Logo

تأكيد مصري على أهمية إطلاق عملية سياسية جامعة بالسودان

الرأي الثالث - وكالات

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة في السودان، مشدداً على أهمية تهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية جامعة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن عبد العاطي شدّد، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوداني محيي الدين سالم، على «ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه وصوْن مؤسساته الوطنية»،

 مؤكداً «أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم وقف شامل لإطلاق النار، وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية جامعة تُلبي تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية».
 
كما أكد عبد العاطي أهمية التنفيذ الكامل لبيان الرباعية الدولية، وهو مصطلح يشير إلى مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، والدفع نحو وقف دائم وشامل لإطلاق النار «بما يضمن حماية وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية»، وفق بيان «الخارجية» المصرية.

ميدانيا، حقق الجيش السوداني اليوم الاثنين، تقدماً جديداً على حساب قوات الدعم السريع في ولاية شمال كردفان، وتمكن من استعادة مدينة بارا الاستراتيجية بعد معارك ضارية وهجمات متزامنة شنها مدعوماً بالقوات المساندة له على عدد من مواقع سيطرة "الدعم" في الولاية.

ويأتي تقدم الجيش بعد استعادته أول من أمس السبت السيطرة على قرية "أم دم حاج أحمد" شمال شرق مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، ومنطقة كازقيل التي تقع جنوب الأبيض، ونشر قوات كبيرة لتأمين المدن والطرق الرئيسية التي كانت تهددها تجمعات قوات الدعم السريع.

وأطلق الجيش السوداني مدعوماً بالقوات المساندة له، تحركات واسعة الأيام الماضية بولاية شمال كردفان وتمكن من استعادة عدد من المناطق التي كانت تحت قبضة الدعم السريع، 

كما نشر قوات كبيرة في الولاية وأوقف تقدم قوات الدعم السريع نحو مدن الأبيض والرهد وأم روابة، واستعاد عدداً من القرى حول مدينة الأبيض، 

كما شن هجمات جوية على ولاية جنوب كردفان المجاورة حيث تتمركز قوات الحركة الشعبية المساندة لقوات الدعم السريع، ونفذ غارات أخرى في ولاية غرب كردفان، إلى جانب شن هجمات بالطائرات المسيرة على معاقل "الدعم" في مدن نيالا والجنينة بإقليم دارفور.

وفجر اليوم الاثنين شن الجيش وقوات درع السودان شبه العسكرية، والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات موقعة على سلام مع الحكومة) المساندة للجيش، هجمات صباحية متزامنة على عدد من مناطق سيطرة "الدعم السريع" في ولاية شمال كردفان، 

وتمكنوا من دخول قرية أم سيالة ومدينة بارا الاستراتيجية، وبث الجنود مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدين خوضهم معارك كبيرة مع الدعم السريع منذ صباح اليوم.

وكشف مقاتلون من قوات درع السودان على موقع فيسبوك، أن قوات من الفزع (قوات نجدة) جاءت من مناطق أخرى لمساندة مقاتلي "الدعم السريع" في قرية أم سيالة، قبل أن تنسحب درع السودان من المنطقة، وتدخل إلى قرية أم قرفة في الاتجاه الغربي وتطرد مقاتلي الدعم المتمركزين هناك.
 
بدورها، سارعت الدعم السريع لنشر بيان على تطبيق تليغرام عقب المعركة معلنة أنها حققت انتصاراً وصفته بـ"الساحق" على الجيش والقوات المساندة له في أم سيالة، وقالت إن قواتها مستعدة لحسم أي تحركات للجيش وستواصل تقدمها حتى "التحرير الكامل".

وتتمسك الدعم السريع بقرية أم سيالة باعتبارها منطقة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لها، إذ تبعد حوالي 46 كيلومتراً من حدود ولاية النيل الأبيض، و160 كيلومتراً عن حدود ولاية الخرطوم، وتعتبر منصة لإطلاق الطائرات المسيرة نحو ولايات الوسط والشمال والجنوب. 

في وقت لم يصدر الجيش أي تعليق حول ما دار من معارك اليوم.

وخسر الجيش السوداني في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي كانت تمثل آخر وأهم معاقله في الإقليم ومقراً للفرقة السادسة مشاة، قبل أن تسيطر عليها "الدعم السريع" وترتكب انتهاكات واسعة بحق سكانها، 

وكانت قبلها بيوم قد سيطرت أيضاً على مدينة بارا الاستراتيجية بولاية شمال كردفان، وكثفت بعد ذلك من تحركاتها في إقليم كردفان.
 
ويرى مراقبون أن الجيش يخطط لتوسيع عملياته في شمال كردفان وتأمين الطرق بين المدن والقرى وصولاً إلى بلدتي الحمادي والدبيبات، تمهيداً لفك الحصار الذي تفرضه "الدعم السريع" وحليفتها الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على مدينتي الدلنج وكادقلي في ولاية جنوب كردفان.

وتأتي التحركات الواسعة للجيش عقب دعوة أطلقها رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالاستنفار العام للقضاء على "الدعم السريع". 

وقال البرهان في خطاب أمام مواطنين ببلدة السريحة في ولاية الجزيرة الجمعة الماضي، إن الدولة عازمة على القضاء على "المليشيا المتمردة" في إشارة إلى "الدعم السريع"، وأن هذه المعركة لن تنتهي إلا بنهاية "هؤلاء المتمردين المجرمين القتلة"،

 داعياً كل السودانيين القادرين على حمل السلاح للانضمام إلى "صفوف الدفاع عن الوطن وحرب الكرامة لإنهاء التمرد واسترداد الحقوق والثأر للجرائم التي ارتكبتها المليشيا الغاشمة في حق المواطنين".

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في أبريل (نيسان) 2023، بسبب صراع على السلطة، خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للتحول نحو حكم مدني.
 
وأدى الصراع إلى نزوح ملايين السودانيين ومعاناة أكثر من نصف السكان من الجوع والأمراض.

وتسيطر «قوات الدعم السريع»، الآن، على إقليم دارفور بالكامل في غرب السودان، بعدما انتزعت السيطرة، في الأسابيع الماضية، على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، عقب محاصرتها إياها 18 شهراً، في حين يسيطر الجيش على النصف الشرقي من البلاد.