تغاريد غير مشفرة.. استعباد المعلم!

أكثر من ثمانمائة وعشرين مليون ريال إيراد شهري لصندوق المعلم على أقل تقدير.
أين تذهب تلك المبالغ الشهرية؟!

***
خمسة مليار ريال طباعة المناهج الدراسية يتم طبعها في مطبعة الكتاب المدرسي التابعة لوزارة التربية، ومن ثم يتم بيعها بمبالغ باهضة على طلابنا، ربما أغلى من كتاب "شمس المعارف".
ويبقى السؤال:
أين تذهب تلك المبالغ؟!

***
كل طالب يدفع ثمانية ألف ريال عند تسجيله في المدارس الحكومية.. أين تذهب تلك المبالغ؟!

الطالب يدفع شهريا جبايات شهرية مستمرة ولا ندري إلى أين تذهب تلك المبالغ؟! 

المدارس الأهلية تدفع لوزارة التربية مبالغ مالية كبيرة، ولكننا لا نعرف أين تذهب تلك المبالغ؟!

***
المدارس التي تم هدم أسوارها وحرماتها وتم بدلا عنها بناء محلات تجارية، وتم استثمارها بالدولار، وتم إخبارنا أنها ستدفع كرواتب للمعلمين إلى أين تذهب، والمعلمين دون رواتب؟!

الصناديق وما أكثرها تدفع عشرات بل مئات الملايين لوزارة التربية والتعليم بمسمى إمتحانات وغيرها.. هل هذه وزارة تربية وتعليم أم وزارة شحاته؟! 

تم اضافة منذ سنوات مائتين ريال بتوصية من مجلس النواب على كل دبة غاز باسم رواتب أو حوافز للمعلمين أين ذهبت وإلى أين تذهب تلك المبالغ؟! وإن كانت ما زالت قائمة إلى أي حساب تذهب؟!

***
والأن يعينون مشرفين ثقافيين في كل المدارس الأهلية وما على المدارس إلا الدفع لهم حوافز ومرتبات، رغم أن هذا التوجه هو توجه لفرض سياسات الجماعة على تلك المدارس، وليس للصالح العام كما يتم الزعم.

إن هذا العمل ينصب في أدلجة التعليم المخالف للدستور والقوانين النافذة، ومع ذلك يريدون تحميل رواتب ومشقة أولئك المشرفين أو المنفذين لمشروعهم، أبناءنا طلاب تلك المدارس.. 

العجيب إن السلطة تريد أن يكون عبء أدلجة الطلاب بمشروع الجماعة الخاص على حساب الطلبة أنفسهم.. 
يا لبخلهم..  
وكم من مشاريع خاصة تأتي من هنا وهناك على حساب الوطن الذي اضاعوه واضاعوا معه مستقبل أبناءنا، وأجيال شعبنا إلى مدى غير منظور.

***
كل عام يتم فرض مزيد من الرسوم والجبايات حتى بلغنا حد الكمد دون إعتبار لأي إنفراجه أو هدنة معلنة أو غير معلنة.. بل كان حاضرا معنا جزأ سنمار.

كان المواطن ينتظر نهاية الحرب أو وقفها أو أي إنفراجة ليستعيد فيها نفسه معولا عليها بتخفيف قليلا من معاناته، ومما فرضته الحرب أو تم فرضها تحت عنوان الحرب ، غير إن الصدمة أنه زاد الحال وبالا وكلفة..!!

 لقد صار حال المواطن اليوم أصعب من حاله خلال سنوات الحرب.. والأسوأ إن المؤشرات تشيء بمزيد من تدهور حال المواطن مقابل تخمة تزداد لدى الجباة.. والسؤال إلى أين تريدون الذهاب بهذا المواطن وهذا المعلم الكلحان الذي تريدون إذلاله كل عام أكثر من العام الذي يليه.

***
وفي المقابل ومن جانب أخر نجد المراكز الصيفية قد تم الصرف لها بسخاء باذخ ودون وجود أي مشاكل بالتمويل..؟! فيما ابنائنا باتوا يغادرون التعليم كل عام أكثر من سابقه بسبب قلة حيلة المواطن، وتراجع أو انقطاع دخله، بالإضافة إلى رداءة وفشل وفساد من يحكمنا، والمؤسف يزداد كل عام انقطاع كثير من سبل العيش الكريم.

***
والغريب إن الدورات الثقافية للجماعة التي تتم دون انقطاع على كل المستويات، ولا يجدوا أي صعوبة في تمويلها الباذخ.. لماذا نجد هنا الصرف يتم بسهولة وبذخ منقطع النظير، فيما المعلم يعيش القرف كله..؟!

كما نجد كل المناسبات الفئوية والطائفية ينفقون عليها من الضرائب والجبايات التي تثقل كاهل شعبنا وعلى نحو باذخ ومن مخصصات الصناديق التي كان يفترض أن توجه نحو الزراعة وتوفير الخدمات لشعبنا، وعلى رأسها التعليم والصحة.. فيما المعلم يتم إهدار كرامته كل يوم بالاستحواذ على راتبه.

***
لماذا المعلم لا يتم احترامه ومنحه راتبه كبعض من كرامة تم إهدارها وتحويلها إلى غنيمة حرب ثم غنيمة هدن، وما بعدها..؟!

نحن كنواب لا نعرف شيئا عن الموازنة والحسابات الختامية للوزارة، بل لا نعرف شيئا عن الموازنات والحسابات الختامية للحكومة، وربما أجزم أن رئيس الحكومة بن حبتور لا يعرف شيئا عنها، لأننا لا نعيش في عهد دولة أو حتى عهد دويلة أو إمارة، بل نعيش عهد مليشاوي شديد الوطأة يستند للقوة والغلبة لا للدستور والقانون ومهابة الحقوق

إنهم يريدون الجباية ثم الجباية ثم الجباية، وفي المقابل هدم التعليم العام والأهلي وإحلال بدلا عنه التعليم المؤدلج المصادم للدستور والقانون، بل والمصادم حتى للحياء.

***
تقزمت أحلامنا الكبيرة حتى بتنا لا نطالب إلا بقليل من الحياء، ومعه راتب للمعلم بدلا من الراتب الذي فشلوا على نحو ذريع من انتزاعه أو فرضه خلال ثمان سنوات طوال، ويريدون من المعلم أن يعمل عبدا لهم، وانتظار مؤجل لراتبه إلى يوم غير منظور، بات بعضهم يرجونه إلى يوم القيامة، أو صرف "كتب الله أجرك"