Logo

مظاهرات في اللاذقية احتجاجاً على أحداث حمص ومطالبة باللامركزية

الرأي الثالث - وكالات

 شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة،، غربي سورية، اليوم الثلاثاء، موجة احتجاجات جديدة خرجت استجابةً لدعوة الشيخ غزال غزال، رئيس "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر"، للمطالبة باللامركزية والإفراج عن الموقوفين، وذلك على وقع التوتر المتصاعد عقب أحداث حمص الأخيرة. 

وتجمع المحتجون عند دوّار الزراعة ودوّار الأزهري وسط حضور أمني كثيف، رافعين لافتات تندد بالعنف وتدعو إلى تعزيز اللامركزية الإدارية وإطلاق سراح المعتقلين الذين احتُجزوا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وتخللت المظاهرة مناوشات مع أشخاص رفعوا علم الثورة، وحاولوا تنفيذ وقفة مضادة داعمة للحكومة السورية في اللاذقية، وسط توتر في الأجواء تعيشه المدينة،

 كما تظاهر مئات الأشخاص في حي العمارة بمدينة جبلة جنوبي اللاذقية، وأطلقوا شعارات تطالب بالحماية والإفراج عن المعتقلين، وسط استنفار أمني واسع تشهده المدينة أيضاً. 

وتأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب جريمة قتل مروّعة وقعت في بلدة زيدل بريف حمص، إذ قُتل رجل وزوجته، ما أثار غضباً واسعاً في المدينة.

 وسرعان ما تحوّل غضب عشائر البدو إلى احتجاجات امتدت إلى أحياء سكنية في حمص شهدت أعمال تخريب واسعة.
 
وجاءت هذه التحركات اليوم تلبيةً لدعوة الشيخ غزال غزال، الذي أصدر مساء أمس الاثنين بياناً مصوّراً تضمّن جملة من الانتقادات والاتهامات حول واقع البلاد، معتبراً أن سورية "تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات الطائفية". 

وقال غزال في بيانه إن الطائفة العلوية "لم تولِ يوماً الانتماء الطائفي أي اعتبار، ولم تعترض على تولّي أي مكوّن سوري الحكم، إيماناً بشرعية الدولة"، 

مضيفاً أن أبناء الطائفة سلّموا سلاحهم للدولة "ثقةً بأنها سلطة تمثل الجميع"، إلا أن ما حدث "كان خيبة أشد من السلاح الذي تخلّوا عنه"، مدعياً أنهم وجدوا أنفسهم تحت "سلطة أمر واقع إرهابية تكفيرية إقصائية".

واتهم غزال السلطة باستخدام "المكوّن السني أداةً في سياستها"، مشيراً إلى أنها "تلجأ منذ اليوم الأول إلى التحريض الطائفي كلما ارتفع صوت يندد بالظلم"، وشدّد على أنه "لا وجود لحرب وجود بين المكوّن العلوي والمكوّن السني"، 

داعياً إلى تجنّب تحويل الخلافات إلى صراع وجودي، ومؤكداً أن "سورية لن تتحول إلى مستنقع لداعش". 

وطرح غزال ما وصفها بـ"حلول واضحة"، أبرزها "الفيدرالية واللامركزية السياسية لضمان حقوق جميع المكوّنات بعيداً عن الترهيب". 

وفي ختام بيانه، دعا الشيخ غزال جميع السوريين من مختلف الطوائف إلى المشاركة في اعتصامات سلمية "لوقف آلة القتل ومواجهة كل أشكال الإرهاب".

وزارة الداخلية تؤكد الحق بالتظاهر: الدولة هي الضامن الوحيد للجميع

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا، أن «حق التظاهر والتعبير مكفول لكل السوريين بدماء مليون شهيد سوري قدمتهم الثورة السورية العظيمة، وأن الدولة السورية هي الضامن الوحيد لمطالب جميع أبناء الشعب السوري»، محذراً من «الانجرار وراء دعوات خارجية للفتنة».

وقال المتحدث باسم «الداخلية» عبر قناته على «تلغرام»: «نحن اليوم في مدينة حمص، وقمنا بعدة جولات برفقة قادة الأمن الداخلي ضمن المدينة، وكانت هناك زيارات لعدد من الأهالي الذين شهدوا أحداثاً مؤسفة من جميع المكونات، وتم التواصل معهم وطمأنتهم، وكانت هناك حوارات مثمرة وإيجابية .
 
وأضاف: «حق التظاهر والتعبير مكفول لكل السوريين بدماء مليون شهيد سوري قدمتهم الثورة السورية العظيمة، ووزارة الداخلية معنية بحفظ هذا الحق وعلى مسافة واحدة من جميع المكونات السورية، وننصح أهلنا بعدم الانجرار وراء دعوات خارجية تبغي الفتنة وإفساد النسيج المجتمعي، وقد تولد ردات فعلٍ، الكل في غنى عنها».

وبخصوص التجمعات الاحتجاجية في بعض مناطق الساحل، أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية، في تصريحات لقناة «الإخبارية السورية»، أن قوى الأمن الداخلي أمّنت هذه التجمّعات «لمنع أي حوادث طارئة تستغلّها الجهات التي تروّج للفوضى»

  مجدداً تأكيد أن الوزارة «تحفظ حق التعبير عن الرأي للجميع، على أن يكون هذا التعبير تحت سقف القانون، ودون الإخلال بالسلم الأهلي».

وأوضح المتحدث باسم الداخلية أن «الجهات التي تروّج وتسوّق للفوضى في مناطق الساحل كلها موجودة خارج البلاد، ومنفصلة عن الواقع المعيشي لأهلنا في الساحل» 

 لافتاً إلى أن «ترديد عبارات طائفية في بعض التجمّعات يوضّح الغاية التي تمت الدعوة على أساسها، وهو لا يعبّر عن حقيقة المطالب التي يسعى إليها أهلنا في الساحل».

وقال: «بناءً على ذلك ندعو أهلنا في الساحل إلى عدم الانجرار وراء مخطّطات لا يريد أصحابها سوى توريط المنطقة في دوّامة عدم الاستقرار».

وشدد المتحدث باسم «الداخلية» على أن «الدولة السورية هي الضامن الوحيد لمطالب جميع أبناء الشعب السوري» 

مشيراً إلى أنه لا يمكن التعامل مع هذه المطالب عن طريق «سيناريوهات الفوضى والدعوات التي يعرف أهلنا بالساحل غايات أصحابها».