رجال أعمال دعموا ثورة سبتمبر وأكتوبر ورجال أعمال أسقطوها!

 كان عدد التجار اليمنيين قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر على عدد أصابع اليد ، كانوا ينتشرون في الحبشة وجيبوتي والصومال ، ساندوا العمل الوطني الذي انطلق بفضل شريحة صغيرة من الذين تلقوا تعليمهم في الخارج ، واليوم لدينا آلاف من رجال الأعمال وملايين من المتعلمين ، لكنهم جميعا يعملون في ركب الإمامة والاحتلال .

الذي يفرق بين تجار الأمس وتجار اليوم ومتعلمي الأمس ومتعلمي اليوم ، أن رجال الأمس صدقوا مع أنفسهم وشعبهم ومع الحياة ، جعلوا من أنفسهم رمزا للمبادئ والأخلاق والثبات على المواقف وحسموا خياراتهم في أصعب الظروف دون تردد .

كانوا أصحاب قيم ، قدموا أثمن ما يمكن للإنسان أن يقدم لوطنه وشعبه وبلغوا درجة عالية في الفداء والتضحية من أجل الحرية والكرامة ، لذلك صنعوا حياة فارقة في تاريخنا ، حددوا موقفهم بشكل واضح وصريح من التمييز السلالي ومن الاحتلال ، دخلوا السجون ولم تثنهم القيود التي أدمت أقدامهم .

رفضوا كل المقايضات البائسة مع الإمامة والاحتلال اللذان شكلا وما زالا يشكلان حلفا شيطانيا حتى يومنا هذا ، استباحوا وما زالوا يستبيحون خيرات اليمن ويسرقون حياة اليمنيين ومستقبلهم .

نحن نتحدث عن سلالة مجيدة من التجار الأحرار ودعمهم لتنظيم الأحرار الذين قادوا شعبهم إلى رحاب الحرية والاستقلال وأعطوا دروسا في الصمود والتمسك بمواجهة الظلم وبشاعته وقاوموا فكرة الهزيمة واليأس وانتزعوها من ذواتهم ومن شعبهم وأدركوا أن الخوف هو الهزيمة الذي يجعل انتصار العدو قدرا لا مفر منه .

لم تخيفهم السجون ولم يخيفهم الفقر ، فأنفقوا بسخاء على تنظيم الأحرار ونذروا أنفسهم وأموالهم للنضال ، فقضوا مضاجع الإمامة والاحتلال ، وأيقنوا أن رياح الحرية والكرامة تخرج من داخل السجون التي كانت تضيق عليهم ، فلم تضعف من عزيمتهم وهم الذين كانوا يستطيعون العيش في بحبوحة من الرفاه بما يملكونه من مال لو أرادوا العمل في فلك الإمامة والاحتلال .

رفضوا كل العروض ، لأنهم أدركوا أنه لا معنى لحريتهم إذا كان شعبهم مكبل بالعبودية والجهل وأن الحرية لا تكتمل أركانها ولا تسمى حرية إذا رأيت إنسانا يهان أمامك ولا تشعر بإهانته ، لذلك انتصرت إرادة الحياة والحرية والكرامة على أيديهم .

لم يكونوا ينشدون الحرية لأنفسهم لأنهم كانوا أحرارا ، بل كانوا يدركون أن الحرية لا تعني فقط أن تكسر قيدك ، بل أن تعيش من أجل أن تعلي من حريات الآخرين ، ولم يعيشوا لأجل حماية أسرهم وأبنائهم فقط ، بل عاشوا أيضًا لأجل أسر وأبناء يحتاجون إلى الحماية والرعاية .

ونحن اليوم أمام رجال أعمال يقدرون بالآلاف وثرواتهم تقدر بالمليارات ، لكنهم يدعمون السقوط والخنوع ويدفعون مئات الملايين من الدولارات لمليشيات عن يد وهم صاغرون ويمسكون أيديهم عن دعم أي مناضل أو حركة وطنية تنشد تحريرهم من الإهانة والإذلال ، فمتى سيكون هناك رجال أعمال أحرار يدعمون تنظيم الأحرار ؟