الصلاحي للرأي الثالث: مايحدث في اليمن نتيجة تراكمات سابقة والحل السياسي مرهون بعودة صالح لرشدة، والحديدة ثمن للفرقاطة

سمير الصلاحي صحفي يمني من الصعب  تصنيفة للأحزاب ، يؤمن بهويتة اليمنية ويفاخر بها ، يقبل الحوار مع الأخر ويؤمن بالتعايش تحت سقف الوطن وهويته وقضاياه المصيرية.

حاورة محرر الشؤون اليمنية

الرأي الثالث :سمير الصلاحي في سطور؟

الصلاحي : سمير الصلاحي متزوج وأب لبنتين  واعمل في مجال الصحافة والاعلام ...

الرأي الثالث : لن نبدأ من الماضي القريب والاسباب والتراكمات التي ادت الى هذا الواقع ...ولكن لننطلق للمستقبل في ضوء الواقع ...الى اين تتجه اليمن؟

الصلاحي : ونحن نقرأ المستقبل يجب أن لا نغفل  عن أن ما حدث لبلادنا وما يحدث فيها من حرب مدمرة جاءت نتيجة لتراكمات كبيرة ارتكبها ساسة اليمن ومسؤوليها حين جعلوا مصالحهم فوق مصالح الوطن والشعب فتسابقوا على نهب خيراته والنيل منه لتحقيق مكاسب آنية وضيقة ، اما ما ينتظر اليمن فالأمر مرتبط بأطراف الصراع فإذا غلبت المصلحة العامة وقدمت تنازلات مؤلمة من أجل الوطن فبالتأكيد سيتجاوز اليمن هذه المرحلة ويخرج من بين غبار الدمار اكثر قوة وعزيمة. وقبل اطراف الصراع الشعب ايضاً يتحمل مسؤولية تاريخية فلو عزف المواطنين عن القتال مع هذا الطرف وذاك لاضطروا الساسة مجبرين للجنوح للسلم وللديمقراطية ...

الرأي الثالث: 23 شهر من الحرب ..فشل التحالف بتثبيت هادي في كل الجغرافيا اليمنية وفشل الحوثيون في تثبيت سلطة الأمر الواقع ..الا يجب أن يتوقف الدم ونرفع صوت السلام على اصوات المدافع وال اف16؟

الصلاحي : كل المواطنين لا يريدون استمرار نزيف الدم وكل القادة يتمنون استمرارها من اجل مصالحهم التي لم تعد تنطلي على احد ، وبالتالي الحل هو في العودة للمسار الديمقراطي وليكن صندوق الانتخابات خيارنا وكي نعود اليه نحتاج الى شحن الدستور بمجموعة مواد جديدة تضمن اجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة وتضمن ايضاً نزاهتها واستقلاليتها وقبل كل ذلك تضمن تطبيق مخرجاتها ومن يحصد الاصوات الانتخابية يحكم ، لكن هذا يزعج كل اطراف الصراع مع التأكيد على انه لا خطورة على اليمن اكثر من خطورة المشروع الامامي الحوثي الذي لا يريد فقط الاستيلاء على مقدرات البلد بل يريد العودة بها الى زمن السادة والعبيد وحرياً بنا جميعا أن نتحرك للخلاص منه من اجل الجمهورية والوحدة ومستقبل اليمن ..

 " قصور ملحوظ في اداء المقاتلين في ميدي "

الرأي الثالث: معركة المخا ...قيادة جنوبية وانتصارات ملموسة ..كيف تقيم سير المعركة بالمقارنة مع نهم وصرواح وميدي؟

الصلاحي : قبل تقييم سير المعركة حرياً بنا حصر مقوماتها ولو قارنا الامكانيات في المخا وفي ميدي وهما المتشابهتين جغرافيا لوجدنا أن الكفة ترجح لصالح المخا بشكل كبير ، ومع ذلك هناك قصور ملحوظ في اداء المقاتلين في ميدي وقلة وشح الامكانيات لاتكن دوما هي السبب في عدم حسم المعركة بل هناك عوامل اخرى منها تواجد تجار الحروب ومصاصي الدماء ممن يقتاتون على طول امد المعارك وعدم انتهائها اما نهم وصراوح فالجغرافيا مرعبة والتضاريس معلقة في السماء وتاريخيا كانتا نهم وصرواح هما بوابة صنعاء ومن يسيطر عليهما يدخل العاصمة ..

الرأي الثالث : الفرقاطة في البحر ...رسالة ذات دلالات ولها بعد زماني ومكاني كيف تقرأ واقع الممر الملاحي بعد الفرقاطة؟

الصلاحي : استهدف الحوثيون السفينة الإماراتية ودفعوا الثمن بتحرير المخا من قبضتهم والسيطرة بشكل كلي على ممر الملاحة الدولية باب المندب واليوم يكررون نفس الخطأ باستهداف فرقاطة سعودية وسيكون الثمن تحرير الحديدة فمن ميناؤها انطلقت قواربهم لاستهدافها وهذا يمثل خطورة على حركة ونشاط الميناء فلربما سيتوقف وينعكس ذلك سلبا على حياة ومعاناة الناس خلال الفترة القادمة وكما جرت العادة فالحوثيين لايأبهون بمعاناة الناس لذلك استخدموا الميناء لأغراض عسكرية وتداعيات ذلك ستكون كبيرة بلا شك ...

الرأي الثالث :كيف تقيم الواقع الإنساني والخدمي للإنسان اليمني في ضوء هذا الصراع؟

الصلاحي : بالنظر الى ما يرتكبه مشرفي الحوثي من فرض اتاوات على المواطنين بقوة السلاح يمكن لنا استشفاء الحالة الانسانية المزرية التي يعيشها الناس خصوصا مع توقف عجلة الاقتصاد ونهب موارد الدولة وانقطاع المرتبات وبالنظر للجانب الاخر الواقع تحت سيطرة الشرعية نجد ان عودة الحكومة الى عدن ادى الى نوع من الحركة الاقتصادية ولو كانت بطيئة فانعكست على حياة الناس ايجابا خصوصا مع المساعدات الانسانية التي تصل بشكل دوري من مركز الملك سلمان للإغاثة وغيرها من دول الخليج.

" الأحزاب اليمنية شريكة في صناعة الحرب ومعاناة المجتمع"  

الرأي الثالث : هل هناك افاق للحلول السياسية ..وكيف تقيم الاحزاب اليمنية وتجربتها؟

الصلاحي : الحل السياسي ممكن ونجاحه مرتبط بانحسار قوة المشروع الحوثي واعتقد انه يمكن التعجيل بذلك لو عاد علي عبدالله صالح الى رشده وحرك قواته وامكانياته السياسية والشعبية لردم هذا المشروع الامامي وتقييد حركته ومن ثم فتح باب الحوار مع الشرعية للعودة الى المسار الديمقراطي ...اما الاحزاب اليمنية فهي كالخمرة ضررها اكبر من نفعها وشاركت وتشارك في صناعة أسباب الحرب ومعاناة المجتمع ...

الرأي الثالث: للسعودية مشروع ولتركيا مشروع ولإيران مشروع وللإمارات مشروع في المنطقة ...كيف تقرأ اليمن من واقع سياسة الوكلاء للمشاريع ...وهل نحن قادرين على صياغة مشروع خاص جامع لكل الاطياف والمكونات؟ ما هي ملامحة بوجهة نظرك وكم سنحتاج من الوقت كي نصيغ مشروع وطني تحت سقف الوطن ومصالحه العليا؟

الصلاحي : اذا ما استمرينا في العمل لصالح هذا المشروع وذاك فبلادنا ستغوص في اعماق البؤس وجحيم المعاناة لعقود طويلة والحل الامثل هو في اخذ ايجابيات هذه المشاريع وتطويعها لخدمة يمن آمن مستقر وذلك ممكن شريطة مراجعة القوى الجمهورية لحساباتها والتكاتف من جديد لتخليص اليمن من المشروع الامامي المدمر ...

الرأي الثالث :كيف تقرا الواقع اليمني في ضوء السياسة الجديدة للبيت الأبيض ...وماذا حمل الإنزال الأمريكي في البيضاء من رسالة لليمنيين؟

الصلاحي: كيمنيين لا يهمنا ما يدور في راس ترامب وماينوي فعله اما ما اتخذه ضدنا من منع الدخول لبلاده وقبل النظر في ذلك علينا النظر فيما يقوم به بعض اشقائنا من منع دخول اليمنيين بلادهم وبيننا وبينهم روابط الدين واللغة والعروبة والهدف المشترك . وليكن ما يكون من ترامب ففي وسط الحروب نعيش منذ عدة سنوات وما سيأتي منه لن يضرنا بشيء. اما الانزال الامريكي في البيضاء فهو تأكيد وقح على كم هي بلادنا مستباحة وارضنا ملعب لتصفية الحسابات وتسجيل  الاهداف السياسية فترامب لم يجد افضل من اليمن لخداع الامريكيين بجديته في مكافحة الارهاب وهذا يدفعنا من جديد للتفكير مليا بضرورة ردم الخلافات فيما بيننا والتعاون لاستعادة بلادنا وانهاء القتال والاقتتال فلنسمو على الجراح ونتعالى على الاحقاد ونعيد لليمن السعيد ابتسامته المفقودة ليكن بلد حراً مستقلاً لاسيادة لأحد فيه فوق سيادة أبنائه.