرتبط بالأمن المائي و(مياه النيل) بعدّها قضية وجودية للبلدين الشقيقين».
وقال عبد العاطي: «استمعت إلى شرح من رئيس مجلس السيادة عن الأوضاع الميدانية والإنسانية على الأرض».
وأكد أن بلاده تقف بقوة مع وحدة السودان ودعم مؤسساته الوطنية، ومن بينها القوات المسلحة.
وذكر عبد العاطي أن زيارته الرابعة للسودان منذ تقلده منصب وزير الخارجية تعكس عمق العلاقات بين البلدين وحرص الرئيس السيسي على متابعة الأوضاع في السودان، والعمل على ترقية وتطوير العلاقات الثنائية بما يحقق مصلحة شعبي وادي النيل.
وكان وزير الخارجية المصري قد زار بورتسودان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتقى حينها رئيس مجلس السيادة، وناقشا مبادرة «الرباعية الدولية» بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان.
وفي الشهر نفسه اتفق رئيس مجلس السيادة السوداني والرئيس المصري على أهمية «الآلية الرباعية»، التي تضم السعودية ومصر، والإمارات، والولايات المتحدة، بعدّها «مظلة للسعي إلى تسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب بالسودان».
وطرحتِ «الرباعية» في أغسطس (آب) الماضي خريطة طريق، دعت فيها إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها هدنة دائمة لبدء عملية سياسية وتشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر.
عبد العاطي في بورتسودان... هدنة الأشهر الثلاثة أولاً
وقال مصدر مصري مطّلع ، إن زيارة وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي إلى مدينة بورتسودان، شمال شرق السودان، أمس الثلاثاء، والتي تعدّ المقر المؤقت للقيادة العامة للجيش والحكومة، تأتي في إطار أوسع من الجهود الإقليمية التي تقودها مجموعة "الرباعية" (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة) لإقرار هدنة إنسانية مؤقتة في السودان، تمتد لثلاثة أشهر، تمهيداً لوقف شامل لإطلاق النار بين الجيش و"الدعم السريع"، يعقبه حوار سياسي بإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وقد أبدت قوات الدعم السريع استعدادها مبدئياً لبحث المبادرة، بينما لا يزال الجيش السوداني يطالب بضمانات واضحة بشأن انسحاب هذه القوات من المدن الكبرى وتوحيد القيادة العسكرية.
ويبدو أن القاهرة تسعى، عبر زيارة عبد العاطي، إلى تقريب وجهات النظر ودفع السلطة القائمة في بورتسودان نحو تبنّي المبادرة، بما يتيح فتح ممرات إنسانية جديدة وإعادة تنشيط القنوات الدبلوماسية المجمدة منذ انهيار مفاوضات جدة.
وختم المصدر بأن مصر تسعى من خلال هذه التحركات إلى ترسيخ موقعها طرفاً موثوقاً به في أي تسوية سودانية مقبلة، مستفيدة من خبرتها التاريخية في التعامل مع الملف السوداني،
ومن علاقاتها المتوازنة مع دول الخليج وتركيا، بما يضمن حماية مصالحها الحيوية في الجنوب دون الانخراط في اصطفافات إقليمية حادة.
من جهة أخرى، تحمل الزيارة نفسها أبعاداً اقتصادية وسياسية تتجاوز فكرة الهدنة. فبورتسودان تحولت منذ اندلاع الحرب إلى العاصمة الإدارية والاقتصادية الفعلية للسودان، حيث تعمل منها الحكومة وتُدار منها التجارة عبر الميناء الرئيسي للبلاد.
ومصر، التي تُعدّ الشريك التجاري الأول للسودان في عدد من السلع الأساسية، تسعى إلى تثبيت وجودها في الشرق السوداني، وربط مصالحها الاقتصادية والأمنية عبر البحر الأحمر بمشاريع نقل وتجارة جديدة، خصوصاً بعد الاضطرابات التي أثّرت على حركة المعابر البرية في الشمال.
كما تحاول القاهرة استثمار علاقاتها المتوازنة مع الجيش السوداني ومع قوى مدنية مختلفة لتأمين موقعها وسيطاً موثوقاً به في أي تسوية مستقبلية.
بدورها، ذكرت الخارجية المصرية في بيان أن عبد العاطي شدد على "تضامن مصر الكامل مع السودان ودعم استقراره وأمنه وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية".
وأعرب عن "إدانة مصر للانتهاكات والفظائع في مدينة الفاشر"، مؤكداً "مواصلة مصر جهودها لتحقيق الاستقرار في السودان، والانخراط بصورة فاعلة في الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار في السودان ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني سواء في الإطار الثنائي أو المحافل الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الرباعية الدولية".