تركيا تُصعّد قصفها ضد مناطق سيطرة "قسد" في الحسكة

بعد يومين فقط من قمة سوتشي، التي جمعت كل من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، والتركي رجب إردوغان، كثّف الجيش التركي من نطاق استهدافاته لمواقع وقيادات "قسد" في محافظة الحسكة، مع وصول القصف لمناطق تُعدّ آمنة نسبياً، ولم تطلها نيران المعارك منذ بدء الأزمة السورية.

واستشهد مدني، فجر اليوم الثلاثاء، بقصف المدفعية التركية على قرية السلماسة جنوب غرب بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي. وتعمّد الجيش التركي توسيع نطاق قصفه ليستهدف بطائرة مسيّرة، صباح اليوم، موقعاً لحفر الأنفاق تابعا لـ" قسد" في حي المحمقية، على الحزام الشمالي، تزامناً مع استهداف الموقع ذاته بقذيفتي مدفعية، ما أدّى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين.

كما طاول القصف موقعين آخرين في قريتي خرزة و خانكي في ريف عامودا، من دون معلومات عن حجم الخسائر، وذلك بعد يوم من استهداف قرى في ريفي عامودا والدرباسية، في أقصى الريف الشمالي لمحافظة الحسكة.

وتُعدّ مدن القامشلي وعامودا والدرباسية، من المدن الكبرى التي تسيطر عليها "قسد" منذ العام 2012، ولم تدخل في قائمة المدن التي شهدت معارك منذ بدء الأزمة السورية.

كذلك طاول القصف المدفعي التركي محيط سد السفانة، وكنيسة مار جرجس، في بلدة القحطانية في ريف القامشلي.

وأفادت مصادر بقصف مدفعي تركي على قرى تل زيوان وسيكر، بالريف الشرقي لمدينة القامشلي شمالي الحسكة، مشيراً إلى أنّ القصف طاول أيصاً قرى الأسدية وعريضة وفقيرة، في ريف أبو رأسين شمالي غربي الحسكة.

وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ حصيلة القصف التركي على مدن وبلدات الشريط الحدودي هم 5 ضحايا بينهم 4 من عمال حفر الأنفاق في الحزام الشمالي لمدينة القامشلي.

واحتجاجاً على تصاعد القصف التركي، نظمت "الإدارة الذاتية" الكردية احتجاجات على مقربة من القاعدة الروسية في مدينة القامشلي، بهدف الضغط على الروس لوقف القصف التركي على المنطقة.

وقال مصدر مقرّب من مركز المصالحة الروسية في القامشلي، إنّ " الأهالي احتجوا على استهداف المسيرات التركية لموقع في المنطقة الصناعية في مدينة القامشلي"، لافتاً إلى أنّ " المستشارين الروس قدموا للسكان المحتجين نتائج فريق الخبراء، الذي حلل الحادثة.

وأضاف المصدر نفسه، أنّ الانفجار وقع من داخل السيارة عبر "استخدام عبوة ناسفة"، لافتاً إلى أنّ " بيانات المراقبة الجوية ذكرت أنه "لم تكن هناك طائرة تركية من دون طيار ضمن دائرة نصف قطرها 70 كم من موقع الحادثة".