9 آلاف ضحية... ألغام اليمن لا تعرف الهدنة

تمثل الألغام الأرضية والمتفجرات تهديداً مباشراً على حياة المدنيين والأطفال تحديداً، وهو ما يعيشه المجتمع اليمني يومياً جراء أخطار الألغام الأرضية والفردية والعبوات الناسفة والمخادعة التي تسببت بمقتل وإصابة الآلاف بحسب تقرير المركز الأميركي للعدالة الذي أكد أن 75 في المئة من المصابين تعرضوا إلى الإعاقات الدائمة أو التشويه الملازم لهم طوال حياتهم.

ويحيي العالم بتنظيم من الأمم المتحدة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام الذي يوافق الرابع من أبريل (نيسان) كل عام، في إطار حملة بعنوان "لا يمكن تأخير الإجراءات المتعلقة بالألغام"، وسيكون الهدف الشامل هو توجيه الانتباه إلى مناطق العالم التي لم تزل ملوثة بتلك الذخائر بعد مرور سنوات عدة، إذ غيرت أجيال متعاقبة سبل معيشتها لتجنب تهديدات تلك الذخائر.

وعلى رغم الهدنة التي يشهدها اليمن والموقعة في الثاني من أبريل 2022، فإن أعداد ضحايا الألغام لا تزال مرتفعة بسبب الألغام الأرضية والفردية والألغام المخادعة التي زرعتها الميليشيات الحوثية بأشكال قريبة للطبيعة مثل الأحجار والمجسمات النباتية، ووزعتها على جنبات الطرقات وفي الحقول والمزارع والمناطق المأهولة بالسكان.

ووفقاً لمشروع رصد الأثر المدني التابع للأمم المتحدة فإن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي زرعها الحوثيون تسببت في سقوط أكثر من 9 آلاف ضحية بين المدنيين منذ بداية النزاع، وأفاد فريق الخبراء البارزين المنتهية ولايته عام 2021 في اليمن بأن الحوثيين استخدموا الألغام الأرضية المضادة للأفراد بشكل واسع مما قد يرقى إلى جرائم حرب.

ويشير آخر إحصاءات مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام الحوثية في اليمن إلى أن المركز قام منذ تأسيسه عام 2018 وحتى أبريل 2023 بنزع وإتلاف 368351 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة، وتطهير أكثر من 39 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية من الألغام الحوثية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 اتهمت خمس منظمات حقوقية عاملة في اليمن الأمم المتحدة وبرنامجها الإنمائي وبعثة "أونمها" ووكالات أخرى تابعة لها بدعم ميليشيات الحوثي في زرع الألغام، بسبب تمويلها ميليشيات الحوثي بمبالغ ضخمة لبرامج تحت تسميات نزع الألغام، ولم ترد مكاتب الأمم المتحدة على هذه الاتهامات ولا على استفسارات الصحافة بخصوصها.

وكشف التقرير الذي يحمل عنوان "دعم الموت.. شراكة في الجريمة" عن تقديم الأمم المتحدة 15 منحة مالية لجماعة الحوثي بلغ مجموعها المالي 167 مليوناً و221 ألف دولار أميركي ما بين عامي 2016 و 2022 تحت غطاء إنساني عنوانه "إزالة ومكافحة الألغام"، على رغم أن التقارير الحقوقية الدولية والإنسانية في اليمن أثبتت أن ميليشيات الحوثي هي الطرف الوحيد الذي يزرع الألغام في اليمن.

واعتبر التقرير أن المنظمات الأممية التي قدمت المنح المالية شريكة للحوثيين في "سفك دماء اليمنيين الذين يسقطون بشكل يومي بسبب الألغام".

وقال التقرير إن فرق الرصد تحققت من تقديم الأمم المتحدة وبعثتها لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) عدد 420 سيارة دفع رباعي حديثة لجماعة الحوثي بذريعة دعم جهود نزع ومكافحة الألغام، مستعرضاً النتائج العكسية للدعم الأممي للحوثيين والتي تجلت في الزيادة الطردية لكميات الألغام المزروعة من قبلهم.