Logo

اتصالات مصرية لدعم مشروع القرار الأميركي بشأن غزة

الرأي الثالث - وكالات

كثّفت القاهرة خلال الساعات الأخيرة اتصالاتها الدبلوماسية مع عدد من العواصم العربية والإسلامية لدعم مشروع القرار الأميركي المطروح أمام مجلس الأمن بشأن الوضع في قطاع غزة، في إطار ما وصفته مصادر مصرية بـ"حملة دعم إقليمية منسقة" تهدف إلى ضمان تمرير القرار،

 أو على الأقل تثبيت توافق دولي حول بنوده الأساسية المتصلة بخطة السلام المعلنة في قمة شرم الشيخ.

وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بدر عبد العاطي، سلسلة اتصالات هاتفية مع نظرائه في السعودية وفلسطين وباكستان، تناولت تطورات الأزمة في غزة، ومسار تنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام، والمشاورات الجارية بشأن مشروع القرار الأميركي الذي يتيح نشر قوة دولية لحفظ الاستقرار في القطاع.

وتلقى عبد العاطي اليوم اتصالاً من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، إذ بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، إلى جانب التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها الوضع في غزة. 

وشدد الوزير المصري، خلال الاتصال، على "أهمية التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ، والالتزام ببنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، 

مؤكداً أن القاهرة ترى في مشروع القرار الأميركي خطوة ضرورية لتثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لسلام دائم يضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وأشار الوزير إلى البيان الصادر في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والذي عكس توافقاً إقليمياً ودولياً على المضي قدماً في تنفيذ الخطة، 

داعياً نظيره الباكستاني إلى المشاركة الفعالة في "المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة" الذي تستعد مصر لاستضافته قريباً.
 
وفي اتصال ثانٍ، بحث عبد العاطي اليوم مع نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ مستجدات المشاورات في مجلس الأمن، والتنسيق العربي حيال مشروع القرار. 

وأكد الجانبان ضرورة أن يسهم القرار في تثبيت إنهاء الحرب وتهيئة الظروف لتحقيق سلام عادل وشامل، مع الحفاظ على وحدة القرار الفلسطيني وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. 

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير تميم خلاف أن الوزيرين شددا على أهمية البناء على قمة شرم الشيخ للسلام باعتبارها الإطار السياسي الذي يوفر مساراً عملياً نحو إقامة الدولة الفلسطينية وترسيخ الاستقرار في المنطقة.
 
كما أجرى عبد العاطي اتصالاً أمس الجمعة مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، جرى خلاله تأكيد "أهمية استمرار التنسيق المصري–السعودي في دعم الجهود الرامية إلى تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام وتنفيذ بنوده بالكامل"، بما يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار وتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان غزة. 

وتناول الاتصال كذلك التحضيرات الجارية لعقد "مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة"، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في السودان وضرورة وقف إطلاق النار هناك.

وبحسب مصادر دبلوماسية فإن هذه الاتصالات تأتي في إطار تحرك مصري واسع لدعم مشروع القرار الأميركي أمام مجلس الأمن، بعد تصاعد الاعتراضات الروسية والصينية عليه. 

وتسعى القاهرة، وفق المصادر، إلى الحفاظ على موقعها المحوري في إدارة الملف الفلسطيني وضمان أن تكون جزءاً أساسياً من أي ترتيبات أمنية أو سياسية مقبلة في غزة، سواء داخل مظلة الأمم المتحدة أو في حال الانتقال إلى صيغة بديلة خارجها.

ويتكوف يعتزم الاجتماع بخليل الحية قريباً

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الجمعة، نقلاً عن مصدرين مطلعين أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يعتزم لقاء خليل الحية، كبير المفاوضين في حركة «حماس» الفلسطينية، قريباً.

وقبل أيام، اجتمع وسطاء أميركيون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تحول الاهتمام إلى المرحلة الثانية والأكثر تعقيداً من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط أزمة بشأن مجموعة من مقاتلي «حماس» لا يزالون متحصنين في الأنفاق.

ويأتي الاجتماع بين جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونتنياهو بعد شهر من التوصل إلى هدنة بضغط من الولايات المتحدة ودول في المنطقة على إسرائيل و«حماس» لإنهاء الحرب المدمرة التي استمرت عامين.

ومع ذلك، لن يتطلب إحراز تقدم في خطة وقف إطلاق النار اتفاق الطرفين على القضايا التي أحبطت جهود السلام السابقة فقط، بل سيتطلب أيضاً حل أزمة مقاتلي «حماس» المتحصنين في الأنفاق.
 
ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن نتنياهو وكوشنر ناقشا نزع سلاح «حماس» وإخلاء غزة من السلاح وضمان عدم اضطلاع الحركة بدور في حكم القطاع، وهي جميعها قضايا من المقرر حلها في المرحلة التالية من محادثات الهدنة.

وقال مصدر مطلع على تفاصيل الاجتماع إن الاجتماع سلط الضوء على قضيتي المقاتلين المتحصنين في الأنفاق وقوة الاستقرار الدولية المتوقعة في غزة والمنصوص عليها في خطة ترمب.

ويوجد نحو 200 مقاتل من «حماس» داخل الأنفاق في رفح التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يسيطر عليها. وتطالب «حماس» بالسماح لهم بالمغادرة، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن.

ووصف ويتكوف، الأسبوع الماضي، الجهود المبذولة لحل الأزمة عن طريق إتاحة ممر آمن يعود عبره المقاتلون إلى المناطق التي تسيطر عليها «حماس» في غزة مقابل تسليم سلاحهم، بأنها اختبار للخطوات المستقبلية باتجاه تنفيذ خطة وقف إطلاق النار.