Logo

معارك عنيفة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في بابنوسة‎

الرأي الثالث - وكالات

تجددت، الأربعاء، الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والطائرات المسيَّرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوبي البلاد. 

وأفادت مصادر محلية  بأنّ "الجيش السوداني تصدى لهجوم من قوات الدعم السريع استهدف مدينة بابنوسة ومقر الفرقة 22 في بابنوسة مشاة التابعة للجيش بالمدينة".

وأشارت المصادر إلى أنّ "وتيرة الاشتباكات انخفضت بعد ساعات من المعارك العنيفة وانحصرت الهجمات في قصف مدفعي متبادل بين الطرفين".

 وفي السياق، نشر عناصر بالجيش السوداني على مواقع التواصل، مقاطع فيديو تؤكد سيطرتهم على المدينة وصدهم لهجوم "الدعم السريع". 

في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع في مقاطع فيديو عبر قناتها على تطبيق تليغرام، سيطرتها على 3 محاور في مدينة بابنوسة، وإسقاطها طائرة مسيَّرة للجيش.

من جانبها، حذرت "لجان مقاومة الفاشر" (شعبية) من أن تلقى مدينة بابنوسة المصير نفسه للفاشر مركز ولاية شمال دارفور، غربي البلاد، جراء استيلاء "الدعم السريع" عليها. 

وأوضحت في بيان أنّ "بابنوسة اليوم تصمد وحدها، ولكنها ستلقى ذات مصير الفاشر إذا لم تتحرك القوات للمهاجمة وليس الدفاع في وجه الدعم السريع".

ومنذ 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تستولي قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد. 

والأربعاء، أعلنت حركة "العدل والمساواة" مقتل قائد عمليات القوة المشتركة حامد إدريس جزم، خلال المعارك التي دارت أواخر الشهر الماضي، في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، غربي السودان.

وتتكون القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني من الحركات التي وقعت اتفاق سلام مع الخرطوم في جوبا 2020، وأبرزها حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوى. 

روبيو يدعو إلى وقف إمدادات الأسلحة لقوات الدعم السريع في السودان

زفي السياق دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الأربعاء، إلى تحرك دولي عاجل لوقف إمدادات السلاح إلى قوات الدعم السريع في السودان، محملاً إياها مسؤولية التصعيد الدموي في البلاد،

 كما أعرب عن تفاؤله بإمكانية صدور قرار قريباً عن مجلس الأمن الدولي بشأن قطاع غزة لدعم نشر قوة أمنية دولية، مؤكداً أن المشاورات حول القرار "تحرز تقدماً جيداً".

وقال روبيو لصحافيين أثناء مغادرته اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا: "أعتقد أنه يجب القيام بشيء ما لقطع إمدادات الأسلحة والدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع مع تواصل تحقيقها تقدماً". 

وألقى روبيو باللوم على المليشيا التي تخوض حربا مع الجيش منذ إبريل/نيسان 2023 وسيطرت أخيراً على مدينة الفاشر الرئيسية، رغم أنها أعلنت موافقتها على مقترح هدنة أميركي. 

وأضاف "أعتقد أن المشكلة الأساسية التي نواجهها هي أن قوات الدعم السريع توافق على أشياء ثم لا تمضي فيها". 

وتابع "أعتقد أنه يجب القيام بشيء ما لقطع إمدادات الأسلحة والدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع مع تواصل تحقيقها تقدما".

وقال روبيو إن قوات الدعم السريع تعتمد على الأموال والدعم الخارجيين لأنها تفتقر إلى مرافق تصنيع الأسلحة الخاصة بها، 

مشيرا إلى أنهما يأتيان "من بعض البلدان ونحن نعرف من هي وسنتحدث معها بشأن ذلك ونجعلها تفهم أن ذلك سينعكس بشكل سيّئ عليها وعلى العالم إذا لم نتمكن من وقف ما يحدث". 

ورفض الوزير الأميركي الإشارة إلى الإمارات العربية المتحدة، عندما سئل عما إذا كان يقصدها. ويتهم الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بإرسال أسلحة ومرتزقة عبر دول أفريقية، لكن البلد الخليجي نفى هذه الاتهامات مراراً.
 
توافق تركي مصري على وقف الحرب في السودان

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إنه بحث مع نظيره التركي هاكان فيدان، مستجدات الأزمة السودانية، مشيراً إلى وجود "توافق وتطابق" بوجهات نظر الجانبين على ضرورة وقف الحرب ورفض أي مخططات لتقسيم السودان. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الوزيران بالعاصمة أنقرة، مساء الأربعاء، عقب مباحثات جرت بينهما.

وأشار عبد العاطي إلى أنه ونظيره التركي شددا على أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية "والدعم الكامل لاستعادة الاستقرار والسلام". 

وأضاف: "اتفقنا وتطابقت مواقفنا على ضرورة وقف إطلاق النار في السودان وتغليب الحل السياسي والأهمية البالغة للحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه والرفض التام لأي مخططات لتقسيمه".

وتابع: "أطلعت الوزير فيدان على الاتصالات والجهود التي تقوم بها مصر، وخصوصاً زيارتي أمس للسودان، وتوافقنا على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار مع إطلاق العملية السياسية الشاملة، وخصوصاً في ظل تفاقم الأوضاع الميدانية".

الاتحاد الأوروبي يخصص مليون يورو إضافية للمساعدات الإنسانية الطارئة

إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص تمويل إضافي بقيمة مليون يورو للاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان بعد سقوط مدينة الفاشر. 

وذكرت المفوضية الأوروبية أن هذا التمويل الإنساني الجديد سيعطي الأولوية لتوفير خدمات المياه والنظافة والصرف الصحي، بالإضافة إلى توفير المأوى الطارئ للفارين من الفاشر.

وقالت مفوضة الاستعداد وإدارة الأزمات والمساواة، حاجة لحبيب: "نحن بصدد توسيع نطاق عملياتنا الإنسانية الجارية في السودان بمليون يورو إضافي لدعم الفارين من المجازر التي ارتكبتها قوات الدعم السريع. 

وهذا يرفع تمويلنا الإنساني لأزمة السودان في عام 2025 إلى أكثر من 273 مليون يورو". 

وأوضحت أن الاتحاد يعمل الآن على دعم التوسع الفوري في الاستجابة للطوارئ في جميع أنحاء شمال دارفور، بما في ذلك في منطقة "طويلة" التي تستضيف بالفعل عدداً أكبر من النازحين مقارنة بأي منطقة أخرى في السودان.

وأعلنت لجنة إغاثية سودانية، الأربعاء، استقبال منطقة كرنوي، بولاية شمال دارفور (غرب) أكثر من 450 أسرة نازحة من مدينة الفاشر (مركز الولاية) منذ استيلاء قوات الدعم السريع عليها أواخر الشهر الماضي. 

وأفاد "مجلس غرف طوارئ شمال دارفور" (لجنة إغاثية) في بيان، بأن "محلية كرنوي (شمالي الولاية) تشهد تدهوراً حاداً في الأوضاع الإنسانية نتيجة للتدفق المستمر للنازحين من الفاشر، حيث استقبلت المحلية ما يزيد على 450 أسرة".

وأضاف المجلس أن غالبية هؤلاء النازحين يعيشون في ظروف قاسية، ويفتقرون إلى المأوى الملائم والموارد الغذائية الكافية. 

وناشد المنظمات الإنسانية المعنية "ضرورة التدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة لإنقاذ الأرواح في كرنوي، وذلك لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية الراهنة". 

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و"الدعم السريع" منذ إبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.