ظواهر العجز الحكومي (3)

.. مذلون مهانون..
وصلت إلى اجتماع فريق العمل متأخرا وانا في حالة الم وحسرة .. فسألني صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة عن سبب انزعاجي ؟ .. فقلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. انا متألم ومنزعج مما شاهدته امام أحد مراكز توزيع المساعدات الغذائية التي تسمى إنسانية التابعة لبرنامج الاغذية العالمي حيث يهان الناس ويتم تعذيبهم من أجل كيس قمح ودبة زيت من قبل الموظفين والعمال وكل من هب ودب .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. الأمر ليس امام مراكز برنامج الاغذية العالمي بل أن الإهانات التي يتعرض لها المواطن اليمني منها مراكز توزيع الحوالات النقدية الطارئة التي تقدمها بعض المنظمات الدولية والكارثة الاكبر أن العدوى انتقلت الى هيئة الزواج التي تقلد المنظمات الدولية في إهانة وإذلال المواطن وطوابيرها المذلة للشعب .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كلامكم في محله فكلهم جعلوا الشعب اليمني مجرد شعب متسول يهان أمامهم حتى يحصل على البعض من فتات المال أو الغذاء ونفس الطوابير لالاف المتسولين نشاهدها في الجولات والشوارع وامام منازل الاغنياء وأمام المساجد والمطاعم وفي كل مكان تذهب إليه.
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. ماساة فقد تحول الشعب اليمني إلى متسول بدرجة امتياز يهان ويذل امام مراكز توزيع المساعدات الغذائية التي تسمى إنسانية .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. لاشك بأن هذه الطوابير من البشر ليست عفوية وإنما تتم بطريقة ممنهجة فالمنظمات الدولية تهدف من وراء ذلك العمل إلى إبقاء يد الناس ممدودة إليها ليبقى القرار عندهم فمن لايمتلك قوته لا يمتلك قراره وهذا هو هدف هذه المنظمات ومن يقف وراءها من الدول لكن الغريب هو أن هيئة الزواج تسير في نفس الاتجاه ولم تخرج عنه وهي من يفترض بها ان تعمل على تنفيذ مشاريع وبرامج استراتيجية لتمكين للشعب حتى يعتمد على نفسه وليس السير بنفس مسار المنظمات لابقاء الشعب فقير ومتسول كما هو الحال في بقية الأجهزة الحكومية التي عجزت عن تنفيذ برامج وطنية حقيقية لمعالجة ظواهر كثيرة في المجتمع.
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. هناك ماساة أخرى تحدث ولابد من الحديث عنها وتتمثل في 
الإهانات التي يتعرض لها اسر الشهداء في مواقع توزيع السلات الغذائية بعد أن تم ادراجهم في مراكز برنامج الاغذية العالمي لتتم اهانتهم واذلالهم دون حساب لما قدموه  من اجل كرامة الوطن وحريته واستقلاله وكأن الأمر مقصود .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. ليس الإهانات التي يتعرض لها اسر الشهداء في هذه المراكز هو الشيء الوحيد بل أن هناك اهمال شديد لهم وعدم اهتمام بمعاناتهم وتوفير احتياجاتهم المعيشية وإنقاذهم من تعسف المؤجرين احتراما لابنائهم الشهداء وتقديرا لهم.
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. أصبح المواطن اليمني مذل ومهان في طوابير المنظمات الدولية والهيئات الحكومة والكل يزايد عليه فالمنظمات تستلم مليارات الدولارات باسمه والهيئات تجبي مليارات الريالات باسمه وفي نهاية الأمر تكون حصته كيس قمح ودبة زيت من المظمات التي تحصل على حصة الأسد من تلك المليارات مرتبات ونفقات أو عشرة آلاف ريال من هيئة الزواج بينما موظفيها ومسئوليها مرتباتهم خيالية .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كلام يدمي قلوبنا في ظل هروب الحكومة بل وعجزها عن القيام بواجبها تجاه مواطنيها الذين يعيشون الذل والهوان بين مطرقة المنظمات الدولية وسندان الهيئات الحكومية المحلية وبين طوابير تلك وطوابير هذه .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. الوضع كارثي ولا يحتمل فما يعيشه الشعب اليمني من إذلال ومهانة يؤكد عجزا حكوميا بامتياز وهروبها من مسئوليتها .. فهل وصلت الرسالة ام ان الأمر سيبقى كما هو .. فقر وتسول وطوابير وطوابير ومواطن مذل ومهان بين منظمات منتفعة وحكومة مريضة ؟.