حرب غزة الأهداف والخلفيات!

ينبغي على جميع دول المنطقة الضغط باتجاه وقف الحرب على غزة؛ لأنها إن لم تتوقف فسيكون لها تداعياتها الخطيرة، وقد تتسع دائرتها لتشمل أكثر من دولة، وهذا ما يسعى له الكيان الإسرائيلي.

قيام الكيان الغاصب بشن حرب إجرامية على الفلسطينيين وبطريقة وحشية، مستخدما أفتك إلأسلحة؛ ما أدّى لقتل آلاف الأطفال والنساء، واستهداف المستشفيات بمن فيها من مرضى ومصابين وأطباء.

الهدف من ذلك: استفزاز محور المقاومة، وجر (حزب الله وإيران) للحرب؛ مستغلًا وقوف واشنطن وبعض دول الغرب إلى جانبه، وإسنادهم له بالمال والسلاح، وتسخير إمكانياتهم وقدراتهم العسكرية لصالحه.

تحريك واشنطن لأساطيلها الحربية مع أول صاروخ أطلقه الكيان الإسرائيلي على غزة وملأ البحار بمدمراتها العسكرية، هي لمواجهة أي تحرك ضد الكيان الغاصب.

إيران أصبحت في موقف حرج، فإما أن تقف موقف المندد فيما الكيان الإسرائيلي يعمل على قصقصة أجنحتها، وإما أن تشارك في الحرب حفاظا على أذرعها، وإيران تدرك أن خوضها حربا مع دولتين نوويتين سيكون مكلفا جدًا. فقررت عدم المشاركة والاكتفاء بما يقوم به "أنصار الله" من إرسال الصواريخ على إسرائيل رغم أن الكل يدرك أن ذلك قد لا يؤثر في الحد من معاناة الفلسطينيين جراء الحرب، حتى الإسرائيلي لم يولِ ذلك كثير اهتمام في الوقت الحالي، لكنه قد يبعد الخطر عن إيران ويحفظ للأنصار حق رفع الشعار.

إضافة إلى عدة أهداف أساسية يسعى "الحوثي" لتحقيقها، تتمثل في:

١- ترحيل الأزمة الداخلية التي يعيشها الشعب اليمني نتيجة تهرب السلطة عن تحمل مسؤوليتها تجاه شعبها، وحرف مسار تفكير الشعب بدلا من الداخل إلى الخارج.

2- محاولة خلق التفاف شعبي في ظل الانقسام الحاصل وتراجع سمعة "أنsارالله" نتيجة بعض الإخفاقات في إدارة وضع البلد، وقطع المرتبات؛ باعتبار ذلك قد يعوضها ولو جزءا مما خسرته.

مع أن البعض يرى أنه مجرد هروب من الواقع وتهور، ناتج عن عدم مراعاة ظروف الشعب وما ستعكسه مثل تلك القرارات على معاناة الشعب، وأن المواطن من سيدفع ثمنها فوق ما قد دفعه طوال السنوات الماضية.

3- محاولة جر الكيان الإسرائيلي للحرب في الشواطئ اليمنية لغرض تشتيت قوته وحرف مسار بوصلته.

4- وهو الأهم، "أنصأر الله" سيجعلون من دخولهم في حرب مباشرة مع الكيان الإسرائيلي شماعة جديدة لإعفاء السلطة عن أي استحقاق تجاه الشعب، وفي نفس الوقت سيتخذون منه سيفاً مسلطاً على رقاب الشعب؛ لمحاربة أي منتقد أو معارض لسلطتهم؛ والحكم عليه بأنه ينفذ أجندة إسرائيلية.

الكثير كان ينتظر أن التحالف سيدفع ببعض المحاور لإعلان الحرب على "أنصار الله" بأمر من واشنطن، إلا أن التحالف دعا الأطراف اليمنية لإكمال التفاوض والتوقيع على هدنة طويلة الأمد عكس ما كان يتوقعه الكثير.

البعض يرى أن ذلك ناتج عن ردة فعل خذلان أمريكا للتحالف في حرب اليمن ووقوفها أحيانا ضد التحالف، حتى أن بعض وسائل الإعلام الخليجية كانت تصف الصواريخ التي كان يطلقها "الحوثي" على المملكة أنها بضوء أخضر من واشنطن لابتزاز دول الخليج؛ ما يعني: أن اليمن سيدخل فصلًا جديدًا من الصراع طويل الأمد، وحالة اللا دولة، ولن ينتهي إلا بنهاية إسرائيل، وسيجعل من اليمن ساحة صراع إقليمي ودولي لن ينتهي.

 اللهم انصر إخواننا في غزة واحمهم بحمايتك وكلل جهودهم بالنصر.. وأحمِ اليمن من كيد الحاقدين.