قصف صاروخي يستهدف قواعد التحالف الأميركي في شرقي سوريا

الرأي الثالث - وكالات

 لم يمضِ وقت قصير على إعلان الولايات المتحدة اختراق الطائرات الروسية - أكثر من 20 مرّة - الأجواء فوق «قاعدة التنف»، وتالياً انتهاك اتّفاق غير معلَن بين البلدَين في سوريا، حتى تعرّضت قاعدة «التحالف الدولي» في خراب الجير في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، لاستهداف صاروخي، أَوقع خسائر بشرية في صفوف الأميركيين، للمرّة الأولى منذ بدء «المقاومة الشعبية» باستهداف القواعد الأميركية غير الشرعية في البلاد، في حزيران عام 2021.

وفيما كانت الطائرات الروسية تواصل عمليّات الرصد والمراقبة في أجواء منطقة الـ55 كلم و«قاعدة التنف»، نجحت إحدى الطائرات المسيّرة ، في استهداف «قاعدة ومطار خراب الجير» في ريف اليعربية، بعدد من الصواريخ، وهو ما خلّف خسائر بشرية ومادية فيها.

إلى ذلك أفادت مصادر مطلعة، مساء اليوم الجمعة، بوقوع قصف صاروخي استهدف قاعدتي التحالف الأميركي في حقلي كونيكو والعمر، شرقي نهر الفرات، في ريف دير الزور.

وأضافت المصادر أن هناك تحليقاً مكثفاً للطيران المروحي الأميركي فوق حقل كونيكو، شرقي نهر الفرات في سوريا.

وقالت مصادر أخري أن القواعد الأميركية في سوريا على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات تعرضت لعدة ضربات صاروخية توزعت على الشكل التالي: 
- قواعد حقل العمر 4 صواريخ.
- قواعد حقل كونيكو 8 صواريخ.
- قاعدة الشدادي 1 صاروخ.
- بالإضافة إلى 5 مسيرات.

كما تعرض مطار الشدادي العسكري للقصف وتشير الأخبار الأولية لوجود قتلى بين جنود الاحتلال الأمريكي.

بالتزامن، أكدت مصادر سقوط عدد من الصواريخ على قاعدة الاحتلال الأميركي في حقل غاز كونيكو، من دون معلومات عن حجم الخسائر، مضيفةً أن القصف على قاعدة كونيكو تم بثمانية صواريخ، سقطت في القاعدة ومحيطها.

وقالت مصادر محلية في محيط قاعدة حقل العمر النفطي، في دير الزور، لـ "سبوتنيك"، إن ألسنة اللهب تتصاعد من داخل قاعدة الجيش الأميركي ضمن الحقل (المنطقة الخضراء) وسط استنفار كبير لقوات الاحتلال الأميركي وطيرانه الحربي وطيرانه الاستطلاعي فوق القاعدة، وفي محيطها.

وقالت المصادر إن أصوات الانفجارات هزت أرجاء المنطقة المحيطة بقاعدة كونيكو من جراء القصف الصاروخي، مع تصاعد أعمدة الدخان من داخلها.

وتابعت المصادر المحلية أنه "لا توجد معلومات دقيقة بشأن الخسائر في صفوف الجنود الأميركيين داخل قاعدتي العمر وكونيكو، وسط سماع دوي صفّارات الإنذار، تزامناً مع تحليق للطائرات الحربية والاستطلاعية الأميركية".

وتعليقاً على هذه الضربات، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أوتاوا أنّ الولايات المتّحدة "لا تسعى إلى صراع مع إيران".

وفجر اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ("البنتاغون") أنّ قواتها شنّت غارات جوية في سوريا، "رداً" على هجومٍ "قاتل" عبر طائرات مسيّرة.

وقال "البنتاغون" إنّ طائرة من دون طيار أسفرت عن مقتل أميركيّ وإصابة 6 آخرين، في قاعدة للتحالف قرب الحسكة، شمالي شرقي سوريا، عند الساعة الـ1:38 مساءً بالتوقيت المحلي.

وعلّق مصدر مسؤول من المستشارين الإيرانيين في سوريا، على الاعتداء الأميركي على دير الزور، ليل الخميس -الجمعة، قائلاً إنّ "الأهداف التي تمّت مهاجمتها هي عبارة عن مخازن تغذية ومراكز خدمات"، وأنّه "نتيجة لهذا الاعتداء، سقط 7 قتلي و7 جرحى من الأبرياء، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يقومون بخدمة أهلهم في تلك المنطقة".

وحذّر المصدر الاحتلال الأميركي، قائلاً: "إننا نملك اليد الطولى، ولدينا القدرة على الردّ في حال تمّ استهداف مراكزنا وقواتنا على الأراضي السورية، ولن يكون انتقامنا سهلاً وبعيداً".

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم الجمعة، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن الدفاعات الجوية "لم تكن تعمل بكامل طاقتها" قبل الضربة، التي تعرَّضت لها قاعدة عسكرية في سوريا، ليل الخميس الجمعة.

ولم يتضح، بحسب الصحيفة، سبب عدم تشغيل النظام بصورة كاملة، وما الفارق الذي أحدثه هذا النظام في الدفاع عن القاعدة.

وترفض سوريا وجود القوات الأميركية في أراضيها، وتصفه بـالاحتلال. وطالبت أكثر من مرّة بخروج تلك القوات.

وكان مصدر مطلع في سوريا أفاد بأنّ غاراتٍ جويّة استهدفت مركز التنمية الريفية ومركز الحبوب قرب مطار ‎دير الزور العسكري.

وفي 9 آذار/مارس الجاري، رفض أعضاء مجلس النواب الأميركي، خلال عملية تصويت على مشروع قرار قدّمه النائب الجمهوري مات غويتز، انسحاب قوات الولايات المتحدة من سوريا.

وقدّم غويتز مشروع القرار الذي يشير إلى أنّ عدد القوات الأميركية في أراضي سوريا بلغ 900 شخص، في شباط/فبراير الماضي.