الدولة العلمانية ...نموذج التعايش

كيف يعيش المسلمون في الدول العلمانية؟؟

في الدول العلمانية المتقدمه يعيش المسلمون فيها بشتى طوائفهم بكل ود وكل وئام وكل محبه.!

فعلى مستوى السكن مثلاً نجد هذا سني وجاره شيعي وجاره الآخر صوفي ومع ذلك تجمعهم المحبه والود والإحترام وحُسْن الجوار..!

وعلى مستوى العمل قد يجتمع في مكان عمل واحد، السني والشيعي والزيدي والصوفي والسلفي ويحترم كلٌ منهم الآخر..!

وعلى مستوى الشعائر الدينية يصوم السني على توقيت السعوديه، ويصوم الشيعي على توقيت إيران.

وقد يلتقي السني والشيعي (يوم الشك) وأحدهم صائم والآخر مفطر..!!

ويصلي الشيعي صلاة العيد في مسجده الشيعي ويصلي السني في مسجده السني ولا يمنعون أحد من الدخول لأداء الصلاة في أي مسجد.. ومع ذلك كلٌ منهم يحترم شعائر الآخر..!!

طيب..

هل حاول المسلمون في الدول العربية والإسلامية أن يسألوا أنفسهم:

لماذا يعيش المسلمون بشتى طوائفهم ومذاهبهم في الدول العلمانية بكل ود وإحترام، بينما نفس الطوائف والمذاهب في الدول العربية والإسلامية يعيشون في حالة إقتتال وتحريض وإباده؟

الجواب ببساطه:

- لأن الدول العلمانية تفصل الدين عن الدولة

فلا يجرؤون على إستغلال المنابر من أجل مكاسب سياسية..

- لأن الدول العلمانية تُحِّرم وتُجِّرم التحريض الديني والطائفي والمذهبي والمناطقي والعرقي

ويعتبر التحريض جريمه يعاقب عليها القانون..

لذلك فالمسلمون لا يجرؤون على التحريض الديني أو الطائفي لأنهم يدركون العقوبة..

- لأن الدول العلمانيه تمنحك حرية الإختيار في الدين والمذهب، وتحميك من فرض أي مذهب أو دين عليك .. وبنفس الوقت تحمي غيرك وتمنعك من فرض مذهبك أو دينك على الآخرين.. 

ولذلك لا يجرؤون على فرض ديانتهم أو مذاهبهم على الآخرين..

- لأن الدول العلمانية تدرك أن التحريض الطائفي أو المذهبي بإسم الدين، سيؤدي إلى إقتتال أبناء الوطن الواحد، فعملت على منع التحريض الطائفي بإسم الدين أياً كان هذا الدين..

طيب ما هي النتيجه التي سيحصل عليها المجتمع كـكل، من خلال فصل الدين عن الدولة؟!

- إستقرار عام للمجتمع بكل دياناته وطوائفه ومذاهبه وأعراقه، بما فيهم المسلمين..

- مستقبل أفضل للمجتمع ككل، بكل دياناته وطوائفه وأعراقه، وبما فيهم المسلمين..

- بناء جيل جديد متماسك، تجمعهم المواطنة المتساويه ، بما فيهم أبناء المسلمين..

بالمقابل..

هل تستطيع الطوائف والمذاهب الإسلامية 

أن تعيش كل هذا الوئام والإحترام في الدول العربية والإسلامية؟!

- ببساطه نــــعـــــــــــم..!

كيف؟!

حالتين لا ثالث لهما:

الحاله الأولى:

- إذا اقتنعت جميع المذاهب والطوائف بأن يصبحوا جميعاً مذهب واحد، أو طائفه واحده، وفكر واحد.. (وهذا مستحيل)!

الحاله الثانيه:

- إذا كانت الدولة علمانية تفصل الدين عن الدولة..

فيقبل الجميع بالقبول بالآخر أياً كان مذهبه أو طائفته أو معتقده..

طبعاً في الحاله الأولى مثلما قلنا مستحيل تقتنع الطوائف والمذاهب الإسلامية ليصبحوا طائفة واحده أو مذهب واحد..

وطالما الخلاف متجذر لأكثر من ألف عام،،

إذاً لا بد من تطبيق الحاله الثانية كما عملت تركيا وماليزيا.. أي: فصل الدين عن الدولة..

ولا بد أن يعي المسلمون ذلك بشتى طوائفهم ومذاهبهم .. من أجل اختصار الوقت..

وإلّا فإننا سنظل نؤجل الحروب فيما بيننا جيلاً بعد جيل..