Logo

السلطات المحلية في حضرموت تحذر من دعوات التصعيد في المحافظة

الرأي الثالث - متابعات

حذّرت السلطات المحلية في محافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن، من "الدعوات المتزايدة للحشد والتصعيد في المحافظة"، في إشارة إلى دعوات التحشيد التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي وحلف قبائل حضرموت، 

معتبرة أن هذه الدعوات "تهدد وحدة الصف والسلم الأهلي"، داعية أبناء المحافظة إلى "رفض أي تحركات تؤدي إلى الانقسام أو إشعال التوتر".

وقالت السلطة المحلية، في بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء، إنّ "حضرموت كانت ولا تزال نموذجاً في التعايش والسلام والالتزام بالنظام والقانون"، 

مشيرة إلى أن "أبناء المحافظة أثبتوا عبر مختلف المراحل وعياً وانضباطاً أسهما في ترسيخ الأمن ودعم مؤسسات الشرعية والدولة". 

وأكدت السلطة المحلية رفضها أي "أعمال أو ممارسات من شأنها إحداث انفلات أمني أو تجاوز الأطر القانونية والشرعية"،

 مشددة على أن "القوات الأمنية والعسكرية الرسمية هي الجهة الوحيدة المخولة ببسط الأمن وضبط الأوضاع في عموم مناطق المحافظة". 

وجدد البيان التأكيد أنّ السلطة المحلية "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي دعوات قد تجر المحافظة إلى الفوضى أو تضعها في فوهة الفتن"، 

معتبرة أن "بناء الدولة لا يتحقق إلا باحترام المؤسسات الشرعية والانضباط تحت رايتها".

ودعت السلطة المحلية المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية، إلى القيام بدورهم في تعزيز التماسك المجتمعي ونبذ دعوات الفُرقة والتناحر، 

مؤكدة أن "أبوابها مفتوحة للحوار والتشاور بشأن مختلف القضايا عبر القنوات النظامية". 

وجددت السلطة المحلية الدعوة إلى تغليب صوت العقل، وتوحيد الكلمة، والابتعاد عن كل ما قد يهدد النسيج الاجتماعي"، مؤكدة أن "المسؤولية التاريخية في الحفاظ على أمن حضرموت واستقرارها تقع على عاتق الجميع". 

وشددت السلطة المحلية على "أهمية تقديم المصلحة العليا لحضرموت والوطن، واللجوء إلى الحوار، والتدارس لمعالجة مختلف القضايا والمطالب ضمن الأطر الشرعية والقانونية".

وتشهد محافظة حضرموت، الغنية بالنفط، توتراً أمنياً متزايداً، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية، بالتزامن مع استمرار التحشيدات المتبادلة بين المجلس الانتقالي الجنوبي، وحلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش. 

وكان قائد قوات "الدعم الأمني" في حضرموت، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، أبو علي الحضرمي، قد قال، في حديث له الأحد الماضي، إنه لن يسمح لبن حبريش بالتمدد في حضرموت، 

وذلك بالتزامن مع دفع الانتقالي تعزيزات عسكرية إلى المحافظة، والدعوة إلى فعالية حاشدة يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي بالتزامن مع ذكرى عيد الجلاء.
 
ورداً على تصريحات الحضرمي، دعا رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش، مناصب ومقادمة القبائل وشخصيات حضرموت ووجهاءها، إلى الاجتماع، غداً الخميس، لتدارس الموقف تجاه المستجدات، التي قال إنها "تهدد أمن حضرموت واستقرارها". 

وأدان مؤتمر حضرموت الجامع، بشدة، تصريحات الحضرمي، واصفاً خطابه بالتحريضي والمهدّد للسلم الاجتماعي في المحافظة.
 
وأكد بيان صادر عن مؤتمر حضرموت الجامع، اليوم الأربعاء، أن ما تضمّنته تلك التصريحات من إساءات بحق بن حبريش وقيادات حلف قبائل حضرموت يمثل محاولة لـ"إرباك حالة الاستقرار، وجرّ المحافظة إلى صراعات لا تخدم مصالحها"، 

مشيراً إلى أن "المجتمع الحضرمي أفشل مراراً محاولات التأجيج والمكايدات، متمسكاً بمطالبه المشروعة منذ يوليو/ تموز 2014". 

وحمّل مؤتمر حضرموت الجامع، مجلس القيادة الرئاسي المسؤولية الكاملة عن تفاقم الأوضاع نتيجة عدم تنفيذ التزاماته الواردة في بيانه الصادر بتاريخ 7 يناير/ كانون الثاني 2025،

 وفي مقدمتها اعتماد عائدات النفط لمشروعات الكهرباء في حضرموت، وتمكين أبنائها من القرار الأمني والعسكري، وضمان الشراكة السياسية، واعتماد الموارد المحلية لتنمية المحافظة".

وتتزايد التخوفات من الانجرار إلى مواجهات مسلحة بعد تحشيد المجلس الانتقالي الجنوبي آلاف المسلحين من أتباعه إلى حضرموت، والذين جرى استقدامهم من محافظات عدن وأبين والضالع ولحج،

 وفي المقابل يملك حلف قبائل حضرموت تشكيلات عسكرية تحت مسمّى "قوات حماية حضرموت" التي جرى الإعلان عنها العام الماضي، وجرى تشكيل اللواء الأول منها في يونيو/ حزيران الماضي، وتنتشر في مديريات حضرموت الوادي، وتتخذ من منطقة الهضبة مقراً لها.
 
ويتبنى حلف قبائل حضرموت، الذي تشكل عام 2013، خيار الحكم الذاتي للمحافظة الغنية بالنفط (تصدّر حضرموت 80% من صادرات النفط اليمني)، والواقعة جنوب شرقي البلاد، والتي تمثل مساحتها أكثر من ثلث مساحة اليمن. 

ويُطالب الحلف بحصة من إيرادات النفط والغاز لصالح المحافظة، إذ ينشر مجاميع مسلحة تابعة له في مناطق الهضبة (هضبة حضرموت)، والتي تضم منشآت النفط والغاز.