جماعة الحوثي تشن حملة اعتقالات في صنعاء واب طالت نشطاء و مواطنين
أقدمت عناصر أمنية تابعة لجماعة الحوثي، يوم أمس الاثنين، على اعتقال الكاتب والشاعر أوراس الإرياني أثناء خروجه من منزله متجهًا إلى البقالة وقت المغرب، قبل أن ينقطع تواصله ويختفي أثره.
وقال مقربون من الإرياني إن آخر اتصال معه جرى عند خروجه، مرجحين أن اعتقاله تم في الطريق.
وأثار اعتقال الإرياني موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ندّد ناشطون بممارسات الاختطاف والإخفاء القسري التي تنتهجها جماعة الحوثي ضد معارضيها، دون مراعاة للإجراءات القانونية أو لظروف أسرته وأطفاله.
واستغرب أصدقاء الإرياني هذه الخطوة، مؤكدين أنه لا ينتمي لأي تيار أو حزب سياسي، ولم يتبنَّ مواقف معارضة صريحة، باستثناء بعض المنشورات الساخرة.
وقال مصدر قريب من الشاعر أوراس الإرياني إنه اختفى ليلة أمس بعد أن أخبر زوجته أنه سيخرج للبقالة المجاورة حيث يسكن في أحد أحياء منطقة سعوان لشراء بعض الأشياء".
وأضاف المصدر أنه بعد مرور ربع ساعة من خروجه انتاب القلق زوجته التي اتصلت به مراراً ولكن الهاتف يرن ولا أحد يرد، قبل أن يتم إغلاق الهاتف تماماً لاحقاً.
وقال المصدر، بعد مضي ساعات على اختفائه، تواصلنا بكل المستشفيات في صنعاء وأقسام الشرطة للبحث عنه ولكنهم قالوا إنه غير موجود.
ولم يعرف على وجه الدقة أين اختفى الشاعر الإرياني، لكن أسرته والوسط الثقافي يحملون الحوثيين المسؤولية عن سلامته.
وخلال الأيام الماضية شنت جماعة الحوثي اختطافات طالت مواطنين ونشطاء في همدان ومناطق أخرى خاضعة للجماعة، بعد دعوات للإحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر التي أطاحت بالنظام الإمامي البائد.
ويوم امس أكد القاضي عبدالوهاب قطران أن حملة اعتقالات واسعة شنتها القوات الأمنية التابعة لجماعة الحوثي منذ فجر اليوم على عدد من قرى مديرية همدان
واعتقلت عددا من أبنائها على خلفية توشحهم بالعلم الوطني في حالات "الواتس" و"الفيسبوك"، وتضامنهم مع ابن منطقتهم المعتقل منذ عشرة أيام جميل شريان، متهما جماعة الحوثي بأنها هي التي تشعل التوتر وتستفز الناس بتصرفات لا مسؤولة ولا داعي لها، حسب تعبيره.
وقال قطران في منشور على منصة إكس رصدته "النقار": "منذ ساعات الصباح الأولى، جابت الأطقم الأمنية المسلحة قرى قبيلة همدان، لتختطف عددًا من أبنائها لمجرّد أنهم توشّحوا بالعلم الوطني في حالات الواتس والفيسبوك، وتضامنًا مع ابن همدان المعتقل منذ عشرة أيام، جميل شريان".
وأضاف أنه "تم اعتقال أربعة من قرية الجاهلية: وهم عارف محمد قطران، وعبدالسلام عارف قطران، وحميد عبدالوهاب الأسد، ومحمد عبده شريان (ابن أخ جميل شريان)، ثم اتجهت الأطقم إلى قرية الحقّة وأدعة همدان واعتقلت يحيى راشد المعافا،
وتوجّهت أطقم أخرى إلى قرى علو همدان: أبلس والغرزة، وعدة قرى لاعتقال آخرين لم تُعرف أسماؤهم حتى اللحظة".
وتابع متسائلا: "أيّ جنون هذا؟! أيُعقل أن يختطف المواطنون في ٢١ سبتمبر، يوم احتفالكم بالذكرى الـ١١ لاستيلائكم على السلطة بصنعاء، فقط لأنهم أرادوا الاحتفاء بثورتهم الأم،
ثورة الشعب، ٢٦ سبتمبر، ولأنهم نَووا رفع العلم الوطني؟! هل صار الاحتفاء بثورة سبتمبر جريمة؟! هل صار رفع العلم الوطني تهمة لا تُغتفر؟".
وخاطب قطران جماعة الحوثي بالقول:"قبل أيام فقط، ملأتم صور بروفايلاتكم بموقع اكس وفيسبوك بالعلم الوطني، فهل كان ذلك مجرّد فخ لاستدراج الناس؟ لمصلحة من يُراد توتير الوضع وإرهاب الناس واعتقالهم بسبب نواياهم الاحتفاء بثورتهم؟.
ألا يكفي ما يعيشه اليمنيون من احتقان؟"، مهتتما بالقول: "أنتم من يُشعل التوتر ويستفز الناس بتصرفات لا مسؤولة ولا داعي لها".
هذا وتوسّع جماعة الحوثي من دائرة الاعتقالات مع اقتراب ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر، إذ تشهد هذه المناسبة سنويًا حملات تطال نشطاء وصحفيين، وحتى محتفلين ورافعين للأعلام.
ومنذ نحو شهرين ارتفعت وتيرة الاعتقالات في صنعاء واب وطالت نشطاء حقوقيين وأكاديميين وصحافيين ومعلمين وأطباء بشكل كبير، وسط صمت من المنظمات الحقوقية التي تمارس نشاطها من صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.