ملازم الحوثي..أقدس من الوطن.

كانت ضجة كبيرة عندما كشفت قبل فترة قصيرة من زمننا هذا عن الدورات الدينية السرية التي تقام في أماكن سرية من قبل الحوثيين وتستهدف جبرا منتسبي القوات المسلحة والأمن.

وقلت أن ذلك أمر نرفضه جميعا ولا يحق لأي جماعة أو حزب أو فئة أن تتدخل في أعمال الجيش والأمن.

وتم إتهامي حينها بالعمالة والخيانة والإرتزاق وأنهالت قواميس السب والشتم المردودة على قائليها.

لماذا كل ذلك...يا أولئك؟

لأنني دافعت عن الجيش والأمن اليمني وكشفت جوانب خفية لا يعلم بها الكثير.

ولأنني قلت لجماعة الحوثيين.

ما دخلكم..؟

إرفعوا أيديكم عن الجيش والأمن.

طبعا..

وصلتني بعدها الكثير من الرسائل والإتصالات يخبروني فيها عن الدورات الدينية التي تستهدف الموظفين في القطاعين العام والمختلط وفي العديد من البدرومات وفي كل المحافظات التي يسيطرون عليها.

وكان الجميع يطالبوني بالكتابة عنها ومطالبة من بقي لهم سلطة أو حتى كلمة في التصدي لذلك ومنع هذه التدخلات الدينية المذهبية.

ولكنني حرصت حينها على الإكتفاء بما كتبته عل وعسى أن يتوقفوا ولكيلا يقولوا كعادتهم بأنني أشق الصف المشقوق.

ولكن لا جدوى..فيوم أمس..

تواصل معي البعض للإستفسار.

قالوا يا أستاذ محمدالمسوري.

تقوم الجماعة بالبحث عن الشباب لتسجيلهم في إحدى الكلية العسكرية وقد تواصل معنا مندوبهم ليقول لنا هذه فرصة لاتضيعوها وعند متابعتنا لهم قالوا لنا يجب عليكم أولا أن تتلقوا دورة ثقافية وبعدها دورة دينية لكي يتم تسجيلكم في الكلية.

وأضافوا أنهم لم يقتنعوا بذلك وقاموا بالإتصال بمدير تلك الكلية الذي إستغرب من ذلك وقال لهم بالحرف لايوجد تسجيل والدراسة متوقفة تماما ولايوجد في الكلية حتى علبة فول.

وعندها توقف الشباب الذين كانوا واقعين تحت تلك الأكاذيب الوهمية.

غريب جدا أمركم..

بدلا من أن تعملوا على نشر التوعية الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه.

تسعون بكل طاقاتكم لنشر وتعليم أفكاركم الدينية والمذهبية وملازم المؤسس حسين الحوثي وبشتى السبل.

حتى وصل بالبعض إلى إستخدام الحيل والتضليل والأكاذيب.

تستهدفون جميع فئات المجتمع.

وها أنتم اليوم تركزون على الشباب.

وتسخرون كل إمكانياتكم وجميع إيرادات الدولة التي لا يتم توريدها إلى البنك المركزي لتحقيق مصالحكم الدينية.

فهل هذا هو وقت نشر مذهبكم الديني؟

أم أنه وقت التوعية بالدفاع عن الوطن؟

لقد أصبح جميع تابعيكم لاهم لهم إلا الدفاع عن الجماعة لا الدفاع عن الوطن.

وخير دليل أننا لانسمع في جبهات القتال إلا الصرخة من مقاتليكم لأنكم دربتموهم على الولاء لكم لا للوطن وتجسد ذلك بتلك الصرخة التي تؤكدون للعالم بترديدها في جبهات القتال صحة المزاعم التي يتقولونها بأنهم يقاتلون جماعة فقط ولا يستهدفون اليمن.

فلو دربتموهم على أن الوطن أولا.

لكان شعارهم بدلا عن صرختكم.

هي شعار كل يمني وطني حر.

تحيا الجمهورية اليمنية.

بالروح بالدم نفديك يا يمن.

نفديك يا صنعاء نفديك ياعدن.

هذا الشعار الذي تربينا عليه منذ الصغر.

والذي لا نسمعه في جبهات القتال إلا من أبطال القوات المسلحة والأمن والأحرار الذين تدربوا على الولاء الوطني لا الولاء الحزبي أو الطائفي أو المناطقي أو العائلي.

إنكم بإصراركم على نشر تلك الملازم.

وحتى في المجالس الخاصة بتابعيكم.

تؤكدون أنها أقدس من الوطن.

في حين أن ملازم الوطن هي الأقدس والأولى بالإهتمام والنشر والتوعية وخاصة في هذه المرحلة الخطيرة التي إنقسم فيها أبناء الوطن إلى فئات متنوعة ونحن في أمس الحاجة إلى إعادة المغرر بهم إلى الوطن سواء من وقف ضده أو حتى من تفرج عليه صامتا.

ثقوا أنكم بهذه المنهجية والعقلية الضيقة لن تستفيدوا في كسب أبناء الوطن إليكم حتى وإن كانت المادة في زمن توقف المرتبات هي وسيلتكم للإستقطاب بل على العكس من ذلك.

فسيدرك الجميع أنكم لاتحرصون على ما يحرص عليه الشعب.

وإنما تحرصون على أنفسكم وجماعتكم ومذهبكم وملازمكم قبل حرصكم على الوطن والشعب.

فهللا..توقفتم ولو مؤقتا؟!!

وبعد أن تنجلي الغمة إعملوا ما شئتم