جماعة الحوثي تحتجز أرصدة أكبر شركتين في صناعة الأدوية في اليمن

 أقدمت جماعة الحوثي على حجز أرصدة شركتين دوائيتين وعدد من مسؤوليهما، بعد أيام من سيطرتها على مقرات ومباني الشركتين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
 
وأصدرت الجماعة تعميما إلى البنوك في مناطق سيطرتها بحجز وتجميد كافة أرصدة وحسابات الشركة الدوائية الحديثة والشركة العالمية لصناعة الأدوية، إضافة إلى عشرة من مسؤولي الشركتين.
 
وفي وقت سابق اختطفت الجماعة سبعة من قيادات الشركتين، اللتين يعمل فيهما أكثر من ألف موظف، وتنتجان أكثر من خمسمائة صنف من الأدوية.

وقال مصدر في "الشركة الدوائية الحديثة" و"الشركة العالمية لصناعة الأدوية" إن ميليشيا الحوثي أوقفت كافة الحسابات الشخصية للعاملين في الشركتين لدى مصرف الكريمي بناءً على توجيهات الحارس القضائي الذي وضع يده عليهما.

وأضاف المصدر أن الشركتين تقومان بإنزال رواتب موظفيهما كل نصف شهر إلى حساباتهم في مصرف الكريمي، وقد قامت الميليشيا مؤخراً بإيقاف وتجميد كافة حسابات الموظفين في الكريمي.

وأوضح المصدر أن "هذه الخطوة تأتي في ظل محاولة العصابة المسلحة استكمال الاستيلاء على الشركتين، وإعادة تشغيلهما تحت سيطرتها الكاملة. ولضمان ذلك، اختارت العصابة أن تكون أولى خطواتها تهديد الموظفين برواتبهم، وربط تصرفاتها الإجرامية بمعيشة موظفي الشركتين".

وأشار المصدر إلى استمرار سلسلة الاعتقالات الهمجية التي يقوم بها الحارس القضائي وعصابته المسلحة، إذ أقدمت الميليشيا مؤخراً على اختطاف عبد الرقيب الهجري، رئيس قسم الحسابات في الشركة العالمية، من منزله عشية عيد الأضحى.

وأكد المصدر أن الميليشيا تستكمل الاستيلاء على الشركتين وتهديد الموظفين لاستغلالهم بشكل غير قانوني للاعتراف أو القيام ببعض العمليات المالية التي تتيح لها بناء قضايا ذات شكل قانوني معتبر ضد الشركتين.

وأشار المصدر ذاته إلى أن الهجوم على الشركتين والاستيلاء عليهما "تم بشكل إجرامي صرف ودون مراعاة لأي قانون أو دستور". واستدرك قائلاً: "وبغرض إضفاء الشكل القانوني على سلسلة الجرائم التي ارتكبت بحق الشركتين والعاملين فيهما، أضافت العصابة رئيس قسم الحسابات إلى قائمة المعتقلين لديها، كي تستطيع تحت التهديد وباستخدام أساليب التعذيب المختلفة الحصول على ما يمكنها من شرعنة ما قامت به".

وفي 9 يونيو الجاري، اقتحم الحوثيون مقري الشركتين في صنعاء والمصانع التابعة لهما، واحتجزوا ثمانية مدراء ما يزال ستة منهم قيد الاحتجاز، في أحدث واقعة استيلاء على ممتلكات خاصة من قبل ما يسمى الحارس القضائي التابع للجماعة.

وقال مصدر في الشركتين يوم الخميس إن "الميليشيا سعت خلال عملية الاقتحام إلى السيطرة على أنظمة الشركتين والوصول إلى التفاصيل المالية والإدارية لهما، مع التركيز على اختطاف مدراء ذوي صلة بالمعلومات".

وما يزال المختطفون رهن الاحتجاز هم: د. فهيم الخليدي (نائب المدير العام)، عبد الله شرف (مدير المبيعات)، مختار المخلافي (مدير الموارد البشرية)، عبد الخالق الغولي (مدير النظام)، د. صفوان الأغبري (مدير البحث والتطوير)، وعبد المجيد قشنون (مدير الصيانة)، إضافة إلى رئيس قسم الحسابات في الشركة العالمية والمختطف عشية عيد الأضحى.

الميليشيا التي تخطط للاستيلاء على الشركتين سبق أن اقتحمت مقراتهما واستجوبت العاملين بهما عدة مرات في السنوات الماضية، قبل أن تبدأ تنفيذ مخططها العملي مؤخراً، مستغلة التصعيد في البحر الأحمر والحملات الممنهجة التي تقودها أجنحة الجماعة الأمنية والعسكرية والاستخبارية بحق منظمات وعاملين سابقين وحاليين في الوكالات الدولية والبعثات الدبلوماسية، من بينها منظمات تابعة للأمم المتحدة، والوكالة الأمريكية للتنمية.

يُذكر أن ميليشيا الحوثي أنشأت نظام "الحارس القضائي" في عام 2017 لإدارة أموال وممتلكات رجال الأعمال والشخصيات السياسية غير المنتمية للجماعة، واستحوذت على العشرات من الشركات الخاصة بهذه الطريقة خلال السنوات الماضية.
 
وكانت الجماعة قد أقدمت قبل أيام على وضع يدها على تلك الشركتين الدوائية في البلاد؛ بحجة أن هناك مساهمين يعارضون توجهاتها ولم تكن تحصل على أرباحهم طوال السنوات السابقة، حيث قامت باعتقال ثمانية من مديري الشركتين، وعيّنت أحد أتباعها حارساً قضائياً.