فتح سفارة اليمن في دمشق بعد أعوام من سيطرة الحوثيين
الرأي الثالث
شهد مبنى السفارة اليمنية في العاصمة السورية دمشق، اليوم السبت، مراسم رفع العلم اليمني، ايذانا بإعادة إفتتاح السفارة ومزاولة مهامها.
حيث أن الوفد اليمني الزائر لدمشق برئاسة السفير عبدالله الدعيس، ومعه، القائم بأعمال السفارة اليمنية بالنيابة في دمشق، المستشار محمد بعكر، قاموا برفع علم الجمهورية اليمنية على سارية السفارة.
وتخلل الحفل عزف النشيد الوطني وإلقاء كلمات ترحيبية، أكدت على دلالة ورمزية هذه اللحظة التاريخية، والتأكيد على العلاقات والاواصر التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين، والتطلع نحو مرحلة جديدة من التعاون في مختلف المجالات.
وعبر مدير ادارة الوطن العربي بوزارة الخارجية السورية، محسن مهباش، عن سعادته بمشاركة هذا الحدث التاريخي الهام في مسيرة البلدين، مشيرا الى الروابط الاخوية التي تجمع البلدين،
مؤكداً ان تعليمات القيادة السورية تقضي ببذل كافة الجهود اللازمة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.
وأعلنت وزارة الخارجية اليمنية، الجمعة، استئناف عمل السفارة اليمنية في سوريا، اعتباراً من غد الأحد المقبل، عقب تسعة أعوام من سيطرة ميليشيات الحوثي خلال عهد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأكدت وزارة الخارجية اليمنية أن "عودة السفارة لمزاولة مهامها بعدما سيطرت الميليشيات الحوثية عليها منذ عام 2016، بدعم من النظام السوري السابق، تمثل لحظة تاريخية ودبلوماسية فارقة في علاقات البلدين والشعبين الشقيقين، ورمزية بالغة الدلالة على حضور الدولة ومؤسساتها الشرعية واندثار المشاريع الضلالية والتخريبية".
"مرحلة جديدة"
وفي إطار تعافي العلاقات الدبلوماسية العربية ـ السورية، أوضحت الخارجية اليمنية في بيان أنه "تم تكليف المستشار محمد عزي بعكر قائماً بالأعمال بالنيابة"،
وقالت "إن قرار إعادة افتتاح السفارة يأتي تنفيذاً لتوجيهات وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني ونظيره السوري أسعد الشيباني".
وكانت الحكومة اليمنية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد عام 2012 في إطار تأزم المواقف العربية مع نظامه، وعقب انقلاب الحوثي على الدولة عام 2014، أرسلت الجماعة المدعومة من إيران بعثة دبلوماسية لدى دمشق كما هي الحال بوفد مماثل لها لدى طهران.
وعبرت الوزارة عن تطلعها من خلال إعادة افتتاح السفارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الجمهورية اليمنية والجمهورية العربية السورية، وأن يمثل ذلك مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وتتركز علاقات اليمن بسوريا في عدد من المجالات كالتبادل الثقافي والتجاري، وتسببت الأزمة العاصفة التي عاناها البلدان أكثر من 10 أعوام في تجميد العلاقات الثنائية والأنشطة المتبادلة.
خسارة حوثية
وفي عام 2015 سلم النظام السوري مبنى السفارة اليمنية في دمشق إلى ممثلي جماعة الحوثي المنضوية معه في إطار ما يسمى "محور المقاومة" التابع للنظام الإيراني، مما أدى إلى توقف نشاط البعثة الدبلوماسية الرسمية.
وعينت الميليشيات الإعلامي عبدالله صبري سفيراً لها في دمشق عام 2020، خلفاً لنايف القانص الذي عينته مطلع مارس (آذار) 2016 إلى جانب إبراهيم الديلمي، سفيرها لدى طهران.
وفعلياً تسلم الوفد الحوثي مبنى السفارة اليمنية في دمشق عام 2015، فرفضته الحكومة اليمنية حينها واعتبرته "مخالفاً للمواثيق والأعراف الدولية والدبلوماسية".
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023 طرد نظام الأسد بعثة الحوثيين عقب مشاورات أجرتها الحكومة اليمنية ممثلة بوزير الخارجية السابق أحمد بن مبارك الذي أعلن يومها لـ"اندبندنت عربية" تسلم حكومته مبنى سفارتها لدى دمشق، بعد إشعار ممثل الحوثيين بتسليم المبنى والمغادرة.
وطوال فترة وجودها في دمشق، كرست البعثة الحوثية جهودها للترويج لمشروعها الطائفي في اليمن والتنسيق مع باقي الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية لتلقي الدعم المالي والأسلحة والخبراء.