أبرز التطورات والمستجدات السياسية والميدانية على الساحة اليمنية
الرأي الثالث
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، اليوم الخميس، موقف الدولة الرافض لأي إجراءات تتجاوز الصلاحيات الحصرية المنصوص عليها في الدستور والقانون ومرجعيات المرحلة الانتقالية، في إشارة إلى تطورات الأحداث في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي البلاد، والتي سيطرت عليهما قوات المجلس الانتقالي الجنوبي مطلع الشهر الحالي.
وجاء حديث العليمي خلال اتصال هاتفي أجراه بمحافظ حضرموت سالم الخنبشي، للاطلاع على الأوضاع الأمنية والمعيشية في المحافظة، وسير عمل السلطات المحلية في ظل التطورات الأخيرة، وفق ما ذكرته وكالة سبأ للأنباء بنسختها الرسمية.
وبحسب الوكالة، استمع رئيس مجلس القيادة من محافظ حضرموت إلى تقرير حول مستجدات الأوضاع ومستوى التقدم في الجهود المبذولة لإعادة تطبيع الأوضاع، بدعم من المملكة العربية السعودية.
وجدّد العليمي خلال الاتصال تأكيد دعم الدولة الكامل لقيادة السلطة المحلية في حضرموت، وتمكينها من أداء مهامها في رعاية المصالح العامة، وتعزيز حضور مؤسسات الدولة، بما يضمن ترسيخ الأمن والاستقرار وحماية السكينة العامة.
وشدد العليمي على مكانة حضرموت في المعادلة الوطنية، باعتبارها ركناً أساسياً في خطة التعافي والاستقرار، ونموذجاً للتعايش والسلم الاجتماعي، مؤكداً التزام الدولة بحماية أمنها واستقرارها، وصون مصالح أبنائها والحفاظ على خصوصيتها، ووحدة نسيجها الاجتماعي.
إلى ذلك، تتواصل الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى خفض التصعيد في المحافظات الشرقية لليمن،
إذ قال النائب الأول للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، تومي بيغوت، اليوم، إن وزير الخارجية ماركو روبيو تحدث مع نائب رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة ووزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان،
و"ناقشا أهمية الاستقرار في اليمن في الحرب ضد الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران".
ويرى مراقبون أن تداخل نفوذ القوى المحلية مع الضغوط الإقليمية والدولية، يشير إلى تدويل الأزمة التي يبدو أنها بلغت مرحلة حساسة للغاية، ما يعني أن الملف اليمني بات مسرحاً لصراع النفوذ الإقليمي، خاصة أن ساحة الصراع هي محافظة حضرموت، بما تمثله من مقومات تجعلها شوكة الميزان في الصراع اليمني، فهي تمثل أكثر من ثلث مساحة اليمن،
كما أنها تحوي 80% من نفط البلاد، بالإضافة إلى موانئها ومطاراتها، وشريطها الساحلي الكبير على بحر العرب، وشريطها الحدودي الكبير مع السعودية.
ميدانياً، وفي سياق تطورات الأزمة، تستمر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالتحشيد إلى محافظتي حضرموت والمهرة، باتجاه مناطق وادي حضرموت ومنطقة العبر القريبة من الحدود السعودية، بهدف تعزيز سيطرتها وترسيخها على المحافظة الغنية بالنفط.
بالتوازي مع ذلك، تستمر قوات درع الوطن الحكومية، والمدعومة من السعودية، بالتحشيد العسكري عند الحدود السعودية مع اليمن، حيث أظهرت صور عدداً من المعدات والآليات القتالية الخفيفة،
إلى جانب شاحنات ومدرعات من نوع MRAP، تتبع الفرقة الثانية من قوات درع الوطن المتمركزة في منفذ الوديعة البري بين اليمن والسعودية، والتابع لمحافظة حضرموت، بهدف دعم عملية إعادة الانتشار التي بدأتها درع الوطن مع تصعيد "الانتقالي الجنوبي" في المحافظات الشرقية.
ويرى مراقبون أن التحشيد العسكري للأطراف المختلفة يُعدّ مؤشراً على احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، قد تلجأ إليها الرياض بعد فشل الوساطة السعودية الإماراتية التي دعت "الانتقالي" إلى سحب قواته من المحافظات الشرقية لليمن، والتي ترى الرياض أنها جزء من أمنها القومي، ولا ينبغي تركها للفوضى مهما كلّف الأمر.
وفي عدن، أفادت مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي، بصدور توجيهات عليا برفع علم الجنوب، وصورة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في جميع المؤسسات الحكومية.
إلى ذلك، صدر عدد اليوم من صحيفة 14 أكتوبر الرسمية الصادرة من عدن، وهي تستعرض أخبار عيدروس الزبيدي في صفحتها الأولى، واصفة إياه بـ"الرئيس القائد"، مع تجاهل تام لأخبار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
3 قتلى بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مقر حزب الإصلاح في تعز
في سياق آخر، قُتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل، وأصيب ثلاثة عشر آخرون، بينهم نساء وأطفال، إثر انفجار عبوة ناسفة، اليوم، أمام مقر التجمع اليمني للإصلاح في شارع جمال عبد الناصر في مدينة تعز، جنوب غربي اليمن.
وأفادت مصادر محلية بأن العبوة الناسفة انفجرت في وقت الذروة خلال خروج طلاب المدارس من أداء الامتحانات، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
وأدان حزب التجمع اليمني للإصلاح في المحافظة، "الجريمة الغادرة" التي استهدفت تفجير مبنى مقره الرئيسي في تعز، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى
وقال المكتب التنفيذي للحزب في بيان، إن التفجير أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة عشر آخرين، إصابة بعضهم خطيرة.
وأضاف أنه "يدين ويستنكر هذه الجريمة النكراء التي استهدفت حزباً مدنياً يعمل في إطار المنظومة الدستورية في الجمهورية"، معبراً عن تعازيه لأسر الضحايا، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
وطالب "إصلاح تعز"، الجهات الأمنية بالقبض على المتورطين في الجريمة وتقديمهم للعدالة، مؤكداً أن هذه الأعمال الإجرامية "لن تَثنيه عن دوره الوطني".
وأكد بلاغ أن محافظة تعز "بكل أطيافها وأبنائها، ستبقى صامدة متحدة حول مشروعها الوطني الذي تحمله عبر تاريخها النضالي الطويل".