توعية إجتماعية نحو التغيير

الكثير منّا قد سمع بالثوره الفرنسية والتي تعتبر من أعظم الثورات في التاريخ الحديث.. كونها أحدثت تغييراً جذرياً في ثقافة أمُّه بأسرها.. 

وتأثرت بها مجتمعات كثيره حول العالم.. 

لكن،،

الذي لايعرفه الكثير عن الثورة الفرنسية هو أن الفرنسيين عندما أرادوا التغيير، لم يخرج الشعب فجأه ليقول للملك ارحل!!

ولم يعتصموا في ساحات المدن الفرنسية وينادوا بالمسيرات: الشعب يريد إسقاط النظام..!!

بالرغم من أن الملك رحل فعلاً..!!

وسقط النظام الملكي إلى الأبد..!!

اذاً ما الذي حصل؟!

- الذي حصل هو أن الثورة الشعبية سبقتها ثورة توعوية، فكرية، فلسفية، قادها أبرز مفكري وفلاسفة الغرب..

ومن ضمنهم فولتير وجان جاك روسو.. أشهر هذه التوعيات التي سبقت الثورة، تمثلت في كتاب إسمه (العقد الإجتماعيوالذي ألفه (جان جاك روسو)..

حيث وضّح فيه للناس حقوقهم الطبيعية والإنسانية والسياسية والإجتماعية.. الخ..

الملفت في الموضوع هو الفترة الزمنية مابين صدور كتاب (العقد الإجتماعيوقيام الثوره الفرنسية.. الكتاب صدر بتاريخ 1763 والثوره الفرنسيه قامت بتاريخ 1789

 

1789 - 1763 = 26 سنه

 

ستة وعشرون عاماً هي الفتره التوعوية التي احتاجها الشعب الفرنسي للقيام بأعظم ثورة في التاريخ..!!

ومع إنتشار وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الإجتماعي، المتاحه لدينا في العصر الحالي، أعتقد لن تطول فترة التوعيه لدينا..

وكل ما نحتاجه فقط هو: (الإستمرارية) وبنفس الوقت يجب علينا تطبيق المبادىء التي ندعو لها، على أرض الواقع، فعندما نتعامل مع الآخرين بالتساوي،

فقد طبقنا مبدأ المواطنة المتساوية..وعندما نتقبل آراء الآخرين المخالفه لنا ونحترمها، فقد طبقنا مبدأ القبول والتعايش مع الآخر،

أياً كان معتقده أو طائفته أو منطقته.. 

وهكذا...

حتى تصبح تلك المبادىء ثقافة واقعية.. 

طيب كم الفتره اللي يحتاجها الشعب اليمني حتي يعي ويدرك حقوقه وواجباته؟!

هذا الأمر يتوقف على مدى التوعية التي يتلقاها الشعب من المفكرين، فكلما كانت التوعيه أكثر، كانت الفترة أقل..وكلما كانت التوعية أعمّ وأشمل، كانت النتيجه أفضل.. 

وكلما كان التركيز على الأجيال القادمه أكثر، كان المستقبل أجمل.