إسرائيل تستهدف ذاكرة اليمن المحفورة في جدران المتحف الوطني
ذكر تقرير لوكالة أنباء شينخوا أن المتحف الوطني في العاصمة اليمنية صنعاء لم يسلم من القصف الإسرائيلي الذي تسبب بأضرار كبيرة في مبنى المتحف، مما وضع أكثر من 75 ألف قطعة أثرية نادرة في "خطر شديد".
وأدى القصف إلى انهيار جزء من جدران وسقف المتحف وتحطم نوافذه، بحيث يمكن رؤية الأضرار من مسافة بعيدة.
ونقلت الوكالة عن أحد عناصر الأمن عند مدخل المتحف قوله إن الأضرار نجمت عن شظايا الصواريخ التي أصابت موقعا مجاورا تابعًا لجماعة الحوثي الأسبوع الماضي. وتسبب القصف في انتشار الغبار والحجارة وشظايا الصواريخ في ساحة المتحف.
الهيئة العامة للآثار في صنعاء أشارت إلى أن المتحف يضم قطعًا أثرية تعود إلى آلاف السنين، تشمل تماثيل ونقوشًا ومجوهرات يعود تاريخ الكثير منها إلى أكثر من 2600 عام.
عضو نقابة المحامين عادل اليزيدي وصف ما جرى بأنه "عمل يعد جريمة حرب"، مضيفا أن "الأضرار الواضحة التي لحقت بالمتحف الوطني تتجاوز الأهداف العسكرية المعلنة".
وزارة الثقافة دانت الضربات الجوية ووصفتها بـ"العمل العدواني"، مؤكدة أن آلاف القطع الأثرية في "خطر شديد"، وطالبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالتدخل.
رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف عباد الهيال قال إن "جميع نوافذ المتحف وبعض أسطح المبنى تضررت، إضافة إلى أضرار كبيرة في الواجهة الخلفية"، مشيرا إلى أن حجم الأضرار بالقطع الأثرية لم يُقدر بعد.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن غاراته في 10 أيلول الجاري استهدفت "موقعا عسكريا" وسط صنعاء.
بينما قالت "جماعة الحوثي " إن الضربات استهدفت مبنى يضم صحيفتي "26 أيلول" و"اليمن"، ما أدى إلى مقتل 32 صحفيا و13 مدنيا، إضافة إلى تسوية المبنى بالأرض وتضرر المتحف الوطني المجاور بشكل كبير.
الغارات جاءت ضمن حملة إسرائيلية مكثفة ضد الحوثيين، إذ كانت غارة سابقة في 28 آب قد أسفرت عن مقتل رئيس الحكومة التي شكلتها الجماعة أحمد غالب الرهوي و11 مسؤولا بارزا آخرين.
علي محمد، أستاذ التاريخ في إحدى الجامعات الخاصة، حذر من استهداف المتاحف والمواقع الأثرية، معتبرا أن ما حدث في صنعاء "من أخطر أساليب الحرب التي تهدف إلى محو الهوية الثقافية الوطنية".
المتحف الوطني، الذي تأسس عام 1971، يعد رمزا للهوية الوطنية اليمنية ومعلما ثقافيا بارزا. وكان يستقطب أعدادا كبيرة من الزوار المحليين والرحلات المدرسية قبل أن تتوقف السياحة الأجنبية منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2014.
تضرر المتحف يأتي بعد سلسلة من الغارات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على مواقع الحوثيين منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، في وقت كثفت فيه الجماعة هجماتها الصاروخية والطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية.