الحوثيين يردون على من يهاجمهم ''مشكلتكم مع الله وتوجيهاته"

عممت حركة الحوثي على جميع المصالح الحكومية اليمنية الخاضعة لها مدونة سلوك للموظفين وصفت بأنها «صك عبودية»، ورأي فيها مراقبون وصحافيون انقلاباً على القوانين الإدارية والدستور ولغة العصر.

وتلزم المدونة التي لقيت رفضا وسخرية في أوساط الشارع اليمني، الموظفين بالتعهد خطيا بأنهم يعترفون بالحق الإلهي للحوثي في حكم اليمن، وبأنهم يلتزمون بحضور الدورات الطائفية، وبعدم انتقاد سلطة الميليشيات، وفي حال عدم الالتزام بتلك التعليمات يتم فصل الموظف من الخدمة نهائياً.

ووفق الوثيقة التي أطلقت عليها الحركة اسم مدونة السلوك الوظيفي فإن جميع العاملين في جهاز الخدمة المدنية ملزمون بالتوقيع على الالتزام بمبدأ «الولاية»، وتبني المواقف السياسية والمذهبية للحركة الحوثية، والاشتراك في أنشطة التعبئة العامة، وحضور الدورات الطائفية التي تسميها الجماعة «الثقافية» والقيام بأي أعمال إضافية خارج أوقات الدوام مهما كلف الأمر.

وتؤكد المدونة الحوثية أن أي موظف لا يلتزم بما جاء فيها فإنه سيعرض نفسه للفصل، على الرغم من أن أغلب الموظفين لا يتسلمون رواتبهم منذ سبع سنوات .

وفي أحدث «التقليعات»التي أثارت جدلاً جديداً بحديثها عن ما يسمى "مدونة السلوك الوظيفي"، التي اعلنت عنها الحركة قبل أيام، وقالت انها ملزمة لجميع الموظفين.

قال القيادي الحوثي ضيف الله الشامي، المعين في منصب وزير للاعلام في حكومة صنعاء غير المعترف بها، في تغريدة غريبة "ان من شنوا هجوما على مدونة السلوك الوظيفي "ويقصد الرافضين لها" مشكلتهم مع الله وتوجيهاته-حد تعبيره-وليست مع انصار الله، ولذلك نتفهم انزعاجكم"!.

القيادي الآخر المدعو محمد علي الحوثي كتب" من يتساءل لماذا مدونة السلوك الوظيفي؟ اقرأ القانون اليمني ،مدونة سلوكية ولم ينفذ القانون الا الآن، (في اشارة الى هذه المسمى موجود في القانون اليمني ولم يتم تطبيقه الا الان في زمن الحوثي).

الصحفي عبدالوهاب الشرفي رد على الشامي قائلاً: "يا أستاذ ضيف الله الشامي ، بين يدي الله ليس هناك قطاع اداري !! الله عز وجل قال (وما على الرسول الا البلاغ المبين) وقال (فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب) وقال (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر) وقال وقال وقال من مرادفات هذا المعنى .. وانت جاي تاخذ تعهد والتزام خطي من عباد الله لم يوحى بأخذه لمحمد ابن عبدالله صلوات الله عليه واله ولا ادري اذا كان اوحي اليكم باخذه ؟!! . ( آلله اذن لكم ام على الله تفترون )". 

واضاف: "ليس للناس مشكلة مع الله ومشكلتهم معكم كمتحدثين عن الله ودينه و تفعلون ما لا تؤمرون و تقولون مالا تفعلون ... انتم من لكم واقعاً مشكلة مع الله ممكن لكم التغافل عنها وانتم في غلبتكم في الدنيا لكنكم، ستواجهونها لا مناص من ذلك يوم نقف بين يديه عز وجل فحالكم هو اكبر حال يمقته الله عز وجل ( كبر مقتا عندالله ان تقولوا ما لاتفعلون) ".

ومنذ أيام والجدل يحتدم في مختلف الأوساط في العاصمة صنعاء وغيرها، عن مدونة السلوك الحوثية، التي لا يرى فيها اليمنيون سوى أنها تكريس للاستبداد.

والذي يثير الغرابة، أكثر أن إصدار الحركة هذه المدونة، يأتي مع انتظار الموظفين لعودة مرتباتهم المتوقفة منذ سنوات، فبدا الأمر لكثير منهم، نوعاً من الاستغباء لليمنيين، فكيف تريد من الموظفين الالتزام بلوائح جديدة، كما أنك تربطها بوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، وفي الوقت نفسه تمنع عنهم حقوقهم القانونية والدستورية.

وعند قراءة هذه المدونة، عملت حركة الحوثي في بندها الأول على حظر نشر أي معلومة أو بيان أو وثيقة أو حتى تصريحات أو تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أي موظف بخصوص قضايا الفساد والاشكالات التي تحدث في الدوائر الحكومية.

بينما بندها الثاني والمتعلق بوسائل التواصل منع نشر أي انتقاد أو معلومات أو بيانات أو مواقف تصفها المليشيا بأنها مخالفة للإسلام أو السياسة العامة لسلطة الأمر الواقع والنظام الحوثي.

كما منعت حركة الحوثي إنشاء صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء الجهات الحكومية إلا من قبل من تعينهم الحركة وحظر استخدام أي رمز أو شعار حكومي في وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أن بنودها ومراجعها مستنبطة من ما تسمى وثيقة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة المقدمة من الحركة لحكومة صنعاء غير المعترف بها، ومن العادات والتقاليد ومدونات بعض الدول العربية، في مخالفة وانتهاك صارخ للقانون والدستور اليمني النافذ.

 وتمارس حركة الحوثي انتهاكات واسعة منذ وقت مبكر بحق الموظفين ، منها القمع وتقييد الحريات والتعسف الوظيفي والاقصاء واستبدال الكفاءات الوطنية المخلصة بعناصر سلالية وتفرض على الموظفين حضور دوراتها الطائفية مستخدمة الترهيب والتهديد بالفصل من الوظيفة.
 
ويعاني موظفو الدولة منذ أكثر من سبع سنوات من انتهاكات منها نهب حقوقهم وانقطاع المرتبات ومقاساة الفقر والعوز، في الوقت الذي تشيد قيادات حركة الحوثي العمارات والفلل الفخمة ، وتنشئ كبرى الشركات التجارية والنفطية. 

وبالرغم من الاستهجان والغضب الشعبي لمدونة الحوثي، إلا أن الحركة ماضية في إجراءاتها التعسفية ضد الموظفين، وهناك مخاوف من ارتكاب المزيد من انتهاكات الاختطافات والقمع ضد الموظفين الرافضين لهذه الوثيقة