عن قضية الجنوب ---------------------- عقلاء صامتون

 الوضع في جنوب الوطن بحاجة إلى التفات جدي حتى لا يتسع الخرق على الراقع فلا ينفع الرقع بعدئذ ، سمعنا أصوات المظلومين بدؤوا ثورتهم السلمية منذ 2007 حين كان الناس صامتين ، دفعوا ثمنا باهضا ولم يستكينوا ، وأصبحت الأحزاب نكاية بالنظام على استحياء تبدي تعاطفا معهم لكن لا أحد كان جادا في الالتفات إلى قضيتهم ..
آلاف سرحوا من وظائفهم وآلاف آخرون صودرت حقوقهم وجاء قليل من التتار ليتفيدوا ويقطعوا أوصال الأخوة والرحم والقربى والدم ، ولشدة الذهول صحا الناس في الجنوب على مشكلة تتعمق، ووطن هناك يتمزق وقد يقود إلى اقتتال جنوبي- جنوبي،لان هناك عقلاء صامتون وصابرون يراعون القربى وصلات الرحم ،ويعلمون أن وطنا واحدا مثخنا لا يقبل القسمة إلى جيب احد إن لم يكن وطنا للجميع .
اليوم نحن بحاجة إلى إعادة حقوقهم كاملة ، نحن ننتظر من اللجنة الرئاسية سرعة إعادة الوضع في الجنوب إلى نصابة حتى يكون لنا وجه في الجلوس حول دائرة واحدة نناقش فيها قضايا مستقبل الوطن .. 
إننا نراهن على عقلاء الجنوب الصامتين الذين لا يريدون قتالا ولا يريدون انفصالا ولا يريدون إراقة دماء وهم واقعون تحت ضغط تيار عام يجرف الناس نحو الهاوية والتمزق والاحتراب الأهلي .
إننا نناشد رئيس الجمهورية أن يستبق يوم 18 مارس بلم الشمل الجنوبي قبل لم الشمل الوطني العام .. نريد أن نحتكم جميعا إلى الحرية .. فإذا كان لا إكراه في الدين ...فالأولى أن لا إكراه في الوطن .. نريد أن نقبل الجلوس في طاولة الحوار ، وان نقبل ما يتمخض عن هذا الحوار مادامت قراراته جاءت بناء على ما يقرره العقلاء بوحي من ضمائرهم دون مؤثرات خارجية أو ثارات معتملة في نفوسهم .
أمامنا فرصة إعادة بناء الدولة اليمنية والنظام السياسي وصياغة الدستور للدولة الجديدة على الوجه المتفق عليه بين العقلاء دون السماح للعابثين وقلة من المجانين أن يفرضوا خياراتهم الهوجاء على 25 مليون نسمة .
دولة تمنح الحرية للجميع وتغلق منافذ العنف والفوضى. دولة العدل والقانون سواء على هيئة اتحادية أو حكم محلي كامل الصلاحيات أو انفصال سلمي أن كان ذلك هو الخيار الوحيد حقنا للدماء اليمنية المنسكبة بشكل يومي. 
نريد من عقلاء الجنوب العارفين ببواطن الأمور أن يرفعوا أصواتهم عاليا وأن لا يظلوا متفرجين فهم وحدهم من سيحقق التوازن بعدم ترك الساحة لأناس يقعون تحت تأثير الحماس يرفعون شعار الانفصال، ولا يدركون أن الانفصال نقمة جديدة تنتظر الجميع ، فلن يبق الجنوب جنوبا ولن يبقى الشمال شمالا ، وسنبحث عن الوطن المفقود في ثنايا جراحات لن تندمل .. نأمل من العقلاء أن لا يسمحوا لغيرهم أن يقرر نيابة عنهم ..  

( * تم النشر في مثل هذا اليوم 2013)