فتح أهم طريق تجاري يربط صنعاء بعدن.. فما هي التداعيات؟
استقبل اليمنيون والقطاع الخاص خبر إعادة فتح أهم طريق تجاري يربط صنعاء بعدن عبر محافظة الضالع بفتور، رغم انتظارهم الطويل بفارغ الصبر فتح هذا الطرق الرئيسي المغلق بسبب الصراع في اليمن منذ 10 سنوات. تعتبر طريق عدن العند الضالع، إلى دمت من ناحية، وقعطبة باتجاه محافظة إب ومن ثم ذمار صنعاء؛ بمثابة الطريق الدولي الأول للنقل من شمالي اليمن إلى جنوبه والعكس، وهو شريان حياة يربط المناطق الاقتصادية الجنوبية بالشمالية ضمن طريق طويل معتمد دولياً يبلغ طوله حوالي 387 كيلومترا فقط.
وأعلنت السلطات المعنية في محافظة الضالع جنوبي اليمن على أثر وساطة قامت بها لجنة محلية؛ إعادة فتح الطريق لأسباب إنسانية، وذلك بعد عام من مبادرة قامت بها جماعة الحوثي بفتح هذا الطريق من طرف واحد.
وكان قرار صنعاء آنذاك قوبل بالرفض من قبل السلطات المحلية في الضالع المحسوبة بدرجة رئيسية على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، مع وصول الرفض إلى مستوى الاعتداء على اللجان المشكلة لإعادة تطبيع وإصلاح هذا الطريق تمهيداً لفتحه.
يبدي الباحث الاقتصادي عصام مقبل، استغرابه من توقيت فتح هذا الطريق الحيوي الذي تسيطر عليه تشكيلات عسكرية والتي ظلت ترفض كل المبادرات لإعادة فتحه بشتي الطرق منها العسكرية.
حتى الآن لم يصدر أي موقف عن جماعة الحوثي التي كانت قد بادرت لفتح الطريق إلى جانب طرق أخرى حيوية مثل الحوبان تعز، والأمر نفسه ينطبق على الحكومة المعترف بها دولياً في عدن التي بالمقابل لم يصدر عنها أي بيان رسمي بهذا الخصوص والذي قد يأتي في الساعات القادمة.
ويتحدث مقبل عن نقطة مهمة في هذا الخصوص عن توقيت هذه الخطوة التي يصفها كثير من المراقبين والمحللين الاقتصادية بالمثيرة للجدل بالنظر إلى كونها تأتي بعد القصف الإسرائيلي الأخير لميناء الحديدة وتهديد تل أبيب مواصلة قصفه حتى خروجه عن الخدمة.
ويرى مقبل وآخرون أن المبادرة من قبل السلطات المعنية في الضالع الآن وبشكل مفاجئ قد تكون تمهيداً لتحويل الشحن التجاري من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن والذي في كل الأحوال لن تقبله صنعاء.
في السياق، تفاوتت آراء السكان المحليين على جانبي مناطق الطرفين، فهناك من اعتبرها خطوة مهمة ستخفف الكثير من الأعباء والمعاناة التي كان يتكبدها المواطنون نتيجة استخدام طرق وعرة غير صالحة للاستخدام للتنقل بين المناطق التي فصل بينها الصراع وحولها إلى مناطق تماس بين الأطراف المتنازعة.
وعبر المواطن أنور سعيد، من سكان دمت ، عن سعادته بفتح الطريق بعد وصول الأمر إلى استخدام "الحمير" للتنقل بين المناطق التي تتبع طرفي الصراع بسبب إغلاق هذا الطريق، الذي يصفه مواطن آخر في منطقة مريس التابعة لمحافظة الضالع، بالشريان الحيوي الذي سيخفف فتحه جزءا كبير من معاناة المواطنين.
كان المسافر من دمت إلى الضالع سابقاً يقطع مسافة 40 دقيقة فقط للتنقل بينهما، بينما تسبب إغلاق الطريق باستخدام طرق فرعية وعرة يستغرق المسافر لاجتيازها حوالي 10 ساعات بعد المرور بمناطق "رداع – البيضاء - يافع – الحبيلين"، أو من خلال "إب – تعز - لحج – الضالع".
من جانبه، يؤكد سائق شاحنة نقل بضائع، حسام محمود، أن معاناة السائقين في النقل الثقيل أصبحت تفوق قدرات تحملهم، حيث لا تقتصر على بقعة معينة في اليمن، فكل خطوط السير تعاني من تدهور حالة الطرق في الأساس لكنها تزداد تفاقماً مع خطوط نقل البضائع من عدن إلى صنعاء وتعز والحديدة.
بدوره، يشيد المحلل الاقتصادي صادق علي، بفتح طريق الضالع صنعاء التي يعتبرها خطوة كبيرة بمثابة فتح الرئة الثانية لحياة اليمنيين شمالاً وجنوباً،
مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستمهد لفتح آفاق كبيره نحو بوادر سلام مجتمعي، فضلاً عن توفير جزء من المواد الاستهلاكية واحتياجات المواطنين اليمنيين الأساسية.
ويطالب القطاع الخاص منذ فترة طويلة بفتح طريق عدن باتجاه العند في الضالع، مريس جبارة إلى دمت ويريم وصولاً إلى صنعاء بعد المرور بمحافظة ذمار، وكذا فتح طريق أبين البيضاء المغلقة في "لودر" من جهة الشمال و"مكيراس" من الناحية الجنوبية، وفتح جميع الخطوط المغلقة حتى الآن.
محمد راجح