واشنطن وروسيا تطلبان من تركيا عدم شنّ عملية برية شمالي سورية

الرأي الثالث - رويترز

حثت الولايات المتحدة "جميع الأطراف"، اليوم الأربعاء، على "خفض التصعيد" في الشمال السوري، فيما طلبت روسيا من تركيا عدم شن عملية عسكرية برية.

وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ، خلال مؤتمر صحافي: "شاهدتم من المصادر المفتوحة تعرض تركيا الأسبوع الماضي لهجوم، ثم رأينا ضربات جوية في العراق وسورية، ندعو الأطراف لوقف جميع الصراعات"، وذلك وفق ما جاء في موقع وزارة الدفاع الأميركية.

كما اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية أن "جميع الهجمات التي تقوم بها الأطراف في المنطقة تؤثر على القتال ضد "داعش""، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة "لم تغير من انتشارها في المنطقة".

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد قال، أمس الثلاثاء، إن لدى الولايات المتحدة "مخاوف بشأن العمليات عبر الحدود، والتي قد تجبر شركاءنا في "قوات سورية الديمقراطية" على رد فعل من شأنه أن يحد من قدرتهم على محاربة تنظيم "داعش"، ونريد أن نكون قادرين على مواصلة الضغط على التنظيم الإرهابي"، وفق تعبيره.

في السياق نفسه، أعلنت روسيا أنها طلبت من تركيا، اليوم الأربعاء، الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سورية.

وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف إن "مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف"، مضيفاً، خلال اجتماع مع وفدين من تركيا وإيران على هامش محادثات مؤتمر أستانة بشأن سورية: "نأمل أن يصل صدى مناقشاتنا إلى أنقرة، وأن توجد وسائل أخرى لحل الأزمة".

ورأى لافرنتييف أن الولايات المتحدة تتبنى "نهجاً مدمراً" في شمال شرقي سورية، وأن "حل القضية الكردية سيكون عاملاً مهماً في تحقيق استقرار الأوضاع في المنطقة"، وفق وكالة "رويترز".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال، في وقت سابق اليوم الأربعاء، إن العمليات الجوية التي شنتها مقاتلات تركية في شمال شرقي سورية "هي مجرد بداية"، وإن العمليات البرية ستبدأ في وقت لاحق بهدف "تطهير المنطقة انطلاقاً من تل رفعت ومنبج وعين العرب".

من جهته، قال قائد قوات "قسد" مظلوم عبدي، إن الهدف الأكثر ترجيحاً لهجوم بري تركي محتمل ضد المناطق التي تسيطر عليها قواته سيكون مدينة عين العرب (كوباني).

 وأضاف عبدي، في أول مقابلة نُشرت على موقع "المونيتور" الأميركي، اليوم الأربعاء، أنه "محبط من الرد الضعيف لروسيا والولايات المتحدة على عشرات الغارات الجوية التركية التي استهدفت مناطق نسيطر عليها".

ورأى قائد "قسد" أن الحرب الروسية الأوكرانية "عزز من قيمة تركيا في نظر روسيا والغرب على حد سواء"، وأضاف أنه "ما لم تقف موسكو وواشنطن بحزم، فمن المرجح أن تتابع تركيا عمليتها العسكرية كما فعلت في عامي 2018 و2019". 

ويعتبر عبدي أن هجمات تركيا الأخيرة سببها "جهود الرئيس التركي أردوغان لإذكاء المشاعر القومية قبل الانتخابات العام المقبل".

وشدد عبدي: "يمكننا القول إن الهجوم وقع على الرغم من وجودهم (الأميركيين) هناك"، لكنه رأى أنه "من دون موافقة أميركية وروسية، فلن تقوم تركيا بأي هجوم بري"، مشيراً إلى أن موقف واشنطن الحالي هو رفض الهجوم التركي، موضحا: "يقولون لنا إنهم لا يوافقون على أي إجراء من هذا القبيل من جانب تركيا".

واعتبر أن واشنطن "لا تعارض إجراء محادثات مع السلطة في دمشق، ولكنها غير مستعده، وروسيا لا تمارس عليهم ضغوطاً كافية".