العلمانية من منظور آخر

قبل أن نصل إلى تعريف العلمانية من منظور آخر، لا بد أن نعرف ماهي العلمانية بالتعريف العام، ولماذا تم اختيار هذا التعريف بالذات..!!

بالطبع أن التعريف العام والشائع للعلمانية هو: (فصل الدين عن الدولة).. 

والسؤال الذي يفرض نفسه هو:لماذا المفكرون عندما ابتكروا العلمانية كآليه للحكم، قاموا بتعريفها على أنها فصل الدين عن الدولة؟!

بمعنى: (لماذا الدين بالذات الذي دعت العلمانية بفصله عن الدوله آنذاك)؟!

الجوابلأنهم وجدوا أن المشكلة الأساسية في عدم إستقرار الدول آنذاك هو التحريض الطائفي بإسم الدين،،!! وأن التخلف والفساد والظلم الحاصل وقتها، كان بسبب رجال الدين!!

وعندما تم تشخيص المشكله، والبحث عن الحل، وجدوا أنه لا بد من فصل الدين عن الدولة، من أجل القضاء على كل تلك المشاكل، وعندما بدأ التطبيق، كانت النتائج مبهرة ورائعه..!!

وعند النظر إلى النتائج بعد تطبيق العلمانية: هل تم فصل الدين عن حياة الناس؟!

- لا .. فقد ظل الدين موجود، وظلت دور العبادة موجودة إلى يومنا هذا..!! 

وهذا يعني أن العلمانية لم تحارب الدين أبداً.

طيب: هل تم القضاء على الإقتتال الطائفي بإسم الدين؟!

- نعم .. والواقع يثبت ذلك..!

وهذا يعني أن العلمانية عندما فصلت الدين عن الدولة، حافظت على دماء أبناء الوطن الواحد..!!

أيضاً:

هل تم القضاء على المشاكل التي كانت تؤدي إلى الإقتتال، وبالتالي تؤدي إلى عدم الإستقرار؟!

- نعم .. فبعد معرفة السبب ومعالجته، وصلت الدول إلى الإستقرار الدائم..!!

وهذا يعني أن العلمانية هي الطريق الوحيد لحل مشكلات الحكم..!

حلو جداً 

هذا يعني 

أن أي مشكله قد تتسبب في عدم الإستقرار في الحكم، لا بد من فصلها عن الدولة..
طيب الآن نحاول تطبيق ماسبق

على وضع بلادنا الحالي.. 

هل الدين الإسلامي بحد ذاته هو سبب المشاكل لدينا؟!

- لا.. 

لذلك فالعلمانية لا تدعو إلى محاربة الإسلام..

هل التحريض الذي يقوم به رجال الدين، بإسم الدين الإسلامي هو سبب المشاكل لدينا؟!

- نعم.. 

وهذا هو ماندعو دائماً إلى فصله عن الدولة..

طيب:

هل هناك مشاكل أخرى غير دينية في اليمن تتسبب في عدم إستقرار الحكم ؟!

- نعم

ولا بد علينا عند الدعوة بالعلمانية، أن ندعو أيضاً إلى فصل تلك المشاكل عن الدولة.!!

ومن هذه المشاكل:

- المناطقية وتركيز الحكم في منطقة معينه..!

- استغلال المؤسسة العسكريه وجعلها وسيلة  في استمرار الحكم بيد شخص بحد ذاته، أو عائلة بحد ذاتها..!! 

- الطبقيه التي تعطي المشائخ سلطة موازيه لسلطة الدولة..!!

- السلالية.. التي تدّعي الحق الإلهي في الحكم..!!

أخيراً ،،،

ومن خلال ماسبق نصل إلى أن تعريف العلمانية من المنظور الآخر 

هو التعريف التالي:

(فصل مشاكل الدين، وسلطة رجال الدين، والمناطقية، والعسكرية، والطبقية، والسلالية،، عن الدولة).. 

بمعنى: أي مشكله قد تتسبب في الإخلال بمبادىء المساواة، والعدل، والحرية، والمواطنة المتساوية من أجل الوصول للسلطة، لا بد من الدعوه صراحةً، بفصلها عن الدولة..

وهذه هي العلمانية التي ندعو إليهاونسعى من خلالها لتحقيق: مبادىء العدل، والحرية والمواطنة المتساوية في بلادنا من أجل الوصول إلى الدولة المدنية الحديثة. والتي تضم كل أبناءها، بشتى طوائفهم ومعتقداتهم، بدون إقصاء، أو تهميش..