في ظل الأوضاع الصعبة.. كيف أستقبل العمال اليمنيين عيد العمال؟

 يحتفل العالم كله بعيد العمال ما يصادف الأول من شهر مايو وهو اليوم الذي يعتبر احتفالا بالعمال والعاملات في كل أنحاء العالم وفي مختلف القطاعات والمرافق الحكومية والخاصة وكل من يعمل في مكان تقديرا له لكل الجهود التي يبذلها من أجل كسب لقمة العيش له والارتقاء بالعمل والنجاح في كل المهام التي يقوم بها.

ولكن واقع اليوم في معظم الدول أصبح وضع العمال فيها مؤسف ولم تعد لهم مكانة وحقوق كالسابق بسبب الأوضاع الاقتصادية التي أصبحت تمر بها معظم الدول إن لم تكن أغلبها وانعكاس الوضع السياسي على كل القطاعات الأخرى فنجد أن العمال أصبحوا هم الضحية لكل ذلك كونهم من المواطنين الذي يتجرعون ويلات الحرب وتبعاتها وكل وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي صعب تعيشه دولهم.

الحال لا يختلف كثيرا في اليمن فكل العمال اليوم لا يشعرون بهذا اليوم بسبب كل الأزمات المحيطة بهم والتي أصبحت تلازمهم في كل وقت وأصبحت جزء من حياتهم اليومية تزيدهم من ضغوطات ومن مشاكل فوق ما يعانوه من ضغط في العمل، ورغم كل ذلك مستمرون في العمل ويتجرعون الويلات بصمت في ظل غياب دور الدولة في تكريمهم ووضح حل لما يعانوه وفي ظل تبعات الحروب والأزمات فكيف استقبلوا عيدهم هذا العام.

أزمات متلاحقة ووضع اقتصادي مؤسف:

كل يوم نسمع عن أزمة جديدة أو مكررة يعيشها المواطن اليمني في عموم المحافظات ومنها أزمات تتعلق بحياته اليومية والأساسية كالكهرباء والماء والمشتقات النفطية والغلاء في كل مستلزمات الحياة وغيرها من الأزمات التي ننام ونصحو عليها بشكل يومي.

حال المواطنين أصبح مؤسف وصعب فكيف سيكون وضع العامل تحت ضغط العمل الذي يذهب كل صباح باكرا للعمل وقد يكون في ساعات مبكرة جدا ويستمر لأكثر من 8 ساعات وقد يكون على فترتين في نفس اليوم كيف يمكن أن يتحمل كل هذا الضغط والقلق والتفكير والتعب دون أن تكون له مضاعفات تتسبب بوجود أزمة اقتصادية له أو أزمة نفسية بسبب التفكير وقلة النوم والأرق وتحمل الصعاب والمشاق في سبيل توفير لقمة العيش له ولأسرته حتى لو كلفه ذلك صحته التي لا يوجد أغلى وأهم منها.

الوضع الاقتصادي الصعب أجبر المواطنين وتحديدا العمال منهم في البحث عن وظائف أخرى في أوقات خارج الدوام اليومي في الصباح من أجل تلبية كل الاحتياجات والمتطلبات فهناك من لديه أسرة وأبناء يحتاجون مصاريف يومية ومن لديه أطفال في سن المدارس يحتاجون لمستلزمات دراسية ومنهم من لديه شباب في الجامعات ناهيك عن مواصلاتهم عن احتياجاتهم التي تزيد كلما كبروا.

فأصبح الأب أو الأم العاملين في صراع مع الوقت ومع الزمن ومع كل الظروف لتوفير كل ما يحتاجه أبنائهم وكل تفكيرهم في كيفية ذلك والنتائج بالتأكيد وخيمة بسبب هدر الصحة في البحث عن الراحة والأمان وتلبية الحاجات.

رواتب زهيدة لا تزيد ولا تكفي:

إذا تحدثنا عن رواتب العمال فإننا نشعر بالخجل الشديد خاصة من يعملون في قطاع حكومي فهي لا تتجاوز الحد الأدنى من الرواتب وهناك مرافق لا تستلم علاوات أو زيادات أو حوافز فقط ذلك الراتب الذي لا يمر أسبوع إلا وقد نفذ ولا يكفي لتلبية كل الاحتياجات اليومية وهناك من يضطر للدين والسلف في انتظار الراتب القادم في الشهر القادم فكيف سيكون حال العامل أو العاملة إذا كان راتبه 40 أو 50 ألف ريال يمني فقط ولديه أسرة وأطفال ومنزل قد يكون إيجار ويحتاج راشن ودفع كهرباء وماء ويحتاج أن يصرف على أبناءه وبيته ولا يحرمهم من شيء لكن الظروف شاءت أن يحرموا من أبسط حقوقهم.

مطالبات العمال في مختلف القطاعات للحكومة بإعادة النظر في رفع الرواتب لم تفيدهم بشيء ولم تحدث أي استجابة وإن كانت هناك قطاعات تصرف علاوات فوق الراتب مبلغها يكون زهيد جدا ولا يؤثر بشيء ولكن حاجة العامل لها يجعله يرضى بالقليل بدلا من العدم وهذا ما وصلنا إليه اليوم بسبب الضغط الكبير وغياب دور الحكومة الفعلي والحقيقي والجهات ذات الاختصاص والمسؤولة عن حال الموظفين والعاملين ولم تحرك أي ساكن إلا اليوم ولم تحقق أي استجابة أو تحرك فعلي وحقيقي لإنقاذ وضع العمال.

العمال يستنكرون ما يحدث لهم ويطالبون بالإنصاف:

من الطبيعي عند سؤال أي عامل أو موظف في أي قطاع عن حاله يجيب بالحمدلله ولكن ورائها ألف قصة ووجع خاصة من رواتبهم ضعيفة جداً ولكن لا توجد خيارات أخرى لهم من أجل العيش بحياة مستقرة وكل ما يريدوه يجدوه دون تعب.

الحال اليوم أصبح صعب والمطالبات من قبل العاملين والعاملات بارتفاع الرواتب بكل متوازي مع الحالة الاقتصادية العامة في البلاد أصبحت شبه مستحيلة ففي كل مرة يبدؤون بالمطالبات ويبدؤون في انطلاق شرارة تنظيم وقفات احتجاجية من أجل المطالبة برفع الراتب ولكن سرعان ما يتم اطفائها بالتجاهل واللامبالاة من قبل الجهات المعنية التي لا تعطي العامل أي اهتمام برغم أنه يخدم البلد بشكل كبير وأفنى عمرة في سبيل تطوير العمل والمرفق الذي يعمل فيه لسنوات طويلة دون كلل أول ملل.

ويظل العمال هم الفئة التي ينهض بها البلد في كل زمان ومكان مهما كانت الظروف والأزمات ولكن من حقهم أن يتم انصافهم واعطائهم حقوقهم كما لهم من واجبات وأن يقدروا من قبل مدراء العمل ومن الجهات المسؤولة لكل الجهود التي يبذلونها وعلى مدى سنوات العمل.

تقرير : دنيا حسين فرحان