البرلمان اللبناني يفشل للمرة الثامنة في انتخاب رئيس للبلاد

 الرأي الثالث - وكالات

فشل البرلمان اللبناني للمرة الثامنة على التوالي، اليوم الخميس، في انتخاب رئيس للجمهورية، رغم شغور المنصب منذ شهر، جراء انقسامات سياسية عميقة، في خضم انهيار اقتصادي متسارع تعجز السلطات اللبنانية عن احتوائه.

واقترع 52 نائباً بورقة بيضاء، فيما حصل النائب ميشال معوض، المدعوم من القوات اللبنانية وكتل أخرى، بينها كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي، على 37 صوتاً.

وتعارض كتل رئيسية بينها حزب الله انتخاب ميشال معوّض، نجل الرئيس الراحل رينيه معوض، وتصفه بأنه مرشح "تحدٍّ"، داعيةً إلى التوافق سلفاً على مرشح قبل التوجه إلى البرلمان لانتخابه.

وطالب رئيس البرلمان نبيه بري بـ"دعوة رؤساء الكتل والنواب لممارسة واجباتهم، وأن نبقى داخل البرلمان لنطبق الدستور". وحدّد بري موعداً لجلسة جديدة، الخميس المقبل.

وسبق أن أكد بري أنّه "لن يقف مكتوف اليدين" إزاء استمرار تعثّر جلسات انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وعادةً ما يؤخر نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية في لبنان القرارات المهمة، وبينها تشكيل الحكومة أو انتخاب رئيس.

ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتاً للفوز. وتصبح الغالبية المطلوبة إذا جرت دورة ثانية 65 صوتاً من 128 هو عدد أعضاء البرلمان.

وعلى غرار كل أسبوع، انعقدت الدورة الأولى بحضور أكثرية الثلثين، قبل أن ينسحب نواب ليطيحوا بالنصاب في الدورة الثانية. فيما لا يملك أي فريق سياسي أكثرية برلمانية تخوّله فرض مرشحه.

ويتزامن الفراغ الرئاسي مع وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، وفي وقت يشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً، صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

ورجّح البنك الدولي أن "يؤدي الفراغ السياسي غير المسبوق إلى زيادة تأخير التوصل لأي اتفاق بشأن حل الأزمة وإقرار الإصلاحات الضرورية، ما يعمّق محنة الشعب اللبناني".

وحذّر البنك، في تقرير نشره الأسبوع الماضي، من أنّ "الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي الذي شهده لبنان منذ عام 2018 والبالغ 37.3% يُعد من بين أسوأ معدلات الانكماش التي شهدها العالم".