انقطاع الرواتب وتردي الخدمات يؤججان السخط ضدالحوثيين

 شنّ سياسيون وبرلمانيون وناشطون يمنيون حملات انتقاد، استهجنت استمرار تجاهل سلطة الحوثي لمطالب الموظفين العموميين بصرف الرواتب وتوفير الخدمات، والقضاء على الفساد والعبث ونهب الأموال.

ويتهم اليمنيون قادة المليشيات الحوثية بمواصلة نهب ومصادرة عائدات كثير من المؤسسات التي تخضع لسيطرتهم، والتي تصل إلى ملايين الدولارات، ما يجعلها قادرة في أي وقت على صرف الرواتب.

وكان اليمنيون والناشطون اتهموا حركة الحوثي عبر منصات التواصل الاجتماعي، بانتهاج سياسة تتيح لقادتها ومشرفيها، إذلال السكان الخاضعين لها، حتى وإن كانوا من الموالين لها، من دون أن تطالهم أي عقوبة، وذلك ضمن سعيها لإرهاب السكان.

ويبدي الناشط اليمني نائف عوض استغرابه من كون «سلطة الحوثي أصبحت الممثل الشرعي للجبايات، وفي الوقت نفسه تتنصل من مسؤولياتها تجاه من تحكمهم... وهذا الأمر لم يكن ليحدث على مر العصور».

ويقترح عوض على الحوثيين، من باب السخرية، «أن تطلق على وزارة المالية الخاضعة لسيطرتها أسم (وزارة الجبايات الإيمانية)، كون اسم المالية معناه أن أموال الشعب اليمني أخذ وعطاء».

بدوره، طالب الناشط اليمني محمد عودين، سلطة الحوثيين بـ«الخجل والرحيل لأنها سلطة عاجزة، ترى أن صرف الرواتب ليس من واجباتها ومسؤولياتها»، مضيفاً أن الشعب اليمني لم يعد اليوم بمقدوره الصبر أكثر.

وتأتي هذه الانتقادات للجماعة، بالتوازي مع استمرار تصاعد الغليان في مناطق سيطرتها، جراء غياب أبسط الخدمات واتساع رقعة الجوع والفقر والبطالة وغلاء الأسعار، وظهور مزيد من الأزمات مع عدم صرف الرواتب، وتنصل حركة الحوثي من مسؤوليتها رغم الإيرادات الضخمة التي تجبيها.

في السياق نفسه، شنّ النائب في البرلمان الخاضع للحوثيين بصنعاء، أحمد سيف حاشد، هجوماً شديد اللهجة على سلطة الحوثي، متهماً إياها بـ«ممارسة الانتهازية السياسية على نحو دؤوب، تحديداً ما يخص قضايا الأوطان والشعوب، حيث لا توجد مصيبة وقعت على رؤوس الشعب اليمني أو الشعوب الأخرى، إلا واستفادت منها خدمة لمشروعها الخاص، وعلى حساب وطن يجري تفكيكه وتمزيقه على نحو ممنهج وحثيث لصالح أنانيات مفرطة»؛ على حد تعبيره.

ومن خلال سلسلة تغريدات حديثة له بمنصة «إكس»، عدّ حاشد، «أن الثقة الزائدة لدى سلطة الحوثيين بممارسة انتهاكاتها وتعاليها ضد المواطنين اليمنيين، قد تعجل بسقوطها الوشيك».

استخفاف بالمظالم

في حين أشار النائب البرلماني حاشد، إلى «أن على حركة الحوثي أن تعي جيداً أن الاستخفاف بالمظالم التي تكبر وتتسع، والاستهتار بالعدالة والسخرية منها، حتماً سيؤدي كل ذلك إلى أن يقول التاريخ كلمته ضدها».

يدوره، يؤكد أكاديمي يمني «أن الشعب اليمني بات اليوم بحاجة ماسة إلى رئيس يتولى مسؤوليته بكل جدارة».

وأضاف الأكاديمي في «جامعة عمران» عبد السلام الكبسي في تغريدة على منصة «إكس»، أن الشعب اليمني «يريد رئيساً أو مسؤولاً، يقول لهم: لن أشبع حتى يشبع الشعب، ولن آمن حتى يأمن الشعب، ولن ترى عيني النوم حتى تُرفع كل المظالم».

من جهته، يؤكد السفير والبرلماني اليمني السابق فيصل أمين أبو راس أن «العقلية السائدة التي تحكم سلطة صنعاء هي عقلية الغزو، وذلك نتيجة لغياب الدستور والنظام والقانون».

ونشر تغريدة على منصة «إكس» قال فيها: «إنه لا فساد ولا جباية ولا إيمان إلا في ظل مؤسسات تحاسب وتنظم المجتمع، ودولة يحكمها دستور ونظام وقانون، وهذا غائب».

وسبق أن اتهمت الحكومة اليمنية في وقت سابق الجماعة الحوثية، بأنها «تحاول مراراً إغراق وسائل الإعلام، وإلهاء الرأي العام بالحملات الإلكترونية والأكاذيب حول ملف المرتبات؛ للتغطية على حقيقة أن انقلابها الغاشم على الدولة هو ما أدى إلى وقف صرفها، وأنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن إجهاض كل الحلول والمبادرات لإعادة انتظام صرفها».