فشل مشاورات إنهاء الأزمة اليمنية في مسقط

فشلت مشاورات التهدئة التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية في العاصمة العمانية مسقط.  

ووصلت مشاورات التهدئة إلى طريق مسدود لإنهاء الأزمة اليمنية والوصول إلى إتفاق سياسي شامل بين الأطراف.

وتعرقل سير المشاورات في مسقط، عقب فشل الوصول إلى حل بشأن ملف تبادل الأسرى والمختطفين بين أطراف الصراع باليمن.

و  ألمح وزير الخارجية ، أحمد بن مبارك - في وقت سابق - إلى فشل المفاوضات التي تجريها السعودية مع الحوثيين، متهما إياهم بالتصعيد وتجميد ملف الأسرى واستمرار منع تصدير النفط والاستيلاء على الموارد.

وقالت مصادر يمنية مطلعة، إن المشاورات توقفت، على وقع تنصل الميليشيات الحوثية عما تم الاتفاق عليه بشأن ملف الأسرى.

وأكدت المصادر أن الميليشيات الحوثية تنصلت عن أي تفاهمات واتفاقات، والتراجع عن تنفيذ التزاماتها، حيث عمدت إلى رفض الكشف عن مصير بعض المختطفين والأسرى من "السياسيين والناشطين والصحفيين"، وتنصلت عن اتفاق إطلاق الأسرى "الكل مقابل الكل".

وكانت مشاورات التهدئة اليمنية، شهدت خلال الأسابيع الماضية انفراجه في الملفات الانسانية، المتعلقة "بصرف المرتبات وإطلاق الأسرى وفتح الطرق وتوسيع الرحلات من مطار صنعاء، وفتح موانئ الحديدة أمام خطوط ملاحية جديدة"، بحسب المصادر.

بالمقابل كشف وزير في حكومة صنعاء غير المعترف بها التابعة للحوثيين، عن حدوث "توافق" في المحادثات الدائرة بين الجماعة والسعودية بوساطة عمانية، في الوقت الذي لم تعلق فيه الرياض أو الحكومة اليمنية على الأمر.

وقال وزير الدولة في حكومة الحوثيين، "عبدالعزيز البكير"، عبر "تويتر"، إنه "تم التوافق في المحادثات اليمنية السعودية بواسطة عمانية أممية وقبول مطالب صنعاء ومنها تسليم المرتبات وتمديد الهدنة".

وأضاف: "ستعلن النتيجة في قادم الأيام لتكون رداً شافياً لمن يسخر من شعبنا لانتظاره المرتبات".

وتلعب سلطنة عُمان دور وساطة بين السعودية التي تقود التحالف، والحوثيين، سعياً للتوصل إلى اتفاق لتجديد هدنة الأمم المتحدة التي استمرت في اليمن 6 أشهر منذ مطلع أبريل/نيسان الماضي، بما يمهد لحل سياسي للصراع الذي يمزق اليمن وتسبب وفق الأمم المتحدة في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وفي 11 يناير/كانون الثاني الماضي، أفاد مصدر مقرب من الحوثيين، بأن "الوساطة العُمانية تمكنت من حلحلة نقاط خلافية في الملف الإنساني، ظلت عائقاً أمام تحقيق أي تقدم بما فيها تمديد هدنة الأمم المتحدة"، بحسب ما نقلته، آنذاك، وكالة "سبوتنيك" الروسية.

ولا تعلق السعودية منذ فترة على تطورات المحادثات مع الحوثيين بوساطة عمانية، وهي المحادثات التي شهدت جولات مكوكية من مسؤولين عمانيين في صنعاء خلال الأسابيع الماضية لمحاولة حلحلة الأزمة، حيث تحظى مسقط بعلاقة جيدة مع الطرفين المتصارعين.

ويعاني اليمن حربًا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.

وازداد النزاع منذ مارس/آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.