Logo

قتل مصلين في مسجد بالبيضاء يُجسّد المأساة الإنسانية والأمنية

الرأي الثالث 

أثارت حادثة إطلاق نار على مصلين داخل مسجد بمحافظة البيضاء وسط اليمن استياء كبيرا وتساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ترك السلاح في أيدي الناس خاصة إذا كانوا يعانون من أزمات نفسية.
 
الحادثة المأساوية التي هزّت المجتمع اليمني، وقعت عندما أقدم مسلح على إطلاق الرصاص داخل أحد المساجد، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين، وأثار مخاوف واسعة بشأن تدهور الوضع الأمني في البلاد.
 
ووقعت الحادثة في قرية قرن الأسد، بمديرية العرش بمحافظة البيضاء وسط اليمن، حيث أقتحم مسلح مسجد القرية، بعد صلاة المغرب وكان الناس يؤدون تكبيرات العيد، ففتح النار على المصلين بشكل عشوائي.
 
وتداول ناشطون يمنيون ووسائل إعلام محلية مشاهد توافد الناس إلى أحد مستشفيات مدينة رداع بعد عملية إطلاق النار، فيما قالت تقارير محلية إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر من بينهم إصابات حرجة.
 
بينما ذكر مصدر في صنعاء أن 12 شخصا لقوا مصرعهم في هذه الحادثة.
 
أما عن الأسباب التي دفعت الرجل لارتكاب هذه الجريمة المروعة،  فتقول وسائل إعلام يمنية إنه يُعتقد أنه مختل عقليا، ومصاب بأمراض نفسية، 

مشيرة إلى أن حوادث مشابهة تكررت في السنوات الأخيرة بمناطق متفرقة من البلاد، وسط تفاقم الأوضاع المعيشية والنفسية للسكان نتيجة الحرب المستمرة منذ حوالي 10 سنوات.
 
وكانت منظمة العمل ضد الجوع الإنسانية الدولية، قد ذكرت في تقرير لها صدر العام الماضي، أن أكثر من 8 ملايين يمني، يواجهون اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة والانفصام.

وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إن ما شهدته محافظة البيضاء من جريمة إطلاق النار العشوائي داخل مسجد "حمة عكوس" في قرية قرن الأسد بمديرية العرش في مدينة رداع، يجسد بشكل صارخ حجم المأساة الإنسانية والأمنية التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
 
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في بيان نشره على منصة (إكس) إن "هذه الجريمة تمثل نتيجة طبيعية لسياسات ممنهجة تعتمدها جماعة الحوثي، فهي لا تكتفي بقتل اليمنيين عمدا بالقصف والقنص في المدن والأحياء السكنية، والتصفية الجسدية في المعتقلات غير القانونية، بل تمارس أيضا قتلا بطيئا عبر سياسة التجويع والإفقار الممنهجة، ونشر الفوضى الأمنية، وتغذية الفكر المتطرف والتحريض على الكراهية".
 
وأضاف "لقد خلقت مليشيا الحوثي بيئة خصبة للانفلات الأمني، وكرست السلاح كأداة لترسيخ انقلابها الغاشم، ونشرت السلاح والقنابل بين أيدي الأفراد، وغضت الطرف عن تفاقم الأوضاع النفسية والمعيشية للسكان، وهو ما يمثل قنبلة موقوتة تهدد كل بيت يمني". 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، توالت التغريدات والتعليقات على حادثة إطلاق النار داخل مسجد، رصدت بعضها حلقة (2025/6/8) من برنامج "شبكات".
 
ويقول أبو وضاح في تعليقه "الخطأ عند الذي أعطاه السلاح وهو عارف أنه يعاني من حالة نفسية ويحتاج الذهاب إلى المصحة".
 
وجاء في حساب أمواج "أصبح دم اليمني رخيص لهذه الدرجة وأرواحهم، تزهق كل يوم بدون سبب".
 
أما أحمد فذهب بدوره للحديث عن مؤامرة تخطَّط ضد المساجد وقال "هناك مؤامرة كبيرة على المساجد، حتى لا يدخلها الناسّ"، ويتساءل أبو سالم قائلا "كيف مجنون يحمل سلاح؟ اعملوا ممنوع حمل السلاح".
 
ويذكر أن وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين قالت إنه تم القبض على المتهم بإطلاق النار على المصلين، وإن الأجهزة الأمنية باشرت بالتحقيق في الحادثة.

وتداول ناشطون يمنيون ووسائل إعلام محلية مشاهد توافد الناس إلى أحد مستشفيات مدينة رداع بعد عملية إطلاق النار، فيما قالت تقارير محلية إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر من بينهم إصابات حرجة.
 
مع العلم أن اليمن يأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في انتشار السلاح بأيدي المدنيين، بواقع 52 قطعة سلاح لكل 100 مواطن، وفقًا لتقرير الأسلحة الصغيرة، المختص برصد انتشار الأسلحة الصغيرة في مختلف دول العالم.