Logo

وفد روسي يجول في جنوب سورية.. هل يمهد لترتيبات أمنية مع إسرائيل؟

الرأي الثالث - وكالات

 أجرى وفد تقني وعسكري روسي تابع لقاعدة "حميميم" الجوية الروسية في جبلة بريف اللاذقية، اليوم الاثنين، جولة ميدانية مفاجئة برفقة رتل من قوات الأمن السورية، في مناطق جنوب سورية بما فيها ريف القنيطرة المتاخم للجولان، ومنطقة "حوض اليرموك" بريف درعا الغربي.

وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، وفقا لوكالة الأنباء (سانا)، إن وفدا مشتركا من وزارتي الدفاع السورية والروسية أجرى جولة ميدانية شملت عدداً من النقاط والمواقع العسكرية في الجنوب السوري، "بهدف الاطلاع على الواقع الميداني ضمن إطار التعاون القائم بين الجانبين".

وأوضحت مصادر مطلعة ، أن رتلا من جهاز الأمن العام في وزارة الداخلية السورية، يضم نحو 25 سيارة دفع رباعي، رافق الوفد الروسي. وشملت الجولة منطقة تل أحمر في ريف القنيطرة وبعض مناطق الريف الشمالي القريبة من الجولان المحتل، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول أهداف الزيارة.

 ورجّحت المصادر أن تكون الزيارة مرتبطة بترتيبات أمنية جديدة في الجنوب السوري بين روسيا وإسرائيل.

وبحسب المعلومات، بدأ الوفد تحركه من مدينة سعسع بريف دمشق متجهاً إلى منطقة عسكرية في بيت جن بأقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي المحاذي لمحافظة القنيطرة،

 ثم زار نقطة عسكرية في التلول الحمر غرب بلدة بيت جن، والتي كانت سابقاً نقطة تمركز للقوات الروسية. بعدها واصل الوفد طريقه نحو ريف القنيطرة الأوسط، قبل أن يتوجه إلى مناطق تشهد توغلات إسرائيلية شبه يومية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي.

ويرى مراقبون أن جولة الوفد العسكري، الاثنين، في مناطق جنوب سوريا تنفيذٌ للتفاهمات التي جرت بين القيادة السورية والروسية خلال زيارة الرئيس أحمد الشرع الشهر الماضي إلى موسكو ووصول نائب وزير الدفاع الروسي إلى دمشق، الأحد.

ويشيرون إلى أن انتشار القوات الروسية (الشرطة العسكرية الروسية جنوب سوريا) هو لسحب الذرائع من قبل إسرائيل التي سيطرت على مناطق واسعة في محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا وتشكل تهديداً لحياة المدنيين الذين تم اعتقال العشرات منهم من قبل القوات الإسرائيلية.

ويشار إلى أن وزير الدفاع السوري، اللواء مرهف أبو قصرة، بحث، الأحد، في العاصمة دمشق، مع وفدٍ روسي برئاسة نائب وزير الدفاع يونس بك يفكيروف، تعزيز آليات التنسيق والتعاون العسكري بين البلدين.
 
وكانت القوات الروسية تنتشر قبل سقوط نظام بشار الأسد في تسع نقاط عسكرية في ريفي درعا والقنيطرة قرب "منطقة فصل القوات" على أطراف الجولان المحتل، حيث كانت وحدات الشرطة العسكرية الروسية تتولى مهام المراقبة الجوية والبرية.

 لكن عقب سقوط النظام في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، انسحبت من تلك النقاط باتجاه مطار تدمر العسكري، ومنه إلى قاعدة "حميميم"، في إطار إعادة تموضع شامل للقوات الروسية التي أبقت على وجودها البحري في طرطوس، وحضور محدود في مطار القامشلي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، توقع مصدر سوري في حديث لـ"رويترز"، أن يطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره السوري أحمد الشرع خلال لقائهما في موسكو مسألة إعادة نشر الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب السوري، لضمان منع أي تعديات إسرائيلية جديدة.

 كما توقع المصدر أن الشرع قد طالب حينها بدعم روسي لمواجهة الضغوط الإسرائيلية الرامية لتوسيع نطاق المنطقة منزوعة السلاح في الجنوب.

وكان الشرع قد عقد أول لقاء رسمي له مع بوتين في موسكو في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك في أول زيارة له إلى روسيا منذ إطاحة نظام الأسد. 

وأكد خلال اللقاء أن "استقرار سورية مرتبط بالاستقرار الإقليمي والعالمي"، مشدداً على أن "سورية الجديدة تعيد ربط العلاقات بكل الدول الإقليمية والعالمية"، مطمئناً بوتين بالتزام دمشق بجميع الاتفاقيات السابقة. 

من جهته، هنأ بوتين الشرع على إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأعرب عن استعداد موسكو لتعزيز علاقاتها مع دمشق، مؤكداً أن "مصالح الشعب السوري هي التي تحركنا دوماً".