ظواهر العجز الحكومي (12)

.. عذرا فخامة الرئيس.. التغيير الجذري بداية الغيث بلاطجة ..

قالت صديقتنا العصفورة بسخرية عجيبة هل تعرفون يا اصدقائي الاعزاء .. كنا نشتكي من وجود وانتشار بلاطجة الشوارع ولصوص الطرقات وعجز الدولة وفشلها في القضاء عليهم لكن الكارثة الجديدة أن هؤلاء البلاطجة ولصوص الطرقات زاد انتشارهم في الشوارع ولكن هذه المرة برعاية رسمية وحماية شرطة المرور وصار المواطن بدلا من معاناته من بلطجي واحد صار يعاني من اثنين  وربما ينضم إليهم شرطة النجدة والأمن المركزي والأمن العام ليصبح البلاطجة سبعة أو ثمانية؟.
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. لاتستغربي ابدا ياصديقتنا العصفورة الذكية مما يحدث في هذا الوطن فنحن نعيش زمن الدولة المهترئة او بالأصح زمن اللا دولة أو دولة البلاطجة .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. شيء مؤلم أن يتحول هذا الشعب المظلوم إلى فريسة لكل من هب ودب ولا نجد من يضبط الأمور وكل واحد يتصرف كما يشاء وكيفما يريد وصارت البلطجة هي نهج الدولة والحكومة.
قالت صديقتنا العصفورة.. لقد شاهدت عجب العجاب وانا في طريقي اليكم شرطة المرور تنتشر في الشوارع ليس من أجل ضبط الحركة المرورية والمشهد المروري السيء ولكن للتقطع لأصحاب الباصات ووسائل النقل العامة ومعهم بلاطجة الشوارع ولصوص الطرقات يأمرون وينهون وأفراد المرور يسيرون وفق توجيهاتهم والمبرر هو تحويل مسارات بعض الباصات ووسائل النقل لكن الهدف هو المبالغ التي ياخذونها منهم..قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كلام صديقتنا العصفورة صحيح وقد شاهدت أمور عجيبة تحدث وبالقرب من مقر وزارة الداخلية وفي الشوارع فهؤلاء البلاطجة ولصوص الطرقات مع أفراد المرور يقومون بقطع الطرقات ومنع أصحاب الباصات من العمل ومن يدفع يتم السماح له ومن يرفض يكون مصيره الحبس والاهانة.
قال الاصدقاء الاعزاء.. كلام يدمي القلب أن تتحول أجهزة الدولة والحكومة ومؤسساتها إلى عساكر لدى البلاطجة ويساهمون في زيادة معاناة الناس رغم أننا سمعنا أن فخامة الرئيس وجه بمنع التقطع لأصحاب الباصات ووسائل النقل فمن أين تاني التوجيهات والأوامر لأفراد المرور وأجهزة الأمن بالتقطع للمساكين ومنعهم من العمل وفرض الجبايات عليهم ؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. توجيهات فخامة الرئيس تعود إلى الأدراج بعد إعلانها في وسائل الإعلام ولا أحد يلتزم بها أو يعيرها اي اهتمام والدليل على ذلك هو زيادة انتشار البلاطجة ولصوص الطرقات وحمايتهم من أجهزة الأمن وفخامته مشغول بتقمص شخصية أحد الرؤساء السابقين وتقليد حركاته وفي الاخير فهو معزول تماما عما يدور ربما حتى في مكتبه ولو كان ينزل بشكل حقيقي إلى الشارع لتلمس أوضاع الناس وقضاياهم لشاهد البلاوي الكبيرة والظواهر المسيئة للدولة والحكومة ومن أهمها انتشار بلاطجة الشوارع ولصوص الطرقات بحماية المرور والأمن وكان سيعرف أن توجيهاته تغوص في الرمال ولربما قدم اسنقالته فورا اذا كان عاجزا عن محاسبة كل من يقصر في عمله ويعذب الناس ويزيد من معاناتهم. 
  قال الاصدقاء الاعزاء.. هل مايحدث في الشارع نتيجة عجز الدولة والحكومة وفشلها وغيابها ام أن هناك أسباب أخرى خفية ؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. اعتقد ان الامر ليس عجزا وفشلا بل ممنهج ومقصود اتعرفون لماذا ؟ لان أغلب من يدير الدولة والحكومة يعملون على استمرار بقاء الوضع المتردي هكذا من أجل بقاء مصالحهم الشخصية والبعض يزيدون معاناة الناس ويعملون على نشر الفوضى من أجل تشويه سمعة الدولة وصورتها وزيادة سخط الناس عليها وهذا هو التفسير لانتشار هذه الظواهر واستمرارها ومنها ظاهرة البلطجة وحمايتها من قبل أجهزة الدولة والحكومة ولاشك انكم تسمعون يوميا تلك اللعنات التي تنهال على الدولة والحكومة ولو كان الموضوع من أجل تنظيم فرز النقل وخطوط الباصات لكان الأمر مختلف ولا يحتاج إلى بلطجة ونشر عساكر المرور المدججين بالأسلحة والاطقم وبث الرعب في أوساط المواطنين المساكين الذين لا يجدون سوى هذه الوسيلة للتنقل نظرا للظروف الصعبة  وبالتاكيد فان تنظيم الفرز ومواقف الباصات في غاية السهولة والبساطة لو كانت هناك نية حقيقية لكن هناك شيء ما يخفي نفسه خلف مايحدث من بلطجة؟. 
قال الاصدقاء الاعزاء..
كلامك صحيح ياصديقنا الصحفي.. فيمكن أن يكون هناك دراسة تشترك فيها وزارات النقل والداخلية والاشغال وأمانة العاصمة لتحديد المواقف والفرز وكافة خطوط النقل وفق  احتياج السكان ومن ثم توزيع الباصات على الخطوط ووضع لواصق عليها تحدد أماكن سيرها وبحيث يكون هناك توزيع متوازن وعادل وليس عشوائي بما يضمن وصول الباصات إلى كافة الشوارع والأحياء فهناك فعلا شوارع وأحياء لا تصل إليها الباصات وكذا إعادة النظر في أسلوب إدارة الفرز والمواقف بعيدا عن نظام التعهد والبلطجة اما اذا كان الهدف استمرار الفوضى والبلطجة وزيادة سخط الناس كما يحدث الآن فالامر يختلف وسيبقى الوضع كما هو ؟فهل يمكن أن يطال التغيير الجذري هذه الظواهر الكارثية والقضاء عليها ام أن هؤلاء الذين يديرون الأمور لديهم حصانة لانهم كما قال بعضهم يجبون الأموال الكثيرة للدولة حتى تبقى حصانتهم ولا أحد يقدر على ازاحتهم ومنهم دكتور الجباية ومدير عام المقربعين ؟ .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. اعتقد ان بشائر التغيير الجذري هو زيادة انتشار البلاطجة وحمايتهم  وتغيير أسلوب الجباية بحيث تشارك فيه أجهزة الأمن وهذا هو المفهوم الذي وصل إليهم عن التغيير الجذري فبدلا من بلطجي واحد أصبح عشرات البلاطجة بأمر الدولة والحكومة وكما يقال في المثل " بداية الغيث قطرة فإن حماية البلاطجة هو بشائر  التغيير الجذري وبدايته .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. هل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ويظل المواطن يعاني والوطن يئن والكل يهرب من المسئولية إلى الأمام والى الخلف ويجعلنا نقول عذرا فخامة الرئيس فإن بداية التغيير الجذري لاتشجع على اعتبار انها أنتجت البلاطجة ولصوص الطرقات برعاية رسمية ؟