الزلزال في سوريا: مئات الضحايا ومناطق منكوبة وتضرر مواقع أثرية

الرأي الثالث - وكالات

تضررت سوريا بفعل الزلزال المدمر الذي هزّ عدة أقاليم جنوبي تركيا اليوم الاثنين، والذي بلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر.

ووفقاً لوزارة الصحة السورية، تمَّ رفع الجاهزية في أقسام إسعاف المشافي في كل المحافظات، واستنفار فرق الاستجابة التي تقوم بنقل الإصابات إلى المشافي، لافتاً إلى أنّه تم تطبيق خطة الطوارئ العامة وخطة الإمداد للمستلزمات والأدوية لتزويد الأماكن المتضررة بها.

وأُرسلت 27 سيارة إسعاف و7 عيادات متنقلة من دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس كمؤازرة لحلب واللاذقية، فيما تم إرسال 4 سيارات شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية والإسعافية إلى حلب واللاذقية وحماه.

وبحسب مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد، فإن المناطق الأكثر تأثراً هي تلك القريبة من مركز الزلزال في إدلب واللاذقية وحلب، مؤكّداً أنّ الزلزال هو الأقوى خلال العمر الاستثماري للشبكة الوطنية للرصد الزلزالي في سوريا، أي منذ عام 1995.

وبحسب أحمد، حدثت وستحدث هزات ارتدادية تباعاً، لكنها أضعف بكثير من قوة الزلزال الذي وقع، موضحاً أن حالة عدم الاستقرار الزلزالي ستكون مستمرة، ولكنها بهزات أضعف تأثيراً وضمن حدود 5 درجات.

وأكّد مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل أنّ تضرر الأبنية وتأثرها بالهزات سيكون وفقاً لاستجابة هيكل بنائها ومقاومتها للزلازل.

وأفادت مصادر، اليوم الإثنين، بارتفاع الحصيلة الرسمية لضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق في سوريا، حيث قُتل أكثر من 800 شخص وأصيب أكثر من 2315 آخرين على الأقل في الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات، وتبعه في الصباح زلزال آخر بلغت قوته 7,5 درجات.

وقالت المصادر، إن عدد المباني المنهارة وصل إلى 60 مبنى. كذلك، وصلت حصيلة الوفيات في محافظة حلب إلى 161 ضحية، و512 إصابة، وقد تم افتتاح 18 مركزاً لإيواء المتضررين جراء الزلزال في المحافظة .

وفي حماة، انهارت 4 مبان، ووصل عدد وفياتها إلى 37 شخصاً، بمجمل إصابة 80 حالة، وتم افتتاح 4 مراكز إيواء فيها.

وفي اللاذقية، وصل عدد المباني المنهارة إلى 75 مبنى، وتوفي فيها 232 ضحية عقِب الزلزال، لتسجل اللاذقية أعلى نسبة من حيث الإصابات قاربت الـ700 إصابة، وافتتح فيها 12 مركز للإيواء.

وفي محافظة طرطوس، وصل عدد الإصابات إلى 27، وبلغ عدد المباني المنهارة في المحافظات السابقة  139 مبنى، وعدد الوفيات 430، وعدد الإصابات 1315، ومراكز الإيواء 34 مركزاً.

أضرار الزلزال تطال مواقع أثرية سورية

وأفادت المديرية العامة للآثار والمتاحف بأنّ التقارير الأولية الواردة من بعض المحافظات أشارت إلى وقوع أضرار طالت بعض المواقع الأثرية نتيجة الهزة الأرضية فجر الاثنين.

وذكرت المديرية، في بيان لها، أنّ "قلعة حلب تعرضت لأضرار طفيفة ومتوسطة، منها سقوط أجزاء من الطاحونة العثمانية، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية، كما سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة، وسقطت أجزاء من الحجارة، منها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار".

وذكر البيان أنّ بعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض تعرّض للضرر، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطني في حلب"، متابعاً: "تنتظر المديرية العامة للآثار والمتاحف مزيداً من المعلومات الدقيقة خلال الساعات المقبلة عن حالة الكثير من المواقع في أغلب المحافظات".

ووفقاً للبيان، فقد تعرض حي العقبة التاريخي المتاخم لسور المدينة الغربي لأضرار وانهيارات، وهو غير بعيد عن باب أنطاكية. كذلك الأمر في حي الجلوم التاريخي، إذ حدثت أضرار بالغة، منها سقوط أسقف غمس وجدران وأجزاء من واجهات.

 وتأثرت مبانٍ تاريخية في محافظة حماه، ما أدى إلى سقوط أجزاء من بعض الواجهات التاريخية، ومنها سقوط واجهة عقار تاريخي أثري على ارتفاع طابقين من شريحة الجلاء، وحدوث تشققات وتصدعات في واجهات وجدران مبانٍ أخرى تاريخية.

وفي بانياس، وردت معلومات عن تضرر بعض المباني داخل قلعة المرقب بنحو طفيف ومتوسط، منها سقوط أجزاء من حجارة بعض الجدران أو واجهات المباني، وسقوط كتلة من برج دائري في الجهة الشمالية.

وذكر البيان أنّه حتى تاريخه لم يصل من مدينة حمص معلومات دقيقة عن أي أضرار في المواقع الأثرية والتاريخية، وكذلك مدينة تدمر الأثرية، والمعلوم حتى الآن أن مآذن الجامع الكبير في القصير سقطت بالكامل.

وفي مناطق المجموعات المسلّحة، مدن حارم وسرمدا وأطمة والدانا وترمانين شمال إدلب، الأكثر تضرراً من الزلزال الذي أدى إلى انهيار عشرات الأبنية بشكل كامل فوق قاطينها، ما أدى وفق حصيلة أولية بحسب مصادر طبية إلى وفاة أكثر من 400 شخص وإصابة المئات مع استمرار  أعمال رفع الأنقاض بحثاً عن ناجين.

تضامن عربي وعالمي مع ضحايا سوريا

وقدم عدد كبير من دول العالم عروض المساعدات على أنقرة ودمشق بعد الزلزال القوي الذي ضرب جنوب شرق تركيا، وامتدت اهتزازاته إلى الشمال السوري وأودى بحياة آلاف الأشخاص.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة لتجاوز آثار الزلزال الذي ضرب سوريا فجر اليوم.

وتقدّم بوتين في برقيته بخالص التعازي بالضحايا الذين سقطوا من جرّاء الزلزال، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.

بدوره، أكّد رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأسد وقوف بلاده مع سوريا وتضامنه معها من جرّاء الزلزال المدمر، وتقدم بخالص التعازي بمئات الضحايا الذين سقطوا، مؤكداً أنّ بلاده على أتمّ الاستعداد لمساعدة الشعب السوري على تجاوز آثار هذه الكارثة.

كذلك، أعربت سلطنة عمان في بيان رسمي عن تضامنها مع كل من تركيا وسوريا، وتقدمت بخالص تعازيها ومواساتها لأسر ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع جنوب تركيا، وللشعبين التركي والسوري، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.

وتقدّمت الجزائر بتعازيها الخالصة لأهالي الضحايا وحكومتي وشعبي تركيا وسوريا في إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، وخلّف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية، بحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج.

وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في بيانٍ: "أجرينا اتصالات سريعة ومتتالية بوزيري النقل والصحة السوريين، ناقلين إليهما التعازي باسم رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ومجلس الوزراء، ومؤكدين أن لبنان دولةً وشعباً على أتم الاستعداد لتقديم كل المساعدات الممكنة، وضمن الإمكانيات المتاحة، في كل ما تطلبه الدولة السورية لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب الليلة الماضية شمالها ومناطق ودولاً أخرى أيضاً".

وأصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً قالت فيه إن دمشق تعرب عن شكرها للدول والمنظمات التي تضامنت مع سوريا وشعبها، وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة.

وناشدت الخارجية السورية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ووكالاتها وصناديقها المختصة مساعدة دمشق في مواجهة الزلزال المدمر.

من جهته، قال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن بلاده مستعدة لتقديم التسهيلات للمنظمات الأممية في سبيل تقديم المساعدات التي يحتاجها المواطنون المتضررون.

كما ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الدولية دعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية.

وأصدر أهالي الجولان المحتل بياناً، قالوا فيه: "نشاطر أبناء وطننا مصابهم الأليم على إثر الزلزال الذي ضرب محافظات الوطن وكانت نتائجه كارثية".