آلاف الإصابات بمرض الملاريا جنوب غربي اليمن

الرأي الثالث  

أعلن مسؤول صحي يمني، اليوم الاثنين، تسجيل آلاف الإصابات بمرض الملاريا في محافظة تعز الواقعة جنوب غربي البلاد. 

وقال مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بالمحافظة، تيسير السامعي، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنّ مرض الملاريا يواصل انتشاره في المحافظة التي تحصي أكبر عدد سكان في اليمن، خصوصاً في المناطق الريفية.

وأوضح السامعي أنّ عدد إصابات الملاريا في محافظة تعز بلغ 4338 إصابة منذ مطلع عام 2024، من دون رصد أيّ وفاة مرتبطة بالمرض. 

وأضاف أنّ مديرية موزع، الواقعة غربي المحافظة، سجّلت أعلى نسبة مصابين بالمرض مع 1157 مصاباً، تتبعها مديرية المخا مع 867 مصاباً، وقد جاءت مديرية مقبنة في المرتبة الثالثة مع 689 مصاباً.

وأفاد مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بمحافظة تعز بأنّ الملاريا مرض طفيلي ينتقل عن طريق البعوض وسط المستنقعات والمياه المكشوفة والراكدة، 

الأمر الذي يسبّب مضاعفات خطرة تؤدّي إلى الوفاة، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات العوز المناعي الأوّلية التي تُقدَّر بأكثر من 300 نوع اضطراب. 

وهذه الحالة المرضية، بحسب مجموعة مايو كلينك الطبية البحثية، تُعرَف كذلك باسم العوز المناعي الأوّلي ومن شأنها إضعاف الجهاز المناعي وجعل الإصابة بأيّ عدوى أو مشكلة صحية أخرى أمراً أكثر احتمالاً مقارنة مع الأشخاص الذين لا يشكون من تلك الحالة.
 
ولفت السامعي إلى أنّ الملاريا من الأمراض التي باتت منسيّة في اليمن، على الرغم من خطورتها، بسبب التركيز على مكافحة أمراض أخرى وسط الواقع المعقّد في البلاد. 

ودعا المانحين والمنظمات الدولية إلى التدخّل من خلال دعم المركز الوطني لمكافحة الملاريا، خصوصاً في المناطق الريفية حيث تُسجَّل أمراض عديدة وفقر شديد.

تجدر الإشارة إلى أنّ القطاع الصحي في اليمن يواجه واحدة من أصعب المراحل في تاريخه، بسبب الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، والنقص الحاد في تمويل التدخّلات والخدمات الطبية. 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت، في وقت سابق من هذا العام، بأنّه على الرغم من الجهود المتواصلة للوقاية من الملاريا ومكافحتها في اليمن، ما زال نحو ثلثَي السكان معرّضين لخطر الإصابة بهذا المرض. 

وأضافت المنظمة أنّ بدعم من البنك الدولي، عبر مشروع رأس المال البشري الطارئ، تنفّذ تدخّلات رئيسية لتقديم نهج مخصّص لإدارة مرض الملاريا على المستوى القطري بما يتماشى مع عبء هذا المرض. 

ويشمل ذلك، بحسب الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة، بناء قدرات مراكز التنسيق الخاصة بالملاريا، وإطلاق حملات رشّ في الأماكن المغلقة بالمجتمعات المتضرّرة والمعرّضة للخطر.