Logo

فيضانات كارثية تضرب جنوب شرق آسيا تخلف عشرات القتلى

الرأي الثالث - وكالات

 ارتفعت حصيلة القتلى جراء الفيضانات وانزلاقات التربة في جزيرة سومطرة في إندونيسيا هذا الأسبوع إلى 174 شخصاً على الأقل، بحسب ما أفادت الوكالة المعنية بالتعامل مع تداعيات الكوارث في إندونيسيا اليوم الجمعة.

 بينما كشفت السلطات أنّ 74 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين. وكان مسعفون أعلنوا في وقت سابق من اليوم أن الحصيلة ارتفعت إلى 84 شخصاً.

وتعرّضت إندونيسيا، إلى جانب ماليزيا وتايلاند المجاورتين، لأمطار غزيرة تسبّبت في مقتل العشرات في مختلف أنحاء المنطقة في الأيام الأخيرة.

وقال الناطق باسم شرطة شمال سومطرة، فيري والينتوكان: "حتى صباح اليوم بلغ عدد القتلى 62، فيما أُصيب 95 شخصاً بجروح، بين خطيرة وطفيفة. 

ولا يزال البحث جارياً عن 65 شخصاً على الأقل". وفي مقاطعة سومطرة الغربية المجاورة، لقي 22 شخصاً على الأقل حتفهم، فيما لا يزال 12 آخرون في عداد المفقودين، وفقاً لوكالة الكوارث المحلية.

وأضاف والينتوكان أنّ السلطات في شمال سومطرة تركز على "عمليات الإجلاء وتقديم المساعدة"،

 لافتاً إلى أنّ الوصول إلى بعض المناطق والاتصالات لا تزال مقطوعة في شمال سومطرة. وأعرب عن أمله في أن "يتحسن الطقس حتى نتمكن من إيصال المروحية إلى المواقع الأكثر تضرّراً".

وفي سيبولغا، المدينة الأكثر تضرّراً، قُتل أكثر من 30 شخصاً، وفقاً لوالينتوكان. كذلك، تسبّبت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات في أتشيه، المقاطعة الواقعة في أقصى غرب إندونيسيا،

 ما أدّى إلى حدوث انزلاقات تربة وإجلاء نحو 1,500 شخص، بحسب وكالة الكوارث المحلية.  وانقطعت أيضاً خدمات الكهرباء في أجزاء من المقاطعة.
 
وأفادت شركة الكهرباء التابعة للدولة في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنّها نشرت أفراداً لاستعادة إمدادات الطاقة تدريجاً بعدما أدّى فيضان إلى سقوط برج لنقل الطاقة.

ويتسبّب موسم الأمطار الموسمية الممتد بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول، بهطول أمطار غزيرة ما يؤدّي إلى حدوث انزلاقات تربة وفيضانات وأمراض تنقلها المياه.

 وفي وقت سابق من الشهر، قُتل 38 شخصاً في انزلاقات تربة ناجمة عن هطول أمطار غزيرة في وسط جزيرة جاوة، فيما لا يزال نحو 13 شخصاً مفقودين.
 
وفي جنوب تايلاند، بلغت المشرحة الأساسية التي تُنقل إليها جثث ضحايا الفيضانات أقصى طاقتها، وفق ما أعلن ممثل عن مستشفى مدينة سونغكلا اليوم الجمعة، مع وصول الحصيلة إلى 55 قتيلاً، بحسب السلطات. 

بينما ذكر بيان حكومي أنّ حصيلة الوفيات ارتفعت اليوم إلى 87 شخصاً، قبل أن يكشف في وقتٍ لاحق المتحدث باسم الحكومة، سيريابونغ أنغكاساكولكيات، أنّ "العدد الإجمالي للوفيات في محافظات الجنوب ارتفع إلى 145 شخصاً على الأقل".

وقال المسؤول في مشرحة مستشفى سونغكلا، طالباً عدم كشف اسمه، إنّ "المشرحة تخطّت طاقتها الاستيعابية، ونحن بحاجة إلى المزيد"، ودعا السلطات إلى إرسال ثلاث شاحنات مبرّدة. 

وأظهرت مشاهد صوّرها صحافي في "فرانس برس" شاحنات مبرّدة بيضاء متوقفة أمام المبنى المركزي في المستشفى.

وكانت الأمطار الغزيرة تسبّبت بفيضانات واسعة النطاق في جنوب تايلاند، ولا سيّما في منطقة "هات ياي" قرب حدود ماليزيا. وغمرت المياه أحياء كاملة، مُرغمةً السكان اليائسين على الصعود إلى السطوح. 

وأفادت الحكومة اليوم الجمعة بتعليق مهام رئيس منطقة "هات ياي" لفشله في التحرك بالشكل المناسب لمواجهة الفيضانات.

وتشهد تايلاند هطول أمطار غزيرة بين يونيو وسبتمبر، ويقول علماء إنّ الاحترار المناخي الناجم عن النشاط البشري يتسبّب في زيادة شدّة الظواهر الطبيعية ووتيرتها.
 
وفي ماليزيا، تسبّبت الفيضانات في غمر مناطق واسعة من شمال ولاية برليس، وأسفرت عن مقتل شخصين.

ونشرت سريلانكا الجمعة قوات الجيش للمساعدة في إنقاذ المتضرّرين من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي أوقعت 56 قتيلاً، فيما ما زال 21 مفقودين. 

وقال مركز إدارة الكوارث الوطني إنّ نحو 20 ألف جندي إضافة إلى مروحيات وزوارق تابعة للبحرية ومركبات نقل مدرّعة أُرسلت لإجلاء سكان القرى العالقين في المناطق النائية من الجزيرة. 

وأوضح المركز أن 26 من أصل 56 ضحية دُفنوا أحياء جرّاء انهيارات أرضية في مقاطعة بادولا وسط البلاد، فيما لا يزال 21 شخصاً في عداد المفقودين حتى اليوم الجمعة، و14 آخرون يتلقّون العلاج في المستشفيات.

وفي جزيرة تاهيتي الفرنسية في المحيط الهادئ، أدّى انزلاق تربة إلى طمر منزلين ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم طفلة تبلغ ثلاث سنوات، وفق حصيلة نهائية أعلنتها السلطات أمس الخميس. 

ووقعت الكارثة فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي في قرية أفاهيتي شرقي البلاد، بعد أسبوع من الأمطار الغزيرة. وقالت المدّعية العامّة المحلية، سولين بلاوار، إنّ القتلى هم الطفلة وثلاث نساء وأربعة رجال.

وقالت إيدا لابييي، وهي من سكان أفاهيتي، إنّها استيقظت في وقت مبكر من صباح الأربعاء على صوت يشبه صوت قطار خارج منزلها. وتابعت: "خرجنا ورأينا المنزل مغطّى بالكامل بالتراب والطين".
 
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعلن في وقت سابق مقتل سبعة أشخاص، وأعرب عن "دعم الأمة الكامل للعائلات المتضرّرة". 

وكانت عُلّقت عمليات الإنقاذ لساعات بعدما كاد انزلاق تربة ثانٍ يجرف أعضاء فريق الإنقاذ.

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)